لاهوت الخلق والسقوط منظور ارثوذكسي - بولا جرجس

 


 


دافع الخلق

 

دافع الله للخلق في اللاهوت المسيحي هو صلاح الله وحب الله غير المحدود.

ممكن تلخيص جوهر الإيمان المسيحي في العلاقة بين الله والإنسان العلاقه التى ممكن اختزالها في الوجود والحب و الشركة.

 

-ق.اثناسيوس

الله صالح بل بالأحرى هو مصدر الصلاح والصالح لا يمكن أن يبخل باي شئ وهو لا يحسد احد على وجوده من اجل هذا خلق الاشياء من العدم بكلمته يسوع المسيح.

تجسد الكلمة ٣:٣

 

 

القديس غريغوريوس النزينزي: فالخلق هو برهانا على فيض الصلاح الالهي غير المتناهي.

-ثيوفانيا ميلاد المسيح، ترجمه د. نصحي عبدالشهيد ،فقره ١٠

 

 

يقول القديس يوحنا ذهبي الفم لماذا الخلق؟ من فيض صلاحه خلقك.

-شرح الرسالة إلى فليبي، ترجمه نشأت مرجان .ص٧٧

 

 

دائره المحبه الإلهية لم تبقى مغلقه بل أراد الله فتحها ويفيض بمحبته على كائنات أخرى تشاركه حياته.

-عدنان الطربلسي، الرؤيه الأرثوذكسية.ص٢٨

 

 

"لايجب أن نختزل عبارة قال الله (تك:٣:١) أن الله يعطي أمر بالخلق بكلمة، ولكن يجب أن نفهم أن الوحي استخدم كلمة قال الله، ليعرفنا الله أن الخليقه مدعوه للوجود ولتدخل في حوار مع الله، الله اراد أن يدخل في حوار (علاقه) مع خليقته، تلك الخليقه التى ستحتوي الإنسان فيما بعد ليدخل في هذا الحوار مع الله، وهذا الحوار سنشاهده في كثير من نصوص التكوين والكتاب ككل."

-د.چورچ حبيب بيباوي عميد الاكليركية السابق واستاذ الفلسفة في جامعة كامبريدج السابق في إحدى محضارته في الاكليركية المسجلة

 

 

الا أنه لايريد أن يكون وجوده لذاته فقط، بل بتلقائية وحريه قد احضر العالم إلى الوجود من العدم وأعطاه تكاملا خاصا به، ووضع فيه كائنات مخلوقة عاقلة يشركها معه في شركه الحب الخاصة به.

ومع أنه متعال بصورة فائقة الا أنه ليس بمعزل عن خلقيته بل حاضر وعامل فيها.

-تورماس تورانس، الإيمان بالثالوث في القرون الأولى، ترجمه د. عماد موريس. ص١٣١

ا.امجد بشارة، قصة الحب العجيب، ص٢٥

 

 

القديس إيريناوس: لماذا خلق الله العالم؟

الله صالح لم يحتفظ بصلاحة إلى نفسه، كون العالم لكي يعكس صلاحه.

-المرجع السابق ص١٣٢

 

 

 

خلق الإنسان

 

لم يخلق الله الانسان من أجل أنانية في رغبته لتقديم له العبادات بل خلق الله الإنسان لأجل الإنسان.

من منظور الآباء الشرقين أن الله محب وهو غير محدود، ومحبته غير محدودة، ومن فائض محبته خلق الانسان ليبادله نفس الشعور بالحب.  

 

خلق الإنسان لنفسه ليحب ويفرح ويعيش معه في شركة ويستمتع بتلك الحياه بحسب الله.

اللاهوت الشرقي كله بيعلم أن الله خلق الانسان من أجل الإنسان ولم يخلقه لخدمة الله أو عبادته بل مدعو للحياة مع الله.

