هل نحن لا نملك سند للايمان المسيحي الذي نحن نؤمن به او ومصدر يثبت صحة العهد الجديد ؟
في الحقيقة لا وهذا ما سوف نتعرف عليه فنحن كمسيحيين الذي لديهم كنائس رسولية يؤمنين بوجود تقاليد متوارثة من الرسل الذين اخذوابدورهم من الرب يسوع نفسه وهذا ما سوف نتعرف عليه في هذا المقال الصغير
ونبداء بالسؤال اين قال الرسل اننا نملك تقليد ؟
الاجابة عزيزي القارئ نجد الرد في العهد الجديد نفسه فيقول بولس الرسول ( 1 ) "وَتَمَسَّكُوا بِالتَّعَالِيمِ الَّتِي تَعَلَّمْتُمُوهَا، والنصفي اللغة اليونانية يوضح ان كلمة تعاليم المقصود بها التقليد ( 2 ) κρατεῖτε τὰς παραδόσεις والكلمة ( παραδόσεις ) بارادوسيس تعني تقاليد ( 3 ) ان كلمة ( παραδόσεις ) لا تعني سوا التقليد اي ما يتسلمه الناس من عادات ويسلمنه جيل عن جيل
اذا نستطيع ان نقول ان الرسل انفسهم اعطونا تقليد
والان نسأل ماهو هذا التقليد ؟
( 4 ) التقليـد في الكنيسة الأولى كـان إشارة إلى مجمـل حيـاة الكنيسـة الخلاصيـة متضمنة الليتورجيـا ، الوعـظ ، التبشير ، النظـامالكنسي ، والممارسـة المحـددة بالرسولية . إن تكويـن العـهـد الجديـد كـان في هـذا التيـار مـن التقليـد بـدون أي حس بالتوتر بين التقليدينالشفوي والمكتوب ، أو بين الكتاب المقـدس والتقليـد . كانت للأسفار الكتابيـة سلطة لأنها كـانت جـزءاً " مـن التقليـد
اذا نستطيع ان نقول ان ما يحويه التقليد هو ( الليتورحيا ، الوعظ ، التبشير ، النظام الكنسي ، ممارسات الرسل ، الكتاب المقدس جزء منهذا التقليد )
ولنكمل في التعريف عن التقليد
( 5 ) كان يكمن وراء العهد الجديد كان بالفعل "إنجيلًا مشتركًا" ، لكنه كان إنجيلًا شفهيً ( 6 ) في القضية من السرد الشفهي الحر ،فليس كل شيء دون قيود على قدم المساواة. من المرجح أن تحتفظ الجمل والأقوال الطويلة والأمثال بنفس شكل التعبير عن التفاصيلالصغيرة للسرد ؛ مادة انتقالية وصيغ متصلة يوفرها الراوي نفسه يتألف الإنجيل المشترك من وحدات فردية ، وروايات ، وأمثال ، وأقوال ،وقصص. هذا واضح من ظهور الأناجيل ومن الترتيب المختلف لهذا المثل أو تلك القصة حقيقة أنها تتكون من مثل هذه الأجزاء تؤكد حقيقةالإنجيل الشفهي ، لأن الناس مثل معظم الرسل كانوا يتذكرون بسهولة قولًا ، ومثلًا ، وصلاة وجدوها مدهشة أكثر من الخطابات المتصلة.
( 7 ) هل ما نعرفه عن عمليات التقليد داخل المسيحية الأولى يحمل ثقل الاستنتاجات المستمدة من الاعتبارات المذكورة أعلاه؟ في هذه النقطة ،اتفق جميع المشاركين في المناقشة على أن الاختبار الحمضي يجب أن يكون دليلًا على تقليد يسوع نفسه. ومع ذلك ، كانت هناك فجوة كبيرةومستمرة في تحليل تلك الأدلة. أشير إلى الفشل المتكرر في أخذ حقيقة أنه في المراحل الأولى من عملية التقليد يجب أن يكون التقليد تقليدًاشفهيًا ؛[105] وبالتالي أيضًا الفشل في التحقيق في طبيعة التقليد في مرحلته الشفوية ، والسؤال عما يجب أن تعنيه شفهيته لنقل تلكالمادة. لا أنكر أن الموضوع قد أثير خلال الفترة التي غطتها المهام المختلفة لـ "يسوع التاريخي". ومع ذلك ، لسوء الحظ ، عندما أثيرت ، عادةما يتم تحويل القضية إلى أسئلة أخرى وأهميتها بالنسبة لفهمنا للتاريخ التقليدي لتقليد يسوع المفقود عن الأنظار.
a. J. G. Herder
ضمن التاريخ الذي تمت مراجعته أعلاه ، يُمنح جاي جي هيردر (1744-1803) عادةً الرصيد لإثارة القضية أولاً. لم يكن هيردر سعيدًا بفكرةليسينج القائلة بأن وراء الأناجيل الإزائية كان هناك إنجيل آرامي أصلي للناصريين: "لا يعرف التاريخ الرسولي ولا الكنيسة أي إنجيل أوليمن هذا القبيل". ما يكمن وراءهم كان بالفعل "إنجيلًا مشتركًا" ، لكنه كان إنجيلًا شفهيًا
( 8 ) ظهور الروايات المكتوبة حول نشاط ومصير يسوع في العقود الأخيرة من القرن الأول ظاهرة جديدة. مع الإسناد الصريح للتقليدبأكمله إلى يسوع ورسمه في نشاطه الأرضي ، تم إجراء "تأريخ" للتقليد المسيحي المبكر. يمكن وصف القلق الكامن وراء هذا بأنه "ظاهرةللتذكر": بعد عقود قليلة من نشاط يسوع ، كان يجب الاحتفاظ بتذكر نشاطه الأرضي من خلال إلزامه بالكتابة ، وفي نفس الوقت كان التقليدالمسيحي المبكر يجب أن يكون كذلك. مضمونة في صلاحيتها الدائمة من خلال نسبها إلى يسوع. المزيج المحدد من الاهتمام التاريخيبالسيرة الذاتية بيسوع - والذي يمكن إدراكه ، على سبيل المثال ، في عرض علاقته مع يوحنا المعمدان ، ونشاطه في الجليل وأورشليم ،والناس في بيئته ، ومحتويات إعلانه ، و أحداث العاطفة - مع التوجه إلى أهميته الدائمة كممثل حصري لله يمكن تفسيره على هذه الخلفية. كما هو الحال مع بولس ، ينطبق هنا أيضًا على أن سلطة يسوع الأرضي ترتكز على هويته بصفته القائم من بين الأموات. التي نُقلت إليهاالتعاليم المسيحية الأولى
( 9 ) مسارات استقبال تقليد يسوع في المسيحية المبكرة. أصبح من الواضح أنه في بدايات المسيحية كان هناك مجال من التقاليد التيتضم أقوال يسوع ، وتقاليد التعليم المسيحي ، وكلمات الكتاب المقدس. تم تسليم هذه المادة على أنها "تعليم الرسل" وتم دمجها في الأناجيلمع تقاليد السيرة الذاتية للمسيح في روايات حول نشاط ومصير يسوع. نشأت مسألة تقليد يسوع الأصيل في اللحظة التي ظهرت فيهاتقاليد متنافسة. لقد قادوا نتيجة لذلك إلى التفريق بين الإنجيل الرباعي ، والذي تم الاعتراف به على أنه ملزم ، من الأناجيل الأخرى "الملفقة" أو "المزورة".
( 10 ) وهنا تكمن أهمية التقليد الكنسي . فالأناجيل نفسها قد بنيت على التقليد ، فهي مجموعة تقاليد جماعية جمعها الإنجيليـون بحسبهدف لاهوتي خاص بكل واحد منهم
فالاجماع العلمي يؤكد وجود تقليد مستلم من الرسل
وهنا السؤال الهام هل نثق في التقليد ؟
الاجابة هي نعم
( 11 ) يتضمن الجواب التقليدي الـذي يـرد في رسالة كليمنضـس الاولى ف . ٤٢ و ٤٤ ) ما يلي : كما عين يسوع رسلاً ( ويعني بهم الاثنيعشر ، يضـاف اليهم بولس ) ، فكذلك عين الرسل بدورهم أساقفة وقسساً لخلافتهم . هكـذا ، اذا ، كانت الفكرة السائدة ان السلطة ، فيحقبة ما بعد الرسل ، انتقلت عـن طـريـق خلافة منتظمة ، نتجت عنها كنيسة موحدة لا يقلق راحتها سوى الهراطقة الـذين يعتبرون متمردينضد النظام القائم .
وأخيرًا ( 12 ) هناك عدد مذهل من المعلومات في التقليد توثق حياة و تعاليم المسيح و الادلة الخارجية تدل على ان المؤمن يقف على ارضصلبة عندما يتعلق الأمر بالموثوقية العامة للعهد الجديد التي تتكلم عن يسوع
اذا كان هذا مقال صغير ملخص عن وجود تقاليد تحمل التعليم المسيحي الكنسي من قبل الرسل انفسهم وتناقل عبر العصور في الكنيسةحتى وصوله الي يومينا هذا
وللرب المجد الدائم امين
_____________________________
( 1 ) "فَاثْبُتُوا إِذًا أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَتَمَسَّكُوا بِالتَّعَالِيمِ الَّتِي تَعَلَّمْتُمُوهَا، سَوَاءٌ كَانَ بِالْكَلاَمِ أَمْ بِرِسَالَتِنَا." (2 تس 2: 15
( 2 ) 2Th 2:15 ῎Αρα οὖν, ἀδελφοί, στήκετε, καὶ κρατεῖτε τὰς παραδόσεις ἃς ἐδιδάχθητε εἴτε διὰ λόγου εἴτε δι᾿ ἐπιστολῆς ἡμῶν.
( 3 ) اضواء على ترجمة البستاني عهد جديد غسان خلف ص 41
( 4 ) العهد الجديد نظرة ارثوذكسية ص 62
( 5 ) . I draw on Kümmel's abstract, despite his somewhat misleading description (New Testament 79
( 6 ) Extracts from J. G. Herder, Collected Works (ed. B. Suphan) Vol. XIX, in Kümmel, New Testament 81-82. B. Reicke, The Roots of the Synoptic Gospels (Philadelphia: Fortress, 1986) 11-12, makes special mention of J. C. L. Gieseler, Historisch-kritischer Versuch über die Entstehung und diefrühesten Schicksale der schriftlichen Evangelien (Leipzig: Englemann, 1818).
( 7 ) James D. G. Dunn
Jesus Remembered: Christianity in the Making, Volume 1, pp. 192-3.
( 8 ) From Jesus to the New Testament Early Christian Theology and the Origin of the New Testament Canon Jens Schröter Translated by Wayne Coppins ) P . 258
( 9 ) Ibid 273
( 10 ) يسوع المسيح في تقليد الكنيسة الاب فاضل سيدراوس ص 18
( 11 ) الكنيسة التي وراثنها عن الرسل ص 18
( 12 ) Norman L. Geisler and Paul K. Hoffman, Why I Am a Christian : Leading Thinkers Explain Why They Believe (Grand Rapids, Mich.: Baker Books, 2001), 151.
ربنا يباركك ويبارك خدمتك الرائعة يا ابن ملك الملوك ورب الأرباب 🛐👑🛐
ردحذف