هل اكل المسيح الفصح ام لم يأكل وما قصة هذا التناقض ؟ سوف يشرح لنا المشكك واضع الشبهة هذا السؤال بشبهته هو فيقول المشكك : من أبرز تناقضات الانجيل التي لا يمكن تبريرها تاريخ صلب يسوع ففي إنجيل يوحنا تم صلبه قبل أكل وجبة عيد الفصح.. وفي إنجيل متىوبقية الأناجيل.. تم صلبه في اليوم الثاني من عيد الفصح.. أي بعد أكل الوجبة
وهذة هي شبهة المشكك ولكن يزال السؤال موجود هل اكل المسيح الفصح ام لم ياكل ؟ في الحقيقة اكل المسيح الفصح وعن موضوع انجيليوحنا سوف نتعرف عليه في هذا المقال
الرد
في البداية تؤكد الاناجيل الازائية ان المسيح اكل الفصح
انجيل مرقس 14
14 :12 و في اليوم الاول من الفطير حين كانوا يذبحون الفصح قال له تلاميذه اين تريد ان نمضي و نعد لتاكل الفصح14 :13 فارسل اثنين من تلاميذه و قال لهما اذهبا الى المدينة فيلاقيكما انسان حامل جرة ماء اتبعاه 14 :14 و حيثمايدخل فقولا لرب البيت ان المعلم يقول اين المنزل حيث اكل الفصح مع تلاميذي
انجيل متى 26
مت 26 :1 و لما اكمل يسوع هذه الاقوال كلها قال لتلاميذه مت 26 :2 تعلمون انه بعد يومين يكون الفصح و ابن الانسانيسلم ليصلب مت 26 :17 و في اول ايام الفطير تقدم التلاميذ الى يسوع قائلين له اين تريد ان نعد لك لتاكل الفصح مت26 :18 فقال اذهبوا الى المدينة الى فلان و قولوا له المعلم يقول ان وقتي قريب عندك اصنع الفصح مع تلاميذي مت 26 :19 ففعل التلاميذ كما امرهم يسوع و اعدوا الفصح
انجيل لوقا 22
22 :1 و قرب عيد الفطر الذي يقال له الفصح
22 :2 و كان رؤساء الكهنة و الكتبة يطلبون كيف يقتلونه لانهم خافوا الشعب
22 :7 و جاء يوم الفطير الذي كان ينبغي ان يذبح فيه الفصح
22 :8 فارسل بطرس و يوحنا قائلا اذهبا و اعدا لنا الفصح لناكل
22 :9 فقالا له اين تريد ان نعد
22 :10 فقال لهما اذا دخلتما المدينة يستقبلكما انسان حامل جرة ماء اتبعاه الى البيت حيث يدخل
22 :11 و قولا لرب البيت يقول لك المعلم اين المنزل حيث اكل الفصح مع تلاميذي
22 :12 فذاك يريكما علية كبيرة مفروشة هناك اعدا
22 :13 فانطلقا و وجدا كما قال لهما فاعدا الفصح
ثانيا
يجب ان ياكل خروف الفصح في نفس اليوم الذي ذبح فيها : وَيَأْكُلُونَ اللَّحْمَ تِلْكَ اللَّيْلَةَ مَشْوِيًّا بِالنَّارِ مَعَ فَطِيرٍ. عَلَى أَعْشَابٍ مُرَّةٍيَأْكُلُونَهُ." (خر 12: 8).ولا يبقى هذا الفصح لليوم التالي : وَلاَ تُبْقُوا مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ. وَالْبَاقِي مِنْهُ إِلَى الصَّبَاحِ، تُحْرِقُونَهُبِالنَّارِ." (خر 12: 10)
ويقول التلمود : يستمد الحاخام إلعازر بن عزريا هذا الاستنتاج من المقطع: "لا يبقى حتى الصباح" (خروج 12:10). إذا منع المرء من تركأي جزء من الأضحية حتى الصباح ، فلا شك في منعه من تركها حتى الليلة التالية. لذلك ، ليس من الضروري الاستشهاد بمصدر إضافيلتعليم أن حمل الفصح يمكن أن يؤكل فقط في الليلة الأولى [1] اذا فلا يمكن ترك ذبيحة الفصح لثاني يوم لذلك بكل تأكيد اكل المسيحالفصح