 

فدافع الخلق كان الحب و الشركة و الحياه

وده هنلاقي واضح اكتر في خلق المراه (حواء)

 

18 وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ». 21 فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلهُ سُبَاتًا عَلَى آدَمَ فَنَامَ، فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأَ مَكَانَهَا لَحْمًا. 22 وَبَنَى الرَّبُّ الإِلهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. 23 فَقَالَ آدَمُ: «هذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هذِهِ تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ». 24 لِذلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا.  سفر التكوين24,23,22,21,18:2

 

 

الدافع هنا عدم ترك ادم وحيد فخلق له انسان منه ليحبه ويكون له معينا في وحدته وحياته

ونظير له أي من نفس الجوهر مساوئ له

 

الله ارد هنا أن يخلق ادم اولا دون حواء لكي نرى في تلك اللحظه عدم اكتمال الحياة الانسانية من خلال الوحدة التى عاشها ادم دون حواء، من بعد خلق حواء نرى اكتمال الخلق الإنساني واكتمال طبيعتنا الإنسانية.

 

 

كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ، الرسالة إلى أفسس4:1

 

من خلال نص افسس نرى دافع الحب لخلق الإنسان ونرى أيضا ما هو اروع وهو اختيارنا من الله من قبل تأسيس العالم، اي أننا كنا في أذهان الله قبل الخلق بسب وصف الاب متى المسكين.

 

 

"خلقتني إنسانا كمحب للبشر "

-القداس الغوريغوري الليتورچيا القبطية

 

 

فالبخلق يعطي الله الإنسان الوجود، إلا أن عطاءه هذا ليس عطاء سيد لعبد ولا عطاء محسن لمستجدي، بل عطاء صديق لصديقه واب لابنه وحبيب لحبيبه. "إن الله محبة"، والخلق هو أول أعماله التى بها ظهر محبته.

-المطران كيرلس بسترس، اللاهوت المسيحي و الإنسان المعاصر. ج١ ص٩٨

ا.امجد بشارة، قصة الحب العجيب، ص٢٤

 

 

إن دافع الله في الخلق محبته، أنه خلقه من ذاته هو التى هي المحبه، علينا أن نفكر ليس في الله الصانع، ولا الله الحرفي، بل في الله المحب، أن نحب معناه أن نشارك، محبه تجعل الله يخرج من ذاته ويخلق اشياء غير

ذاته، لتكون بجواره مخلوقات أخرى تشترك في حياته ومحبته.

-Kallistos ware, The Orthodox Way,

p. 56

 

 

 

الإيمان وحده يستطيع اكتشاف العلاقة الحميمة التى تربط هذا العالم بالله. وتلك العلاقة هي حب، فالعالم هو فيض من محبة الله اللامتناهية وعطية مجانية من اله العطاء والمحبة.

-المطران كيرلس بسترس اللاهوت المسيحي والإنسان المعاصر. ج١ .ص٧٥

ا.امجد بشارة، قصة الحب العجيب، ص٣٠

 

 

في التعبير عن الإيمان المسيحي بالله الخالق نجد صلة وثيقة بين الخلق وأبوه الله، الله الذي نومن به ليس الإله المتجبر المتسلط بل الله الاب. لذلك نعتقد أن العالم ليس نتيجة صدفة بل ثمرة اختيار الله وقصده المحب.

-امجد بشاره، قصه الحب العجيب. ص٢٨

 

 

 

خلق الإنسان على صورة الكلمة

 

 

وهنا هنتكلم عن الصورة أو الطبيعية اللي خلق بها الإنسان

 

26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا، فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ، وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». 27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ.  سفر التكوين26,27:1

 

 

وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ، وَنَفَخَ فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً. سفر التكوين7:2

 

 

هنا خلق الله  الانسان من ماده فانيه من العدم بمعنى أنه ليس كائن واجب الوجود بذاته

الله وحده هو من يستمد وجوده من ذاته

بعكس الإنسان المخلوق من العدم و الفناء( ماده فانية)

ولكن يبرهن الله على صلاحه وحبه أعطاه الوجود ولكي يحميه من الفناء أعطاه صورته (الحياة)

لكن بدعوه الله له للحياه يعطيه صورته الكلمه (اللوغوس) ليكون مستحق للحياه مع الله في العنايه الالهيه ويتغلب على طبيعته الفانية، يتغلب على العدم والموت أو الفناء.

 

 

فالإنسان فإن بطبيعته لانه خلق من العدم الا انه بسبب خلقه على صورة الله الكائن كان ممكنا أن يقاوم قوه الفناء الطبيعي ويبقى في عدم الفناء لو

أنه ابقى الله في معرفته.

-ق.اثناسيوس

تجسد الكلمة ٦:٤

 

 

الله صالح لم يكتفي بخلق البشر مثل باقي الكائنات غير العاقلة على الأرض ، بل خلقهم على صورته وأعطاهم شركه في قوة كلمته حتى يستطيعوا على نحو ما ولهم ظل الكلمة أن يصيروا عقلاء.

-ق.اثناسيوس

تجسد الكلمة ٣:٣

 

 

لم يكتفي الله بخلقنا من العدم، ولكنه وهبنا بنعمه الكلمة أن نعيش حسب الله.

-ق.اثناسيوس

تجسد الكلمة ١:٥

 

 

الله لم يخلق الشر أو حتى سمح بوجوده

الله خلق الإنسان على صورته لم يعرف الشر مثله مثل الله وسمح للإنسان بحرية الاراده وهي من سمحت بالشر الذي فعله الإنسان في وقت لاحق

 

بحسب تعليم اللاهوت الأرثوذكسي أن الشر والفساد والموت هم ليس لهم كينونة أي وجود بالتالي لم يكونوا مخلوقين من الله لكن تظهر تلك الأشياء مع البعد عن الله.

 

ما له كينونة فهو الخير، أما الذي لا كينونة له فهو الشر، وأقول إن ما له كينونة فهو الخير لانه يجد له نموذجا في الله الكائن....لا كينونة فالشر لانه تم اختراعه بالخيالات داخل افكار البشر.

ق.اثناسيوس

ضدد الوثنيين ٤: ٤

 

 

طب ليه أعطى للإنسان الحرية من الأساس ؟

 

لو كان خلق الله الإنسان دون الحرية كانت تحولت علاقتهم إلى علاقة غير سوية فالله يريد أن الإنسان يحيا معه في شركه بدافع الحب أن غابت الحرية عن الإنسان غاب الحب أيضا وأصبحت علاقه استعباد من اله قاسي يستعبد انسان دون ارداته لكي يحيا حسب الله

وهذا يجعلنا نرى الله غير صالح

من اجل هذا الارداه كانت هامة في العلاقة استمرار العلاقة بشكل ارادي يعني وجود الحب،

الله عبر عن حبه للإنسان من خلال أن أعطاه الوجود، يجب أن يعطي له الحرية والإرادة ليشارك الإنسان في هذا الحب ويعبر هو أيضا عن حبه الله.

 

 

 

إن الله منذ البدء خلق الإنسان حرا، فالإنسان سلطانه على قراره، كما أن حياته الخاصة، حتى يتمم مقاصد الله بدون قسر من الله.

ق.ايرينيئوس

ضدد الهرطقات٤: ٢٧: ١.

 

 

انك لا تعتبر العبيد المجبرين على أداء خدماتك احباء لك، وانما عندما تراهم باختيارهم وبإرادتهم ينفذون واجباتهم فهنا تعتبرهم احباء لك هكذا بالنسبة لله، فهو لا يحب أن ينفذ أمره عن احبار، بل يحب ذلك الذي بحرية يتوق إلى فعل الخير واكتساب الفضائل.

ق.باسيلوس، الله ليس مسببا للشرور، ترجمة د.چورچ عوض

 

 

كتدريب لحرية الإنسان على اختيار الأفضل لحياته.

ق.غريغوريوس النزينزي عن الفصح

د.عماد موريس، تدبير ملئ الأزمنة، ص١٦

 

 

تصور معي إنسانا يقدم لعروسه فوق ما تطلب وأكثر مما تحتاج، يغدق عليها بالحب والعطف والحنان بلا كيل أو حدود، أما تشتهى العروس أن يترك لها عريسها مجالا مهما حتى لو كان صغيرا لتعبر عن حبها له، فالعربس الذي لا يترك مجال لعروسه لرد محبته بمحبتها له يكسر قلبها ويحزنها.

أ.امجد بشارة، قصة الحب العجيب، ص٣٦

 

 

الإنسان في وقت الخلي

قه كان مثل الله لايعرف الشر بمعنى لا يفعله ولا يفكر فيه

 

 

الله خالق الكون وملك الكل الذي يعلو على الإدراك وفهم البشر هو صالح خلق البشر حسب صورته بواسطه كلمته ومخلصنا يسوع المسيح وجعل الإنسان قادرا على إدراك وفهم وجوده بواسطه المشابهة للكلمه لانه أعطاه معرفة ابديته إذا ظل محتفظ من مثال الذى خلق عليه فلا يتخلى عن معرفته لله.

-ق.اثناسيوس

الرساله الى الوثنيين 10.5:2

 

 

فالإنسان لم يكن ليستمند وجوده من ذاته لانه مخلوق من العدم اي قابل للفناء ولكن الله أعطاه صورته لكي يحيا بها مثل الله في شركة معه

 

 

الإنسان فان بطبيعته لانه أتى إلى الوجود من العدم... ولكن مع ذلك لو أنه استمر موجها نظره نحو الله لكان تجاوز قابليته الطبيعية للفساد وبقى غير فاسد.

ق.ساويرس الانطاكي

-La polimque Anti julianista,II B, ed,p. 30

 

 

 

ولم تكن أنت المحتاج لعبوديتي بل أنا المحتاج ربوبيتك.

-القداس الغوريغوري

 

 

الله لم يخلق الفساد والموت بداخل الإنسان، هو لم يخلق الفساد بل كان موجودا اصلا في الطبيعية الذي خلق منها، ومن صلاح الله، أعطاه الله صورته (اللوغوس) من صلاحه ليتغلب على فناءه.

 

 

 

السقوط (تعدي الإنسان)

 

لم تكن سبب المشكلة هي أن الإنسان اكل من ثمره شجرة بل كانت في التعدي على صورته الذي خلق بها الإنسان قرر أنه ينهى حياة الشركه مع الله ويعرف الخير والشر بعيدا عن الله اي أن يحيا دون قصد الله

عندما اكل من شجره معرفه الخير والشر عرف الإنسان تلك المعاني بعيدا عن الله فأصبح يعرف الشر ويفكر فيه وهذا عكس الله فأصبح الإنسان غير مستحق للحياه مع الله وخسر صورة الكلمة أو تشوهت الصورة الذي خلق بها أي صورة الحياه فأصبح ميت اي فاني مثل المادة الذي خلق منها

أصبح فاسد من خلال معرفته للشر والتفكير وعمل الشرور أضاع صورة الحياه الذي خلق بها لكي يحيا بها مع الله

الخطية هنا لم تكن ذنب شخصي يحاسب عليه البشرية بالوراثه ويتناقل بالتزواج هذا غير صحيح

الخطية هنا كانت الموت الذي أصبح مصير كل انسان وميل الإنسان تجاه الخطية والشر بشكل عام، وصورة الحياه التى فقدانها، بدون الله لا معنى لحياتنا لا نقدر أن نعيش بدونه لانه هو من أعطانا الوجود.

 

بحسب تعليم القديس ساويرس الانطاكي أن لا أحد من الآباء الذين علموا باليونانية نادى بأن الخطية تورث في الجسد بالتناسل بعد ميلاد الإنسان.

-في كتابه نقد طومس يوليان

الخطية الجديه لساويرس الانطاكي، ترجمة د.چورچ فرج، ص٥٠

 

 

ربما يقول أحد لماذا اعاني؟ هل بسبب ادم اعاني أنا ؟ بالتأكيد ليس بسبب ادم، فأنت أيضا لم تبقى بلا خطية بل حتى وإن لم ترتكب نفس الخطية لكنك ارتكبت خطايا أخرى.

-ق.يوحنا ذهبي الفم، تفسير رساله كورنثوس الاولى ١٧: ٥.

 

 

وعندما صار الإنسان الساقط بالفعل في الموت اولاده، اي هؤلاء الذين ولدوا منه، ولدنا نحن فاسدين بما اننا آتينا من الفاسد، وبهذه الطريقة نحن وارثون لعنه ادم، لكن على اي حال لم نعاقب لأننا مذنبين مع ادم.

-ق.كيرلس الكبير، ضدد الذين يتصورون أن لله هيئة بشرية الفصل ٨

 

 

إن خطيئة الذين انجبانا اي ادم و حواء، ليست مختلطة بالطبيعة مع كياننا...ولكن لأنهم قد فقدوا نعمه الخلود والحياة بسبب التعدي ومن ثم فإن الإدانة والأحكام بلغت الينا لذا وفقا قانون الطبيعية ، فإننا نولد مائتين باعتبار أننا ولدنا من آباء مائتين ، ولسنا نقول اننا خطأة لأننا ولدنا من آباء خاطئين، وذلك لأن الخطيئة ليس لها كيان ولا تنتقل بالتناسل من الآباء إلى الأطفال .

فإن كان الأمر غير ذلك فلا أحد يمكنه أن يكون مولدا من اب خاطئ ويصبح بار، ولكن نرى الكثير من الأبناء ابرار حتى ولو كان الاباء خطأة.

ق.ساويروس الانطاكي.

-ضدد اضافات يوليان csco296,pp.39,42

-الخطية الجديه ، د.چورج فرج،ص٦٩, ٧٠

 

 

يقول البعض أننا نرث خطية ادم، لكن الكتاب يقول عكس ذلك في( ارميا ٣١: ٢٩-٣٠)

و(حزقيال ١٨: ٢-٤).

-نيافه انبا اثناسيوس مطران بني سويف المتنيح في تفسير رساله رومية ص٦٥

 

 

نفهم من تلك الاقتباسات أن الخطية لا تنتقل أو تتوارث من جيل إلى جيل بل القضية ليست قضية ذنب انسان بل قضية موت دخلت الى جسدنا وطبيعتنا، لأن ادم بعد خسارة صورة الله الكلمة واكتسب الموت انجب أولاده في الموت والفساد لانه فاقد للحياة فكيف يعطي لأولاده الحياة بعدما خسرها.

 

 

وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا. 16 وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً،  وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ».  سفر التكوين 12 – 15 , 17

 

نرى الشر الذى عرفه ادم في سفر التكوين

فقبل السقوط كان يعيش عريانا هو وامرأته ولم يخجلان لانهم كانوا يحيوا حسب قصد الله بفكر غير فاسد وغير شرير وكانوا لا يتألمون ولا يخافون من الكائنات ولكن كل هذا تغير بعد خسارة حياتنا مع الله اصبحنا نتألم ونحيا بالخوف.

 

 

25 وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ، آدَمُ وَامْرَأَتُهُ، وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ. سفر التكوين25:2

 

6 فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ. 7 فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ.  سفر التكوين 3 – 6 , 7

 

 

فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ؟».  فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ». فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟»  سفر التكوين 3 – 9 , 1 1

 

 

هنا نرى رؤية الإنسان الذى تغيرت بعد معرفته للشر عندما قرر أن ينفصل عن الله وصلاحه بإرادته

 

 

بعد سقوط الانسان وبعده عن الله تشوهت رؤية البشرية عن الله بدأت عبادات البشر و الأوثان وتقديم الاطفال كذبائح بشرية للالهه تغربت الإنسانية عن الله

 

فالبشر لم يقفوا عند حد معين لخطايهم بل تمادوا في الشر حتى شيئا فشيئا تجاوزوا كل الحدود وصاروا يخترعون الشر حتى جلبوا على انفسهم الموت والفساد.... لم يكتفوا بشر واحد بل كل شر يقودهم إلى شر جديد حتى أصبحوا لا يشبعون من الشر.

-ق.اثناسيوس

تجسد الكلمة ٣:٥

 

 

ففي كل مكان انتشر الزنى و السرقة وامتلئت الأرض بالقتل والنهب ولم يرعوا حرمه اي قانون ..فنشبت الحروب بين المدن وقامت امم ضدد امم حتى تمزقت المسكونه.

-تجسد الكلمة ٤:٥

 

 

في سفر التكوين بعد سقوط الإنسان يأخذنا السفر في رحلة طويلة عنوانها شر الإنسان من قتل اخ لاخاه و قيام الأمم على بعضها وظهور الرق

 

 

كيف تمت معاقبتنا ؟

هل الله هو من عاقبنا وسلط الموت علينا ام نحن من جلبنا الموت على انفسنا؟

 

لأَنَّهُ هُوَذَا الْبُعَدَاءُ عَنْكَ يَبِيدُونَ. سفر المزامير27:73

 

 

الشركة مع حياة، والانفصال عن الله هو الموت

-ق.ايرينيوس، ضدد الهرطقات ٥: ٢٧: ٢.

 

 

الله هو الحياة من ينفصل عنه هو ميت حقا

-ق.كيرلس، عظه ١٤

 

 

كل الذين يستمرون في محبتهم لله هؤلاء يمنحهم شركة معه، ولكن الشركة مع الله هي حياة ونور، وهي التمتع بكل البركات التى ذخرها لهم أما كل الذين يبتعدون عن الله بناء على اختيارهم الذاتي يعاقبهم بالانفصال عن ذاته، الذين اختاروا من تلقاء أنفسهم ، لكن الانفصال عن الله هو موت الانفصال عن النور هو ظلمة...ولكن الله لا يعاقبهم في الحال بنفسه بل العقاب يأتي عليهم لأنهم معدمون من كل ماهو صالح.

-ق.ايرينيوس، ضدد الهرطقات ٥: ٢٧: ٢.

 

 

 

13 إِذْ لَيْسَ الْمَوْتُ مِنْ صُنْعِ اللهِ، وَلاَ هَلاَكُ الأَحْيَاءِ يَسُرُّهُ. 14 لأَنَّهُ إِنَّمَا خَلَقَ الْجَمِيعَ لِلْبَقَاءِ؛ فَمَوَالِيدُ الْعَالَمِ إِنَّمَا كُوِّنَتْ مُعَافَاةً، وَلَيْسَ فِيهَا سُمٌّ مُهْلِكٌ، وَلاَ وِلاَيَةَ لِلْجَحِيمِ عَلَى الأَرْضِ، 15 لأَنَّ الْبِرَّ خَالِدٌ. 16 لكِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ اسْتَدْعَوُا الْمَوْتَ بِأَيْدِيهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ. ظَنُّوهُ حَلِيفاً لَهُمْ فَاضْمَحَلُّوا، وَإِنَّمَا عَاهَدُوهُ لأَنَّهُمْ أَهْلٌ أَنْ يَكُونُوا مِنْ حِزْبِهِ.  سفر الحكمة 1 – 13 , 16

 

 

 

خلق الله الإنسان وكان قصده أن يحيا بغير فساد أما البشر فإذا احتقروا التفكير فالله ورفضوه وفكروا في الشر وابتدعوه

-تجسد الكلمة ٤:٤

 

 

اذا حفظوا النعمه واستمروا صالحين عاشوا في الفردوس أما إذا تعدوا الوصية وارتدوا وصاروا اشرار فليعلموا أنهم سجلبون الموت على انفسهم

-تجسد الكلمة ٤:٣

 

 

لكن البشر حولوا وجوهم عن الله وبمشورة الشيطان تحولوا إلى أعمال الفساد وصاروا هم أنفسهم السبب فيما لحق بهم من فساد وموت

-تجسد الكلمة ١:٥

 

 

فإن كانوا وهم في الحالة الطبيعية حالة عدم الوجود بقوه الكلمه وتحننه، كانوا طبيعياً أن يرجعوا إلى ماهو غير موجود اي العدم لأنهم فقدوا كل معرفة بالله

-تجسد الكلمه ٥:٤

 

 

لم يكن الله هو خالق الموت.

-ق.غريغوريوس النيصي

تفسير المزامير. ١٦

 

 

وهكذا صار واضحا أنه اي الإنسان قد جلب لنفسه الفساد والقبح وكل ماهو غير شرعي.

-ق.كيرلس،حوار حول الثالوث ٧

 

 

اذا اتجه الإنسان إلى الأشياء التى تقود إلى الموت سيصبح هو نفسه سبب موته.

-ق.ثيؤفيلس الانطاكي

الرساله الى اتوليكس ١: ٢٧.

 

 

لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ». سفر التكوين19:3

بحسب تفسير القديس ساويرس الانطاكي لهذا النص

لم يقل الله الان صرت ترابا بل تعود للتراب

-La polimque Anti julianista,II B, ed,

p. 34

 

 

أنا اختفت لي قضية الموت

-القداس الغوريغوري

 

 

لأن ادم أبانا المخلوق الاول بيدي الله الخالق، بمشورة امنا حواء امنا الاولى اكل ادم من ثمره الشجرة، فجاء على جنسنا وكل الخليقة سلطان الموت والفساد.

-لبش يوم الاثنين.

 

 

 

حكم عليهم بالموت يعني أن الله كان يعطي تشخيصا لحاله الإنسان بعد السقوط، مثل حكم المعلم بسقوط الطالب الفاشل رغم تنبيهه له.

أو حكم الطبيب بأن الموت هو مصير المريض رغم تحذيره له، فكل منهما أعلن النتيجه للحالة المتردية لكنه لم يكن المسبب.

-د.عماد موريس، تدبير ملء الأزمنة، ص ٥٨

 

 

 

الله يهب الحياة بحرية، بغير قانون لأن هذه هي مشيئته وحريته التى لا يحدها شئ ولا قانون.

لذلك يعد خطئا جسيما أن ننسب الموت والفساد للعدل الالهي ونقول إن الله مسؤل عن الموت و الفساد كعقوبة للبشر. القديس بولس لم ينسب هذا ابدا لله بل بالعكس قال إن الشيطان هو صاحب سلطان الفساد (رومية٨: ٢٠-٢١).

-الاب چون رومانيدس، مقالة الخطية الاصليه في تعليم بولس الرسول نشرت في المجلة الربع سنوية لمعهد سانت فلاديمير.

 

 

يجب أن نؤكد أيضا لنفهم أن ادم أخطأ فمات بينما نحن نولد مائتين، إذا نحن عرضة للخطية.

الله لا يحكم علينا بالموت لأننا شركاء في ذنب ادم وخطيئته الاولى كما يفهما لاهوتي العصر الوسيط. بل لأننا نرث طبيعية خاطئة. الله سمح بالموت كعمل رحمة حتى لا يكون الإنسان خالد في خطاياه.

-د.عدنان طرابلسي ومجموعة من العلماء واللاهوتين الأرثوذكس. سألتني فأجبتك. الجزء الاول. ص٢٨٥

 

 

عندما قال بولس "لأن أجرة الخطية هي موت"

فإنه لايعني أن الله يجازي اعمال الإنسان بالموت. بل إن الخطية هي مرضنا القاتل.

-المرجع السابق. ص٥٤٣

 

 

نرى اخر اقتباس يتوافق مع كلام القديس يعقوب الرسول بشكل قريب جدا.

 

ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا. رسالة يعقوب15:1

 

 

الله لم يكن مجرد كائن يعطي يهب لنا الوجود والحياة إذا ابتعدنا عنه أو رفضنا الحياة معه يحرمنا من الوجود، بل هو الوجود ذاته إذا رفضه يعني رفض الوجود والحياة.

 

 

 

فالحياة نتعرف عن الآلام الإنسانية بعد السقوط فالإنسان بعدما خسر صورة الحياة الكلمة الذى خلق عليها كان يعاني من حقيقة الموت الحتميه

فنرى المصريين القدماء يعتقدون بحياة أخرى بعد الموت كتعبير عن رفضهم لتلك الحقيقة المؤلمه كانوا يدركون أنهم مدعوين للحياة مع الله وأنهم فقدوا شئ ثمين فتكون في ذهنهم الرفض للموت والعدم وهذا ببساطه لأنهم أعطوا صورة الله الذي كانت تحصنهم من الموت و الآلام ويحاولوا استعاده تلك الحياة مع الله للاتحاد معه تحت عنايته لحمايتهم من الموت مثلما كان قبل السقوط

 

ونرى أيضا بملحملة جلجامش قصه الرجل الذى يدخل في رحلة ليبحث عن الخلود ويسأل البشر و القدماء كيف يصل للخلود كان هذا الرجل يبحث عن شئ فقد منه كان يدرك ذاته مثل المصريين.

 

 

 

لذا فبعد السقوط ودخول الموت إلى الإنسان صار الإنسان يعيش خائفا من الموت وفاقد السلام.

-د.عماد موريس، تدبير ملء الأزمنة، ص٤٧

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق