الأسهم النارية في الرد على كتاب العقائد الوثنية في الديانة النصرانية ( السهم الثاني ، بيان جهل المؤلف )

 


في هذا الفصل سوف اظهر المشاكل التي وقع بها كاتب الكتاب حين كان يكتب مقدمته ومن هذا المنطلق سوف نظهر الجهل الشديد لهذا الكاتب الذي اصبح كتابه مرجع لكثيرين فيقول الكاتب


جهل الكاتب بتاريخ الحضارة المسماة الاسلامية 


ثم اتصل الغرب بالحضارة الإسلامية؛ فكان من ثمرة هذا الاتصال إلى جانب عوامل أخرى ظهور حركة نقد الكتاب المقدس في الغرب.. وهي حركة نشطة درست أسفار الكتاب المقدس بعهديه الجديد والقديم، في ضوء العقل وقوانينه، وفي ضوء الواقع التاريخي ومعطياته وفي ضوء الحقائق العلمية الحديثة، وباختصار فإن علماء هم درسوا هذه الأسفار دراسة نقدية خارجية وباطنية، وفحصوها ومحصوها، وكانت النتيجة المتحصلة من هذه الدراسات العميقة التي قام بها علماء متخصصون غربيون ولاهوتيون ورجال دين بروتستانتيون وكاثوليك وأرثوذكس، أن المسيحيين عزفوا عن قراءة كتبهم المقدسة بل وأهملوها  ( العقائد الوثنية في الديانة النصرانية – ص 19 , 20

 

 

 

نجد الكاتب هنا يتحدث بجهل شديد وفي الحقيقة ان ما يسمى الحضارة الإسلامية هي في الأصل صناعة مسيحية

 

تمثل حركة الترجمة الحاجات الأصيلة للبشرية، لنقل الخبرة والمعرفة من حضارة إلى أخرى وتعد حركة الترجمة التي تمت في القرون الأولى للإسلام واحدة من كبريات حركات الترجمة في التاريخ، وبفضلها تم حفظ تراث الأمم السابقة على الإسلام وكان لها تأثيرها على الفكر الإسلامي، والفلسفي منه بوجه خاص وقد شهدت الحركة العلمية في عهد الدولة الأموية (٤٠ - ١٣٢هـ) تقدما ونضجًا في العديد من المجالات الدينية والأدبية والتاريخية، وكانت حركة الترجمة هذه مواكبة للحركة العلمية العامة، ويمكن القول بأن النهضة في مجال العلوم الإسلامية دفعت المسلمين للتطلع إلى معرفة تراث الأمم الأخرى في مختلف المجالات، وهيأت الأجواء لاستقباله والتفاعل معه [1]

وكان القائمون على هذه الترجمات هم من المسيحيين الذين ترجموا كل كتب العلوم السابقة التي ساعدت في قيام ما يسمى بالحضارة الإسلامية ( يوحنا البطريق ,  عبد المسيح الحمصي , حنين بن إسحاق , قسطا بن لوقا , متى بن يونس , يحي بن عدي , إسحاق بن زرعة ) [2] وغيرهم من الأسماء الكثيرة التي نقلت كانت الأساس في بناء ما يسمى الحضارة الإسلامية وعن موضوع ظهور الدراسات الكتابية فيبدوا ان الكاتب مجرد انسان جاهل بعلوم الكتاب المقدس لان علوم نقد ودراسة الكتاب المقدس ظهرت مع الكتاب المقدس نفسه

 

( إذا كنا نعني بالنقد الكتابي استخدام الحكم العقلاني في تفسير التقاليد المقدسة، فإنه قديم قِدم الكتاب المقدس نفسه. في الواقع، الكتاب المقدس نفسه هو نتاج النقد الكتابي كما عُرّف: فأسفار أخبار الأيام الأول والثاني تحتوي على نقد لتفسير التاريخ الموجود في سفر الملوك الأول والثاني وسفر صموئيل؛ وسفر أيوب يقدم نقداً للرؤية التثنوية للتاريخ؛ وكلا إنجيلي متى ولوقا يقدمان نقداً لتفسير إنجيل مرقس لحياة وشخصية يسوع؛ وهكذا. في كل حالة، يقوم الكتّاب الكتابيون بإصدار أحكام نقدية حول التقاليد السابقة بناءً على فهمهم لطبيعة وإرادة الله، وتُدمج هذه الأحكام فيما بعد في التقاليد الكتابية نفسها. ومن هذا المنظور، فإن المعالم العظيمة للنقد الكتابي القديم هي قوانين الكنيسة والكنيس اليهودي، لأن كل نقطة في العملية الطويلة لتشكيل وتحديد الشريعة تعكس أحكامًا نقدية حول ماهية الكتاب المقدس وكيفية استقباله ونقله (انظر "النقد القانوني"). من الواضح أن النقد الكتابي بهذا المعنى القديم والشامل هو مشروع لاهوتي بالكامل، حيث أن إجراءاته في الحكم العقلاني لا تنفصل عن المقدمات والأهداف اللاهوتية ) [3]

 

واهتم اباء الكنيسة بدراسة مخطوطات الكتاب المقدس وترجمته الي لغات أخرى فمثلا نجد انه من بداية الكنيسة وهي تراجع دائماً مخطوطات الكتاب المقدس

 

( ظهرت إحدى أقدم الأمثلة المسجلة للنقد النصي للعهد الجديد في أعمال إيريناوس   (140-202 م) .. جيروم الذي لاحظ القراءات المختلفة ، اعتبر أن المخطوطة القديمة تحمل وزنًا أكبر من المخطوطة الحديثة ، وفضل القراءات التي تناسب قواعد أو سياق المقطع بشكل أفضل ( 382-405 م) [4] )

واهتم اباء الكنيسة دائما بنشر النص الكتابي في لغات مختلفة حتى يعرفه من لا يقرأ اليونانية

 

( كانت كتابات أوائل المؤلفين المسيحيين اللاتينيين ، ترتليان وكبريان على وجه الخصوص ، مؤثرة للغاية في الأجيال اللاحقة ، لا سيما بين أولئك الذين ليس لديهم سوى القليل من اللغة اليونانية أو ليس لديهم أي تسهيلات على الإطلاق.  أدت نصوصهم ، ومجموعات مقتطفات الكتاب المقدس المعروفة باسم "testimonia" ، إلى استمرار الأشكال القديمة للعهد الجديد اللاتيني جنبًا إلى جنب مع المراجعات المستمرة.  تقليد مميز في التفسير اللاتيني مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنص الكتابي ) [5]

 

واهتم الإباء بمراجعة هذه التراجم فيقول جيروم عن ترجمته ( وهدفي كان إزالة هذه الاختلافات وذلك بالرجوع إلى الأصل اليوناني. والتي لا ينكر من يهاجمونني أن هذه النسخ قد تُرجمت منه ) [6] ويراجع الإباء أيضا كتابات الإباء الاخرين كما فعل اغسطينوس مع ترجمة جيروم فيقول اغسطينوس ( أما بشأن نقلك الانجيل عن اليونانية، فإننا نشكر الله شكرا عظيما ، أثناء لدى مقارنتها مع اليونانية، لم نجد ما يقال ) [7]

 

وغيرها الكثير من الأمثلة فالمسيحيين منذ البداية وهم يهتمون بدراسة كتابهم المقدس والتأكد من صحته وليس كما يقول هذا الجاهل ويؤكد أيضا بارت ايرمان ان المسيحيين الأوائل كانوا يهتمون جدا بالكتب التي سوف يأخذونها ككتب مقدسة

 

(يبدو أن المسيحيين، بوجه عام، كانوا يهتمون بمعرفة الكتب التي ينبغي قبولها كمراجع موثوقة، حتى يتمكنوا من (1) معرفة أي الكتب يجب قراءتها في خدمات العبادة، وذات الصلة، (2) معرفة الكتب التي يمكن الوثوق بها كدليل موثوق لما يجب أن يُؤمن به وكيف ينبغي التصرف ) [8]

 

فمن خلال ما قدم في التاريخ المسيحي المبكر وحتى من الكتاب المقدس نفسه نجد ان الدراسات الكتابية هي اقدم من وجود الإسلام وحتى الدراسات الحديثة لم تظهر بسبب ما يقوله هذا الجاهل ولكن ظهرت بسبب حركة مارتن لوثر [9] فلم يهمل المسيحيين كتابهم المقدس بالعكس فقد كانوا يسهرون على دراسته وقد بذل اباء الكنيسة كل طاقتهم على دراسته

 

( لقد كتبوا دفاعًا عن المسيحية ضد الفلسفات المعادية السائدة في العالم الروماني في ذلك الوقت ، وكذلك ضد أشكال المسيحية المرتدة التي بدأت في التطور.  ومن أشهرهم يوستينوس الشهيد ، وتاتيان ، وأثيناغوراس ، وثيوفيلوس ، واكلميندس الإسكندري.  كان ترتليان مدافعًا كتب باللاتينية.  ثم لدينا "آباء الكنيسة" ، لاهوتيين بارزين وفلاسفة مسيحيين عاشوا بين القرنين الثاني والخامس.  لدينا كتابات من هيبوليتوس الروماني ، وأوريجانوس الإسكندري ويوسابيوس القيصري ، وهيلاري البواتييه ، ولوسيفر الكالياري ، وأثناسيوس الإسكندري ، وأفرام السوري ، وغريغوريوس النزينزي ، وغريغوريوس النيصي ، وأمبروز من ميلان وغيرهم الكثير.من الشائع أن هذه الاقتباسات واسعة النطاق لدرجة أنه يمكن إعادة بناء العهد الجديد بأكمله دون استخدام المخطوطات ) [10]

 

جهل الكاتب بمعنى المسيح كلمة الله 


ويستمر في اظهار جهله حين يؤكد عدم معرفته لاصل مصطلح ان المسيح هو الكلمة فيقول

بل إن تسمية الأقنوم الثاني من الثالوث المقدس بـ: (الكلمة) عند المسيحيين - أعني تسمية عيسى عليه السلام الكلمة مأخوذة من الوثنية المصرية القديمة، وقد صرح بهذا كثير من علماء المصريات مثل بونويك وبريستيد، وجاردنر ، وزيتة وياروسلاف ،وإرمان وتشرني، وغيرهم. ويظهر أن عقيدة لاهوت الكلمة أو إطلاق (الكلمة) على الأقنوم الثاني من اللاهوت المقدس كانت منتشرة في الشرق القديم لدى الأشوريين والكلدانيين  ( العقائد الوثنية في الديانة النصرانية - ص ٣٢

 

ولكن نطرح سؤال اهم من اي اتى المسيحيين بعقيدة اللوجوس وهل ليها اصل في الكتاب المقدس قبل المسيحية ؟

 

بالرجوع للاصل اليهودي لمفهوم اللوجوس او الكلمة نجده في قلب نصوص سفر التكوين واعني في بداية هذا السفر ( فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ." (تك 1: 1). وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ." (تك 1: 3).وايضا في سفر الامثال ( أَنَا الْحِكْمَةُ أَسْكُنُ الذَّكَاءَ، وَأَجِدُ مَعْرِفَةَ التَّدَابِيرِ." (أم 8: 12). مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ، مُنْذُ الْبَدْءِ، مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ." (أم 8: 23). كُنْتُ عِنْدَهُ صَانِعًا، وَكُنْتُ كُلَّ يَوْمٍ لَذَّتَهُ، فَرِحَةً دَائِمًا قُدَّامَهُ." (أم 8: 30).

 

 

فاصل تعبير اللوجوس هو مغروس في كتابات الانبياء وهذا ما اكدته الموسوعة اليهودية

 

 

ولكنها تشير أيضًا بشكل متكرر إلى الكلمة الخلاقة: "بكلمة الرب صنعت السماوات" (مزمور 33: 6؛ قارن: "لأنه قال فكان"؛ "يرسل كلمته فيذيبها [الجليد]؛ "النار والبرد؛ الثلج والأبخرة؛ الرياح العاصفة تنفذ كلمته"؛ مزمور 33: 9، 147: 18، 148: 8). بهذا المعنى، يُقال: "إلى الأبد يا رب كلمتك مثبتة في السماوات" (مزمور 119: 89). "الكلمة" التي سمعها وأعلنها النبي غالبًا ما تصبح، في تصور الرائي، قوة فعالة منفصلة عن الله، كما كان الملاك أو رسول الله: "أرسل الرب كلمة في يعقوب فحلت في إسرائيل" (إشعياء 9: 7 [الترجمة الإنجليزية: 8]، 55: 11)؛ "أرسل كلمته فشفاهم" (مزمور 107: 20)؛ وقارن: "كلمته تجري سريعًا جدًا" (مزمور 147: 15).[11]

 

ويعلق الناقد ريموند بروان على مفهوم اللوجوس في انجيل يوحنا ( فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ." (يو 1: 1). هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ." (يو 1: 2) كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ." (يو 1: 3).

 

 

أدب الحكمة له أهمية كبيرة أيضًا في فهم إنجيل يوحنا. كما هو الحال في الأناجيل الأخرى، فإن سفر المزامير يُعد مصدرًا متكررًا للاقتباسات في إنجيل يوحنا. سنوضح في الجزء الثامن أن التأثير الأكثر حسمًا على شكل وأسلوب خطب يسوع في الإنجيل الرابع يأتي من خطب الحكمة الإلهية في كتب مثل الأمثال، سيراخ، وحكمة سليمان. يمكن التساؤل بشكل مشروع عما إذا كان هذا الاعتماد على العهد القديم يُظهر أن جوهر فكر يوحنا كان مرتبطًا باليهودية الفلسطينية، لأن النسخة السبعينية (LXX) كانت معروفة خارج فلسطين. بعض العلماء جادلوا بأن بعض الاقتباسات الصريحة من العهد القديم التي تظهر في يوحنا تبدو مترجمة مباشرة من العبرية ولا تأتي من النسخة السبعينية (كما ذكر براون، "جان تيئول"، الجزء الثاني، الصفحات 20-21). وهذا يُعدل اقتراح جودوين بأن اختلافات يوحنا عن النسخة السبعينية ناتجة عن حقيقة أن الإنجيلي اقتبس بحرية ومن الذاكرة. احتمال أكثر إثارة للاهتمام هو أنه في مقاطع مثل يوحنا 14:3، 6:4، 12:4، 38:7، و41:12. قد يكون يوحنا يقتبس من الترجومات الفلسطينية (الترجمات الآرامية المحلية للكتاب المقدس)[12]

 

مع ظهور عبارة "صار" (Ἐγένετο - egeneto) في العدد 3، نكون في مجال الخلق. كل ما هو مخلوق مرتبط بشكل وثيق بالكلمة، لأنه لم يُخلق فقط من خلاله، بل أيضًا فيه. نجد نفس الفكرة في النشيد الموجود في كولوسي 16:1: "لأنه فيه خُلق كل شيء... كل شيء خُلق به وفيه." نفس الوحدة التي توجد بين الكلمة وخلقه ستُطبق في يوحنا 5:15 على يسوع والمسيحي: "بدوني لا تستطيعون أن تفعلوا شيئًا." حقيقة أن الكلمة تخلق تعني أن الخلق هو فعل من أفعال الوحي. كل الخليقة تحمل ختم كلمة الله، ومن هنا يأتي الإصرار في الحكمة 1:13 ورومية 20:1-19 على أن الله يمكن أن يُعرف من خلال مخلوقاته. بالإضافة إلى ذلك، دور الكلمة في الخلق يعني أن ليسوع حقًا على الجميع؛ كما سيوضح بشكل مؤلم العدد 10:1، فقد رفض العالم هذا الحق. التعبير "كل" (πάντα - panta) في العدد 3 هو عبارة شبه طقسية تلتقط تمامًا كمال خلق الله. لاحظ استخدامه في رومية 36:11: "لأن منه وبه وله كل الأشياء. له المجد إلى الأبد. آمين. " انظر أيضًا 6:8 1 كورنثوس وظهور "panta" في نشيد كولوسي 16:1. [13]

 

فمن خلال الدراسات المسيحية واليهودية والنقدية نجد ان مصطلح اللوجوس او الكلمة الذي اطلق على المسيح له اصل يهودي يعود الي سفر التكوين ولكن ايضا دعنى نطرح السؤال الاتي ماهو اصل مصطلح اللوجوس ؟

 

يرد الدكتور حسن مجيد العبيدي استاذ الفلسفة جامعة المستنصرية ويقول الاتي :

 

 

( إذ يتفق معظم الدارسين على إن أول من صاغ مصطلح الكلمة (اللوغوس) هو الفيلسوف اليوناني هيراقليطس، إذ قصد به القانون الضروري الذي بمقتضاه يحدث الدور التام أو ( السنة الكبرى، ومن جراء هذا الاستعمال الهيراقليطي للوغوس استمرت دلالته المتعددة في تاريخ الفلسفة والدين فيما بعد ) [14]

 

ولا اعرف في الحقيقة كيف يهاجم المسلم مصطلح ان يسمى المسيح الكلمة وهو عنده في سورة السناء ١٧١ ان المسيح هو الكلمة ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ ) وهل ايضا اله الاسلام تأثر بالوثنية ؟

 

نذهب لما ذكره الدكتور مصطفى حسن النشار حين يقول

 

( حيث يقول فلاسفة منف: وهكذا إنما هو في الأصل قلب (أو عقل) أرسل الأرباب جميعها، وإنما هو كذلك لسان أزلي جرى على ترديد ما تدبره الفؤاد فعن طريق الفكر إذن والنطق من بعده بدأ الخلق فخلق الأرباب جميعاً، وآتوم وتاسوعه أيضاً ثم حدث أن أفضت كل كلمة ربانية تدبرها العقل (الإلهي) وأمر بها اللسان إلى أن تتابع خلق الأنفس وتقرر شأن الأطياف الحوارس وتوفرت الأقـوات جميعا والخيرات جميعاً وتقرر ما يستحب من أمور الناس وتقرر ما يكره، وحق أن توهب الحياة لمن يعمل بالسلم والفناء لمن يتحمل بالاثم... وفق الناموس الذي تدبره العقل وخرج باللسان فقدر لكل شيء قدره، أنجزت الأمور جميعها، وأبدعت الفنون جميعها، وتوفر نشاط اليدين وسعى القدمين وخلجات الأعضاء كلها). وإذا أنعمنا النظر في هذا النص المهم للاحظنا أنه اتسع ليشمل جوانب أخرى غير مجرد النظر في مشكلة أصل الوجود وتفسير نشأة العالم الطبيعي فضلاً عن أنه فيما يتعلق بهذه المشكلة قد نقلنا نقلة نوعية كبرى نحو تجريد أمر الخلق، تجريداً يكاد يكون إرهاصاً ببعض ما نزلت به الكتب السماوية، ففي العهد الجديد نجد في البدء كان الكلمة وكان الكلمة مع الله، والكلمة هي الله وفي القرآن الكريم نجد قوله تعالى : اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فيَكُونُ ﴾ [آل عمران: 47].[15]

 

فهل دينك ايضا وثني لانه يقول ( اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فيَكُونُ ﴾ [آل عمران: 47].؟ والغريبة ان سلف المسلمين يأكدون على ان الهه يخلق بالكلمة ايضا

 

 

‌‎قال البويطي: إنما خلق الله كل شيء بـ (كن)، فإن كانت (كن) مخلوقة فمخلوق خلق مخلوقاً، إذاً: نسبوا الخلق إلى غير الله عز وجل، أرأيت خطورة الأمر؟قلت: وهذا معنى ما يعبر عنه العلماء اليوم: إن هذا -أي: (كن) الأولى- كان مخلوقاً، فهو مخلوق بـ (كن)أخرى، يعني: (كن) غير مخلوقة و (كن) مخلوقة.  وهذه فلسفة تجعل الشخص يخرج كل ما في بطنه؛ لأن الصحابة والسلف والنبي عليه الصلاة والسلام من باب أولى لم يعرفوا هذا الكلام ولم يتعرضوا له.[16]

 

وعلى العموم قبل ان يتقول علينا قائل فهذا الفكر الفلسفي عند المصريين القدماء ظهر في سنة ٧٠٠ قبل الميلاد اي بعد خروج بني اسرائيل من ارض من مصر بحاولي ٨٠٠ سنة ( راجع كتاب الكتاب المقدس بين التاريخ والاسطورة - دارس رسالتنا - الفصل الثاني ) ويؤكد هذا الدكتور النشار مع انه ايضا يقول ان هذه الصياغة اقدم من ذلك بكثير

 

فيؤكد الدكتور النشار تاريخ هذه الفلسفة ويقول : وهكذا وصل فلاسفة منف إلى افتراض وجود الإله الخالق والى افتراض أنه قد فكر ودبر قبل أن يخلق ويعمر وأنه قد شمل الكون والكائنات برعايته ورسم لكل ما في العالم قدره وأفعاله، وقد عبروا عن ذلك في وثيقة صيغت في حوالي عام 700 ق.م وإن كانت كل الدلائل الأثرية والجغرافية واللغوية تشير إلى أن هذه الصياغة قد اشتقت من نص يرجع تاريخه إلى أكثر من ألفين سنة قبل هذا التاريخ [17]

 

ولكن الذي امامنا الان هو ان الصياغة تعود الي سنة ٧٠٠ قبل الميلاد ربما كانت اقدم ولكن ما لدينا هو انها تعود الي ٧٠٠ قبل الميلاد ولكن الذي يتعمى عنه مؤلف كتاب العقائد الوثنية هو انه من الطبيعي ان يعرف الانسان الحكمة !! التي حدثته منذ البدء كما ذكر لنا الكتاب المقدس ايضاً

 

وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلهِ مَاشِيًا فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ (سفر التكوين 3: 8) فَنَادَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ (سفر التكوين 3: 9)

 

 

كما يشرح لنا القديس اغسطينوس

 

 

كان لايزال يتكلم إلى الإنسان الأول، ذلك الذي قال، ليكن نور"، و"ليكن جلد"، وهكذا خلال كل من تلك الأيام؛ وهو الذي نفهم عادة أنه الله الآب، الذي خلق بكلمة كل ما شاء أن يصنع. فهو قد خلق كل الأشياء بكلمته، تلك الكلمة التي نعرفها، بالقانون الصحيح للإيمان، أنها هي ابنه الوحيد. فإن كان الله الآب هو الذي تكلم مع الإنسان الأول، وهو نفسه الذي كان يسير في الجنة عند هبوب ريح النهار، وأن الخاطيء أخفى نفسه من وجهه وسط أشجار الجنة لماذا لا نواصل لكي نفهم أنه هو الذي ظهر أيضاً لإبراهيم ولموسى، من خلال المخلوق المنظور والقابل للتغير، الذي أخضعه لنفسه، ولهويته وهيئته، بينما هو نفسه ظل في ذاته وفي جوهره الخاص، غير قابل للتغير وغير منظور ؟ لكن من الممكن أن الكتب المقدسة قد انتقلت بطريقة خفية من أقنوم إلى آخر، وبينما كانت قد روت أن الآب قال، ليكن نور"، والبقية، وذكرت أنه قد فعل هذا بالكلمة، واصلت لكي تشير إلى الابن باعتبار أنه هو الذي كان يتكلم مع الإنسان الأول [18]

 

فالمعرفة البشرية هي مستمدة من الاعلان الالهي كما يذكر لنا هيجل

 

فأما عن الفلسفة بالمعنى الصحيح فقد بتنا نرى الكشف الآلهي » المباشر ونرى «العقل السليم » ، وهما اللذان ما عُنيا قط بالتثقف على الفلسفة أو على سواها من وجوه المعرفة بتنا نراهما يدعيان أنهما يعادلان طريق الثقافة الطويل [19]

 

وكما يذكر لنا الدكتور موريس تواضروس

 

والقديس يوحنا، في مقدمة إنجيله التي تدل على عمق البشير اللاهوتي (١ : ١- ١٨) يضمن تعاليمه عن ألوهية السيد المسيح وتجسد الكلمة. فيتحدث عن البدء الأزلي للسيد المسيح وعن أقنوم الابن المتميز عن أقنوم الآب، وعن وحدة الجوهر بين الآب والابن. وكذلك يتحدث عن المسيح الخالق وعن بنوته الوحيدة وعن الكلمة الذي صار جسداً. وغير ذلك، مما سبق وشرحناه بإسهاب في موضع آخر، سواء في هذا البحث عندما قارنا بين فكر القديس يوحنا وفكر فيلو اليهودي السكندري، أو في كتابات أخرى. ويعتبر الجزء الباقي من الإنجيل للقديس يوحنا، امتداداً وشرحاً وتدعيماً لما جاء في هذه المقدمة، ذلك لأن أهم ما يهدف إليه الإنجيل هو إثبات لاهوت السيد المسيح كما شهد بذلك يوحنا المعمدان، وكما شهد أنبياء العهد القديم، وكما شهدت آيات المسيح ومعجزاته، بل كما شهد السيد المسيح نفسه، عندما كشف عن ذاته وعن علاقته بالآب وبالعالم. ولقد أشار السيد المسيح إلى أهمية هذه المعرفة كطلب ضروري للحياة الحقيقية "هذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته" (يو ١٧ : ٣). [20]

 

وكما يذكر لنا الفيلسوف باروخ اسبينوزا

 

إنما الأشياء جميعاً تابعة بالضرورة لطبيعة الله (القضية 16) ومحددة من قبل ضرورة طبيعته كي توجد وتنتج معلولاً ما بنحو (القضية (29). [21]

 

فكما الانسان حكيم هكذا الله حكيم وعاقل وحكمته وقدرته هي المسيح ( وَأَمَّا لِلْمَدْعُوِّينَ: يَهُودًا وَيُونَانِيِّينَ، فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ." (1 كو 1: 24). وأنَّه "الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ." (كو2: 3) . وهو الذي خلق العالم كما جاء في العبرانيين ( وَأَمَّا عَنْ الابْنِ: «كُرْسِيُّكَ يَا أَللهُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ." (عب 1: 8). أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ. مِنْ أَجْلِ ذلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلهُكَ بِزَيْتِ الابْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ شُرَكَائِكَ»." (عب 1: 9). وَ «أَنْتَ يَا رَبُّ فِي الْبَدْءِ أَسَّسْتَ الأَرْضَ، وَالسَّمَاوَاتُ هِيَ عَمَلُ يَدَيْكَ."(عب 1: 10).

 

ولكن نرى الجهل والكره قد اعمى الكاتب ليس اكثر

 

جهل الكاتب بالثالوث المسيحي 

 

واستمراراً في اثبات جهل كاتب هذا الكتاب نجده يقول

 

( كما أن عقيدة التثليث قد عرفت طريقها إلى كل الأمم الوثنية القديمة شرقية وغربية؛ فوجدت في مصر والهند والصين وبابل والأمم الغربية القديمة، فقد كان عند أكثر الأمم البائدة الوثنية القديمة تعاليم دينية جاء فيها القول باللاهوت الثالوثي) (عن موريس الآثار الهندية القديمة جـ ٦ ص ٣٥) .( العقائد الوثنية في الديانة النصرانية - ص  ٣٢ )

 

وهذا كنت ردت عليه مسبقاً في الملف الاتي : https://t.me/epshoi12/144


جهل الكاتب بعقيدة الموت والخلود في الاديان القديمة  

 

ويقول ايضا ( يقول بطريرك الإسكندرية المدعو القديس أثناسيوس الرسولي: «لنظهر كل ما يتعلق بتأنس (الكلمة) وظهوره الإلهي بيننا، الأمر الذي يسخر منه اليهود، ويهزأ به اليونانيون، وأما نحن فنعظمه ونبجله» (۱) . ولم يسخر منه اليونانيون واليهود إلا لرؤيته عقيدة وثنية خالصة!!.. ثم يعالج المؤلف مسألة الظلمة التي حدثت عند موت أحد الآلهة المخلصين للعالم، ويعقد موازنة بين ما جاء عند الأمم الوثنية، وما جاء عند النصارى، ويخلص من خلال النصوص التي نقلها عن مؤلفين غربيين ثقات أن المسيحيين قد وضعوا في أناجيلهم ورسائلهم هذه العقيدة الوثنية. وقد أثبت العلماء أن هذه الدعوى - دعوى الظلمة التي تحدث أو اختلال مظاهر الكون عند موت أحد المخلصين، ظاهرة دينية وثنية وجدت لدى الأمم الشرقية والغربية سواء بسواء؛ وينقل مؤلفنا نصوصاً صريحة في هذا عن داقدس ، وهيجين، وكنون فرار، وجيبون ودوان وكسبنرو).( العقائد الوثنية في الديانة النصرانية - ص ٣٣ )

 

 

في الحقيقة لن اعلق على قول هذا الجاهل ( بطريرك الإسكندرية المدعو القديس أثناسيوس الرسولي ) ونحن نعلم ان هذا الشخص يتخذ شخص مثل محمد الذي كان يقول ( من تعزَّى بعزاءِ الجاهليةِ فأَعِضُّوه و لا تكنُوه ) ويراه قدوة حسنة يتبعه ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ، الاحزاب ٢١ ) والغريب ان هذه السورة تسرد لنا مغامرات محمد الجنسية ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ  قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ  وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (50) تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ  وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ  ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ  وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ  وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51) ( سورة الاحزاب )

 

ولكن على العموم الرد الاتي سوف يظهر لنا جهل هذا الشخص وينسف كل ما قاله اصلا ونظهر لماذا كان يستهزئ الوثنين بالمسيحية ليس كما قال هذا الجاهل ( ولم يسخر منه اليونانيون واليهود إلا لرؤيته عقيدة وثنية خالصة!!.) ولكن لان الموضوع لم يكن جزء من الوثنية اصلا فالتجسد والفداء وموت الالهة ليس جزء من الاديان الوثنية باي حال من الاحوال

 

في الحقيقة يا عزيزي القارئ لا يمكن لتلاميذ يسوع ان يسرقوا هذه الفكرة من الحضارات الاخرى لانها لم تكن موجودة أصلا لان الله في الحضارات القديمة لم تكن تموت فيذكر لنا جاك شورون :

 

هوميروس يجعل ظل أخيل يعبر عن وجهة النظر السائدة: «أناشدك ، يا أوديسيوس الشهير ألا تتحدث برفق عن الموت، فلن تعيش على الأرض عبدا لأخر... خير من أن تحكم كملك لا ينازعه السلطان أحد في مملكة الأشباح اللاجسدية» أن الموت هو الشر الأعظم، تقول سافو .. sapho : « أن الآلهة تعده كذلك وإلا لكانت قد ماتت» [22]

 

وهناك نقطة هامة يذكرها فيورباخ :

 

في كتب زندافستا يعبر عن الشمس والقمر بوضوح على أنهما خالدين بسبب استمرارهم وقال Inca البيروني [ من بيرو ] الى راهب من الدومنيكان : « إنك تعبد الها مات على الصليب ولكني أعبد الشمس التي أبداً لا تموت » [23]

 

فيقول عالم الاشوريات Gerfrid G. W. Müller : أن العصور القديمة غير المسيحية لم تعرف أبدًا شيئًا مشابهًا للفصح المسيحي [24]

 

ويقول ايضا العالم السويدي Tryggve N.D. Mettinger :  كبار العلماء في مجالات مقارنة الأديان والكتاب المقدس يجدون أن فكرة موت الآلهة وقيامتها مشبوهة أو لا يمكن الدفاع عنها [25]

 

والحضارة اليونانية لم تكن الالهة تموت فمن معجم الحضارة اليونانية القديمة الجزء الاول نقرأ ( ولكن بالنسبة إلى شعب مثل الإغريق، الذي لم يكن قط متكيفا مع الأفكار المجردة، والذي لم يستطع أن يجد شيئا في الطبيعة يتفوق على الإنسان في الذكاء وقوة الإرادة، وهذه القوى غير المرئية، التي يعجبون بأعمالها أو يتحملونها ببساطة، يمكنها فقط أن تكون سائدة لكونها تشبه البشر باستثناء في خلودها وفي المدى الواسع لقواها [26]

 

ونجد في النصوص المصرية القديمة ان الالهة لا تموت

 

( إذا كانت الآلهة خالدة وإذا كان سر خلودها هو : طبيعتها الإلهية [27]

 

وكما سوف نوضح هذا الموضوع بشكل مفصل اكثر في الفصل الذي سوف نرد فيه على تهافت الكاتب في قوله ان الآلهة الوثنية صلبت لفداء البشر مثلما فعل المسيح !!

 

ولكن لنختم هذه الجزئية بحادث هام حصل مع الرسول العظيم بولس

 

فَوَقَفَ بُولُسُ فِي وَسْطِ أَرِيُوسَ بَاغُوسَ وَقَالَ: «أَيُّهَا الرِّجَالُ الأَثِينِوِيُّونَ! أَرَاكُمْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ كَأَنَّكُمْ مُتَدَيِّنُونَ كَثِيرًا،" (أع 17: 22)…لأَنَّهُ أَقَامَ يَوْمًا هُوَ فِيهِ مُزْمِعٌ أَنْ يَدِينَ الْمَسْكُونَةَ بِالْعَدْلِ، بِرَجُل قَدْ عَيَّنَهُ، مُقَدِّمًا لِلْجَمِيعِ إِيمَانًا إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ»." (أع 17: 31). وَلَمَّا سَمِعُوا بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ كَانَ الْبَعْضُ يَسْتَهْزِئُونَ، وَالْبَعْضُ يَقُولُونَ: «سَنَسْمَعُ مِنْكَ عَنْ هذَا أَيْضًا!»" (أع 17: 32).

 

وهذه الحادثة دليل قوي على انه لم يكن هناك ما يعرف بالخلود والقيامة عند الوثنين وليس كما يوضح هذا الجاهل ونؤكد ايضا باحد النقوش الهامة التي تظهر استهزاء الوثنين بالمسيحيين بسبب عبادتهم للمسيح المصلوب ونجد هذا في نقش  Alexamenos graffito

 

يبرز هذا النقش شخصية مرسومة بشكل متواضع لرجل برأس حمار وهو مصلوب على صليب، بجانب الشخصية المصلوبة هنالك شخصية أصغر حجما رافعة أحد ذراعيها باتجاه الشخصية الأولى، وتحت هاتين الرسمتين كتبت عبارة ΑΛΕ ξΑΜΕΝΟϹ ϹΕΒΕΤΕ ϑΕΟΝ، والتي تعني ”أليكسامينوس وهو يعبد ربّه“.يعتقد المؤرخون أن هذه الرسومات ربما نُقشت في زمن ما بين القرن الأول والثالث للميلاد، كما يعتبرون الشخصية الأولى أقدم تصوير رمزي لصلب يسوع المسيح وتقديسه.

 



 

أشار فرونتو إلى أن "ديانة المسيحيين سخيفة، وذلك لأنهم يعبدون رجلًا مصلوبًا، بل وحتى الأداة نفسها التي عُذب بها. ويُقال إنهم يعبدون رأس حمار [28]

 

اعتقد ان هذا يكفي لاثبات جهل هذا المؤلف لانه لم ياتي بشئ ذو قيمة ولكنها مجرد ترهات من هنا ومن هناك من مصادر كتبها هواه  كما سوف نوضحها  نفدها  في الفصل القادم



[1]  اثر الفلسفة اليونانية على علم الكلام الإسلامي – محمود محمد عيد نفسية – ص 61 , 62

[2]  المصدر السابق – ص 67 , 70

[3] HANDBOOK OF Biblical CriticismThird Edition, Revised and Expanded ( RICHARD N. SOULEN AND R. KENDALL SOULEN ) PP.18,19

[4] Textual Criticism of the Bible ( Paul D. Wegner ) ,P.208

[5] On testimonia in general, see Monat 1985 and Albl 1999; for the updating of Cyprian’s testimonia to reflect later forms of biblical text, see Bévenot 1961; Petitmengin 1968; Frede 1972:470

[6]   الخطاب السابع والعشرون الي ماركيللا - فقرة (١)

[7]  الرسالة السادسة من اغسطينوس الي جيروم - فقرة (٦)

[8] MISQUOTING JESUS The Story Behind Who Changed the Bible and Why ( BART D. EHRMAN ) P . 35

[9] تاريخ البحث النقدي التاريخي للعهد القديم من ظهور حركة الإصلاح الديني حتى فلهاوزن – هانس يواخيم – ص 47 ,50

[10] Greenlee, Introduction to New Testament Textual Criticism 1995, P. 46) (Wegner, A Student’s Guide to Textual Criticism of the Bible: Its History Methods & Results 2006, P. 237

[11] ( The Jewish Encyclopedia , V:8 P:464 )

[12] The Gospel According to John, I-XII , Raymond E. Brown , P . LXI

[13] Ibid , P . 25

[14]  الكلمة واللوغوس في الفكر الفلسفي والديني لـ ياسين حسين الويسي ص ٩

[15]الفلسفة الشرقية القديمة - مصطفى حسن النشار - ص ٥٢ ، ٥٣

[16] ص5 - كتاب شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي حسن أبو الأشبال - دلالة قوله تعالى أن يقول له كن فيكون على أن القرآن غير مخلوق - المكتبة الشاملة

[17]  الفلسفة الشرقية القديمة - مصطفى حسن النشار  - ص ٥٠ ، ٥١

[18]  الثالوث - الكتاب الثاني - الفصل العاشر

[19]  علم ظهور العقل هيجل - ترجمة مصطفى صفوان - ص ٥٨

[20]  اللوغوس، مفهوم الكلمة في كتاب العهد الجديد – دكتور موريس تواضروس - ص ١٩٨

[21]  علم الاخلاق - باروخ اسبينوزا - القضية ٣٣

[22]  الموت في الفكر الغربي -  جاك شورون - ص 34

[23]  اصل الدين – فيورباخ – ترجمة احمد عبد الحليم – ص 50

[24] Müller, G.G.W. 1994. "Akkadische Unterweltsmythen." TVAT 3: fascicle 4  ( [S]o etwas wie ein Osterfest hat die ausserchristliche Antike offenbar nicht gekannt )

[25] The Riddle of Resurrection "Dying and Rising Gods" in the Ancient Near East by Tryggve N.D. Mettinger , P . 17

[26]   معجم الحضارة اليونانية القديمة الجزء الاول ص ٤٥٤

[27]  سيد عويس : الخلود في التراث الثقافي المصري، ص ٧٠

[28] (Apology, XVI). Josephus, too, is obliged to refute the same charge in Against Apion (II.8ff).


الأسهم النارية في الرد على كتاب العقائد الوثنية في الديانة النصرانية ( السهم الاول ، المقدمة )


 


من الأمور المثيرة للسخرية أن نجد المسلمين محاولين بكل الطرق الممكنة تشبيه العقيدة المسيحية بالأفكار الوثنية على الرغم من ان قرانهم يقول في سورة يونس 94 ( فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ ۚ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ) ويقول أيضا في سورة ال عمران 3 ( نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ ) ويقول في سورة المائدة 47 ( وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ) فمن خلال النصوص التي امامنا نجد ان القران نفسه يقر ان الذي كان على زمن محمد من توراة وانجيل بين ايدي المسيحيين واليهود هو حق وفيها حكم الله وهذا نجده أيضا في سورة المائدة 43 ( وَعِندَهُمُ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ) فالنص القرآني الذي قال به محمد لا نجده يهاجم ما كان بين ايدي المسيحيين واليهود في هذه الفترة لذلك نجد في دائرة المعارف الإسلامية الاتي

 

( وللعهد الجديد أثر عظيم في الحديث : فكثير من الأعاجيب والأمثال والآراء المنسوبة إلى محمد أو صحابته نجد أصولها في الإنجيل . وقد ذهب جولدسيهر إلى أن القصص التي تقول إن محمداً زاد في كمية الطعام أو الشراب لصحابته ترجع إلى قصة «عرس قانا الواردة في الانجيل، ولكنا نرى أنها ترد إلى قصة الأرغفة والسمكات التي جاءت فيه . والأحاديث العديدة التي تجعل للفقراء مكانة عند ربهم وتتحدث عن المصاعب التي يلقاها الأغنياء في دخول الجنة يظهر فيها أثر تعاليم الإنجيل، وهى تتعارض وآراء العرب الجاهليين  ، بل إن أبا داود وهو من رجال الحديث نسب إلى النبي، كما يقول جولد سهر حديثاً منقولا عن صلوات الرب ) [1]

 

ونجد أيضا ان تأثير الادب المسيحي ليس على قصص التراث الإسلامي ولكن على القران نفسه فيقول نولدكه

 

( لا مجال للشك في إن أهم مصدر استقى منه محمد معارفه لم يكن الكتاب المقدس، بل الكتابات العقائدية والليتورجية. هكذا تشبه قصص العهد القديم الموجودة في القرآن صيغها المنمقة في الهاجادا ، أكثر مما تشبه أشكالها الأولى . أما القصص المستقاة من العهد الجديد فهي أسطورية الطابع وتشبه في بعض معالمها ما يُسرد في الأناجيل المنحولة، قارن على سبيل المثال سورة آل عمران ٣: ٤١/٤٦ ، ٤٨ و / ٤٤٣ سورة مريم ۱۹ : ۱۷ ، بإنجيل الطفولة، الفصل الأول؛ إنجيل توما الفصل الثاني؛ ميلاد ،مريم الفصل التاسع. ونجد الجملة الوحيدة القصيرة جدا التي اقتبست حرفيا من العهد القديم في سورة الانبياء ٢١: ١٠٥ : ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ان الارض يرثها عبادي الصالحون ، قارن المزمور ۳۷، ۲۹ ) [2]

 

ونجد في سلسلة المصحف وقراءاته هذه الجزئية الهامة [3]

 

 ( أن فريقاً آخر من المستشرقين ذهبوا مذهباً آخر بدأت ترتسم اتجاهاته منذ أن نشر ألفونس (في الأصل هرمز ولكنّه غيّر اسمه مینجانا (Alphone Mingana) (ت 1937م) سنة (1927م) بحثاً موضوعه (أثر السّريانية في أسلوب القرآن) Syriac influence on the style of" 1927 ,the. Kuran in John Rylands Library, 77-98, Manchester. وهو بحث سيكون له أثر في التصنيف اللاحق عن تاريخ القرآن، ويتمثل أوّل تلك المصنفات في أطروحة جونتر لولنج (Günther Liling) التي قدمها لنيل شهادة الدكتوراه بجامعة إرلنجن بألمانيا، ونشرها بالمدينة نفسها سنة (1974م بعد أن أجبر على مغادرة الجامعة، تحت عنوان حول النواة القرآنية (Über den Ur-Quran). وتتمثل نظريته في :

 

- أن ما يقارب ثلث النصّ القرآني الذي بأيدينا يتضمّن طبقات كامنة، هي في الأصل نصوص مسيحيّة سابقة للإسلام.

 - أن القرآن كما رواه أجيال من المسلمين يتضمن أربع طبقات، أولاها وأقدمها هي نصوص من الأناشيد المسيحية قبل الإسلام والطبقة الثانية تتضمن نصوصاً من التأويلات الإسلامية للتراث الديني الجاهلي. وتشمل الطبقة الثالثة المادّة الإسلامية الأصلية المنسوبة إلى محمد. أما الطبقة الرابعة فهي جملة النّصوص التي وضعها مراجعو القرآن بعد محمد.

 - أن النص القرآني كما تناقلته الأجيال بالرواية هو حصيلة مراجعات متعاقبة.

- أن وجود هذه الطبقات المتراكمة في النصّ القرآني تثبته الأخبار الإسلامية )

 

وحتى الهجوم القراني على المسيحية ليس هجوماً على عقيدة المسيحيين ولكن على الافكار الهرطوقية التي كانت منتشرة قبل محمد بوقت قصير فنجد على سبيل المثال قول القران في سورة النساء 171 ( وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ) يقول ابن كثير في تفسيره لهذه الجزئية

 

( ولا تقولوا ثلاثة ) أي : لا تجعلوا عيسى وأمه مع الله شريكين ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . وهذه الآية والتي تأتي في سورة المائدة حيث يقول تعالى : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد ) [ المائدة : 73 ] . وكما قال في آخر السورة المذكورة : ( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني [ وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ] ) الآية [ المائدة : 114 ] ، وقال في أولها : ( لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم ) الآية [ المائدة : 72 ] ) [4]

 

وهذه ليست العقيدة المسيحية اطلاقاً فلا تقل المسيحية بمثل هذا الكلام بل هي بدعة حاربها اباء الكنيسة فنجد إبيفانيوس السلاميسي المتوفى في بداية القرن الخامس يتحدث عن هذه البدعة ويقول الاتي

 

 ( أي كتاب مقدس تحدث عن ذلك؟ أي نبي سمح بعبادة [إنسان، فضلاً عن امرأة؟ الوعاء مختار ولكنه امرأة، وبطبيعتها ليست مختلفة [عن الآخرين]. ومع ذلك، كما هي أجساد القديسين، تم تكريمها لشخصيتها وفهمها. وإذا قلت المزيد في مدحها، فهي مثل إيليا، الذي كان بتولاً من بطن أمه، وظل كذلك دائماً، ورُفع ولم يرَ الموت. هي مثل يوحنا الذي اتكأ على صدر الرب، "التلميذ الذي كان يسوع يحبه". هي مثل القديسة تقلا؛ ومريم أكثر تكريماً منها، بسبب العناية الإلهية التي وُهبت لها. لكن إيليا لا ينبغي أن يُعبد حتى وإن كان لا يزال حيًا. ويوحنا لا ينبغي أن يُعبد، حتى لو من خلال صلاته الخاصة (أو بالأحرى، بتلقي النعمة من الله) جعل من موته  شيئاً مذهلاً. لكن لا تقلا ولا أي من القديسين يُعبدون. لأن الخطأ القديم المتمثل في نسيان الإله الحي وعبادة مخلوقاته لن يسيطر عليّ. "عبدوا وكرموا المخلوق أكثر من الخالق"، و"صاروا حمقى". وإذا لم تكن إرادته أن تُعبد الملائكة، فكيف بالحري المرأة المولودة من حنة؟ [5] )

 

 

ويذكر لنا عالم الأديان Stephen J. Shoemaker في اطار تفسيره لكلام ابيفانيوس

 

( بالنسبة لإبيفانيوس، فإن مثل هذه الأفعال تعني رفع مكانة موضوع عبادة الانسان، سواء كانت مريم أو أي قديس آخر، إلى مرتبة مساوية لله. وبينما يوجه إبيفانيوس تركيزه مباشرة إلى الكوليريديين، في القسم التاسع والسبعين من الباناريون، فإن هجومه على عبادتهم للعذراء يظل راسخًا باستمرار في إطار نقد أوسع للتبجيل المقدم للقديسين والملائكة. ) [6]

 

وكانت هذه الهرطقة منتشرة في بلاد العرب كما يذكر لنا جواد علي فيقول الاتي

 

( ووجدت فرقة عرفت بـ ( الفطائريين ) (Collgridiens) بالغ أصحابها في
عبادة مريم وفي تأليهها ، وكانوا يقدمون لها نوعاً من القرابين أخصها أقراص
العجين والفطائر ، ، لذلك عرفوا بالفطائريين. وقد ذكرهم ( أفيفانيوس ) في
كتاب الهرطقات ) [7]

 

وهذا الامر ليس هو الثالوث المسيحي ولم تعرف المسيحية هذا الثالوث فهذه مجرد أفكار وثنية هرطوقية بعيدة عن الإعلان الإلهي في العهد الجديد الذي كان من يسوع المسيح

 

(إن هذه العقيدة تتخلل كل تعليم يسوع فقد ذكر الكثير عن الله أبيه الذي هو متميز عنه وفي نفس الوقت واحد معه . كما ذكر الكثير عن الروح القدس الذي يمثله كما يمثل هو الآب ، والذي يعمل بواسطته ، كما أن الآب يعمل بواسطته . ولا يقتصر هذا على تعليم يسوع في إنجيل يوحنا ، بل وفي الأناجيل الثلاثة الأولى ، يعلن يسوع بنوته الفريدة لله ( مت ۱۱ : ۲۷ ، ٢٤ : ٣٦ ، مرقس ۱۳ : ۳۲ ، لو ۱۰ : ۲۲ ) . كما أن لقب ه ابن الله ، ينسب إليه ، ويقبله هو ( مت ٨،٦:٤: ۲۹ ، ۱ : ۳۳ ، ۲۷ : ٥٤,٤٣,٤٠ ، مرقس ٣ : ۱۱ ۱۲ : ٦ - ٨ ، ۱٥ : ۳۹ ، لو ٤١:٤ ، ٧:٢٢، انظر أيضا يوحنا ۱ : ٣٤ و ٤٩٠ ، ۹ : ۳۰ ، ۱۱ : ۲۷ ) ، والذي يتضمن مشاركة تامة في العلم والسلطان . ويسجل متى ( ۱۱ : ۲۷ ) ولوقا ( ۱۰ : ۲۲ ) إعلانه العظيم بأنه يعرف الآب كما أن الآب يعرفه تلك المعرفة المتبادلة الكاملة : « ليس أحد يعرف الابن إلا الآب ، ولا أحد يعرف الآب إلا الابن » ) [8]

ولم يعلم احد من اباء الكنيسة بهذه الأفكار ابدا فيقول القديس هيلاري

 

( الابن الوحيد من غير المولود، المولود من الوالد، الحي من الحي. كما أن الآب له حياة في ذاته، كذلك أعطى الابن أيضا أن تكون له حياة في ذاته. الابن كامل ممن هو كامل، فإنه تام ممن هو تام. هذا ليس انقساما أو قطعا، فإن كلاً منهما في الآخر، وملء اللاهوت موجود في الابن. غير المدرك مولود من غير المدرك، فلا يوجد آخر يعرفهما، بل كلاهما يعرف الآخر؛ غير المرئي مولود من غير المرئي، فإن الابن هو صورة الله غير المرئي، ومن رأى الابن فقد رأى الآب أيضا. هناك تمييز، فإنهما آب وابن؛ لكن ليس بكون ألوهيتهما مختلفة في النوع، فإن كليهما واحد، إله من إله، إله واحد ابن وحيد من إله واحد غير مولود. إنهما ليسا إلهين، بل واحد من واحد؛ ليسا اثنين مولودين، لأن الابن مولود من غير المولود. ليس هناك تفريق، فإن حياة الإله الحي هي في المسيح الحي ) [9]

 

ويشرح يوحنا الدمشقي المفهوم المسيحي الثالوث بالطريقة الاتية :

 

( ان اللاهوت لا يمكن ان ينقسم الي اقسام , و هو علي نحو ما يصير في ثلاثة شموس متواجدة بعضها في بعض و هي لا تنفصل , فيكون مزيج النور واحد و الاضائة واحدة . اذا عندما ننظر الي اللاهوت , علي انه العلة الاولي , و الرئاسة الواحدة , و الواحد  و حركة اللاهوت و مشيئته الواحدة – اذا صح القول و قوة الجوهر و فعل سيادته ذاتها , فالذي يتصور في ذهننا هو الواحد ) [10]

 

فهذه الأفكار التي قال بها القران عن الايمان المسيحي في الثالوث ان الله اتخذ صاحبة وانجب منها فنجد في سورة الجن 3 ( وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا ) وهذا ما يحاول مؤلف كتاب العقائد الوثنية في الديانة النصرانية ان يسقطه على المسيحية فيقول في ص 107 ( وكان اليونانيون يدعون والدة الإله العذراء «جونو» (ملكة السماء) ويعبدونها معتقدين أنها حارسة النساء من المهد إلى اللحد، كما تعتقد النصارى اليوم بمريم العذراء!!.) بالطبع هذا الهراء سوف نفده في فصول الكتاب ولكن اتيت بمثال على محاولة القول ان الثالوث في القران هو نفسه الثالوث المسيحي ومثل هكذا أفكار اما ناتجة عن فشل الباحث في كتابة بحث صحيح او عن دوافع شخصية في مهاجمة المسيحية او حتى نقل ما ذكر في القران الذي لا اريد حقاً ان أجذم انه لم يكن الكاتب يفهم الايمان المسيحي بشكل او باخر او كان يفهمه و يتحدث عن أمور أخرى لا اعلم ولكن القران نفسه ككاتب هو غير مفهوم لا يعطينا أي شيء مفصل وواضح ولكنه ينقل من هنا ومن هناك كما ذكرنا مسبقاً ولكن الذي يذكر من كاتب القران ليس هو الثالوث المسيحي كما أوضحت وحتى العلماء القائمين على الحوار الإسلامي المسيحي نجد في كلامهم شيء هام

 

( على الرغم من أن اتهام المسيحية بالشرك لا يزال موجودًا، إلا أن بعض المفسرين الإسلاميين يدركون أن المسيحيين (من الملكانيين، اليعاقبة، أو النساطرة) ليسوا بحسب التعريف القرآني مشركين. وكما أشار صموئيل زويمر، يوضح البيضاوي على سبيل المثال أن المسيحيين واليهود يختلفون عن الكفار. فهو يميز بين المجموعتين في تفسيره للآية 1 من سورة البينة، التي تقول: "لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ...". يعلق البيضاوي بأن المسيحيين واليهود الذين لا يؤمنون ليسوا في نفس الفئة القرآنية مع المشركين (الذين يعبدون الأوثان). في المقابل، يختلف سيد قطب في هذا الرأي، إذ يصنف المسيحيين واليهود ضمن المشركين ) [11]

 

ففي نهاية هذه المقدمة نستطيع القول ان الحديث عن اختلاف المسلمين في فهم او تفسير القران وحتى القران نفسه وعدم وضحه هذه مشكلة يحملها القران وليس نحن من المسيحيين

 

 

 

 

 

 

 



[1] دائرة المعارف الإسلامية – المجلد الثالث – ص 13

[2] تاريخ القران – نولدكه – ص 9

[3] المصحف وقراءاته – مجموعة من الباحثين – المجلد الأول – ص 14

[4] تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) - ج 4  - ص 389

[5] Epiphanius, haer. 79.5.1–4 (Holl and Dummer, eds., Epiphanius, 3:479–80; trans. Williams, Panarion, 2:624–25, slightly modified).

[6] Journal of Early Christian Studies, Volume 16, Number 3, Fall 2008,P.381

[7]  المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام – جواد علي – المجلد السادس – ص 637

[8]  دائرة المعارف الكتابية – المجلد الثاني – ص 432

[9]  عن الثالوث – هيلاري أسقف بواتييه – ص 248

[10]  المائة مقالة في الايمان الارثوذكسي . ص 72 – 73

[11] The Qur’an in Christian– Muslim Dialogue Historical and modern interpretations C. Jonn Block , P. 188