ولكن ياتي السؤال لماذا انكر يوحنا ان المسيح اكل الفصح ؟ بكل بساطة يوحنا لم ينكر بال لم يذكر ولا يفرض بال أكد ضمنيًا انه اكل الفصحولكنه لم يهتم بذكر التاريخ وهذا ما سوف نراها في الاتي
وصف العشاء الاخـير في يوحنـا 13 وكذلك معنـى الأفخارستيا في يوحنا 6 يشهدان لذلك . وكذلك فالمناخ الـعـام في الاصحاح 13 يوحيبالفصح : فالذهاب الى اورشليم كان بعد الغروب ( یو ۱۳ : ۳۰ ) ، وكان الطاعمون متكئين ( يو ۱۳ : ۲۳ ) . كل هذه الدلائل تشير الى انالعشاء كان عشاء الفصح [2]
ومن جهة القديس يوحنا، فقد أكد أن الفصح الحقيقي, الذي كانت كل أعياد الفصح السابقة رمزا له, قد أُكمل والى الأبد بذبح «حمل الله» يسوع المسيح، على الصليب لرفع خطايا العالم [3]
ويقول ذهبي الفم : ما يشغل ذهن الإنجيلي ليس موعد تأسيس الفصح المسيحي، وإن كان قد أورد أنه "قبل عيد الفصح"، وإنما انشغالهبالفصح الحقيقي، بذبح حمل الله الذي يحمل خطية العالم على الصليب. إنه فصح الدهور كلها، لا بل والفصح الذي يشغل السماءوالسائيين، فقد أُشير إلى السيد المسيح كحملٍ في سفر الرؤيا ما يقرب من خمس عشرة مرة. رأى الإنجيلي "الخروف قائم في السماء كأنهمذبوح"، ورأى الكنيسة الممجدة في السماء "امرأة الخروف"، والحياة السماوية هي "عُرس الحمل" الذي جاء وامرأته هيأت نفسها (رؤ 19: 7-8). رأى الحمل هو قدس أقداس السماء أو الهيكل الأبدي وسراجها (رؤ 21).لم يذكر الإنجيلي يوحنا أحداث أيام الثلاثاء والأربعاءوالخميس من الأسبوع الأخير حيث أوردها الإنجيليون الثلاثة السابقون في شيءٍ من التفصيل، ولم يرد أن يتحدث عن تأسيس سرّالإفخارستيا (مت 26: 26؛ مر 14: 22؛ لو 22: 19) [4]
فيوحنا لاهوتيًا لم يهتم بالسياقة التاريخية ولكنه ضمنيا لم يخالف التلاميذ بان اليوم هو يوم الفصح
تقول الموسوعة الكنسية : المقصود مساء الخميس، وهو عالم، بلاهوته، أن وقت تسليمه قد أتى. ويلاحظ هنا المقابلة مع ما ذكره القديس يوحناسابقا، ومرارا، في كل مرة كان يحاول اليهود القبض على يسوع، لم ينجحوا، بالرغم من وجوده وسطهم، وذلك لأن ساعته لم تأت بعد. أماهنا، فيعلن لنا معرفة المسيح للوقت المحدد، ويمهدنا نحن للمرحلة الأخيرة في حياة المسيح على الأرض. واستخدم أيضًا كلمة انتقاله بدلًا منكلمة موته، كتعبير لاهوتي جديد، يوضح ماهية الموت الجسدي في مفهوم أبناء الله، أنه انتقال من حياة لحياة أخرى. وهذا ما استخدمتهالكنيسة في صلواتها، إذ تقول: "لا يكون موت لعبيدك، بل هو انتقال." ويختم القديس يوحنا كلامه بكشف السر وراء ما سوف يُقْدِمُ المسيحعليه من آلام وعذاب وصلب، وهو حبه الأبدي والغير محدود لخليقته المزمع أن يفديها.
ولعلنا نلاحظ أن القديس يوحنا هو أكثر من تكلم عن الحب الإلهي، وكأنه أكثر التلاميذ معرفة بقلب المسيح. وهذا حقيقي، فطبيعته الرقيقةجعلته أكثر التصاقا بالرب يسوع. فكان أكثر إدراكا لحبه، والتعبير عنه.
ومن معرفتنا لطقوس عيد الفصح : الأحتفال يشمل طقس غسل الأيدي وبعض الصلوات في وضع الجلوس . ويشرب المحتفلون أربعة كؤوسمن الخمر ، والتقليد الشفوي في المشناه ، يأمر بأن حتى الأشخاص الفقراء ينبغي عليهم أن يشربوا هذه الكؤوس الأربعة ، حتى لو وصلالأمر به إلى بيع نفسه أو الإستدانة ... وينبغي أن يكون خمر الفصح من النبيذ الأحمر ، ويخلط بقليل من الماء ، كما أن المشئاه تأمر بأنيكون النبيذ دافئاً ، ومن ثم يجب تسخين الماء قليلاً قبل خلطه بالخمر حتى يذكرهم بدم الخروف الذي ذبح للتو ، فيكون دمه دافئاً . بجوارخروف الفصح المشوى توضع الأعشاب المرة وثلاث شرائح من الخبز غير المختمر ، وماء مملحا أو خلا لغمس الأعشاب المرة ، وطبقاً به خليطمحلى من التفاح والبندق [5]
يحضر طبق الطعام الكبير ، مرة أخرى ، ويستمر رئيس المتكأ في تقديم شرح خروف الفصح والأعشاب المرة والفطير . عندئذ ينشدون الجزءالأول من الـ « هلليل ، أي مزمور 113 ، 114 ثم يشربون كأس الخمر الثانية . ثم يغسلون أيديهم للمرة الثانية ، كواجب احترام للفطير الذيسيأكلونه ، رئيس المتكأ يكسر شريحة واحدة من الخبز غير المـخـتـمـر ويتلو « البـركـة على الخبـز ، ، حيث توجد بركتان : الأولى من أجلشكر الله الذي يعطي الخبز من الأرض ، أما الأخرى فهي من أجل شكر الله لإعطائه وصية أكل الفطيـر . تقليـديا ، هذه المبـاركـات التيتتلى على الخـبـز الذي يكسر أولاً ، هي لإظهار المذلة والخضوع ، وتذكر أيضاً أن الفقراء لديهم – فقط – كسرة مكسورة من الخبز ليأكلوها ،إلا أن الله يستحق الشكر على هذه الكسرة . يأخذ رئيس المتكأ كسرة من هذا الخبز المكسور ويغمسها في الأعشاب المرة وخليط التفاحالمحلى مع البندق " Charoseth " ، ويعطيها لكل فرد على المائدة . لو أن الخروف صغير ليأخذ كل واحد كفايته ، يأكلون أيضاً بيضةمسلوقة " Hagigah " . على أن تؤكل البيضة أولاً ، حيث ينبغي أن يكون خروف الفصح هو آخر الأطعمة التي يأكلونها تلك الليلة . وبالتاليطبعاً ، لا يوجد طبق تحلية . بعد العشاء يصب رئيس المتكأ كأس الخمر الثالثة ، ويتلون جميعهم البركة التي تتلى بعد الوجبات ، ثم ينشدونمباركة خاصة للخمر على الكأس الثالثة ، وكل واحد يشرب منها . بعد الكأس الثالثة ، ينشدون الجزء الثاني من الـ « هلليل ، أي مزمور 115 حتى 118 ، ثم يشربون الكأس الرابعة . بهذا يكون طقس الفصح قد أنتهى [6]
اذا من المفترض ان هذة هي طقوس الفصح وهذا نجده في قلب انجيل يوحنا نفسه
الطقس الغسل : 5 ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَل، وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التَّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِرًا بِهَا.
طقس المائدة والخبز : 17 إِنْ عَلِمْتُمْ هذَا فَطُوبَاكُمْ إِنْ عَمِلْتُمُوهُ.
18 «لَسْتُ أَقُولُ عَنْ جَمِيعِكُمْ. أَنَا أَعْلَمُ الَّذِينَ اخْتَرْتُهُمْ. لكِنْ لِيَتِمَّ الْكِتَابُ: اَلَّذِي يَأْكُلُ مَعِي الْخُبْزَ رَفَعَ عَلَيَّ عَقِبَهُ.
19 أَقُولُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ.
20 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمُ: الَّذِي يَقْبَلُ مَنْ أُرْسِلُهُ يَقْبَلُنِي، وَالَّذِي يَقْبَلُنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي».
21 لَمَّا قَالَ يَسُوعُ هذَا اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ، وَشَهِدَ وَقَالَ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي!»
22 فَكَانَ التَّلاَمِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ وَهُمْ مُحْتَارُونَ فِي مَنْ قَالَ عَنْهُ.
23 وَكَانَ مُتَّكِئًا فِي حِضْنِ يَسُوعَ وَاحِدٌ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ.
24 فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْ يَسْأَلَ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ الَّذِي قَالَ عَنْهُ.
25 فَاتَّكَأَ ذَاكَ عَلَى صَدْرِ يَسُوعَ وَقَالَ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، مَنْ هُوَ؟»
26 أَجَابَ يَسُوعُ: «هُوَ ذَاكَ الَّذِي أَغْمِسُ أَنَا اللُّقْمَةَ وَأُعْطِيهِ!». فَغَمَسَ اللُّقْمَةَ وَأَعْطَاهَا لِيَهُوذَا سِمْعَانَ الإِسْخَرْيُوطِيِّ.
27 فَبَعْدَ اللُّقْمَةِ دَخَلَهُ الشَّيْطَانُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «مَا أَنْتَ تَعْمَلُهُ فَاعْمَلْهُ بِأَكْثَرِ سُرْعَةٍ».
فنجد هنا ان يوحنا اعطنا الرد ضمنيًا قائلًا : المسيح اكل الفصح ولكن طبيعة الانجيل هي لاهوتية وليست تاريخية
واكتفي بهذا القدر
وللرب المجد الدائم مين
_________________________________
[1] Berakhot 9a:20
[2] المسيح في الاناجيل الاب ميشال نجم ص 51
[3] تفسير انجيل يوحنا لاب متى المسكين
[4] Hom 70. PG 59: 413
[5] المسيح في الاعياد اليهودية ص 48
[6] المرجع السابق ص 50
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق