الإرهاب الإظلامي

 



المقدمة


سلام المسيح معك عزيزي القارئ واهلا بك في مقال جديد واذا كنت مسيحيا اقدم لك خالص التعازي على تلك الحادثة المأساوية التي جعلتني اكتب هذا المقال وهي حادثة استشهاد القمص أرسانيوس وديد على يد احد الإرهابيين وفي الحقيقة لم يكن هو الأول واعني الأول في العصر الحديث عصرنا الحالي فهناك الكثير من الذين استشهدوا على اسم المسيح بسبب الإرهاب الإظلامي وهذا الشئ الذي جعلني اكتب هذا المقال ولكن هل سوف نرى في القاتل هذا القصاص العادل ام سوف نسمع ان القاتل مختل عقليا كالعادة والغريبة ان قاتل المسيحيين فقط يكون مختل عقليا ونحن نعلم السبب يقول للأسف الدستور المصري ( الإسلام دين الدولة، واللغة العربية لغتها الرسمية، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع ) [1] فبكل تأكيد حين نتعرف على مقارنة دم الكافر بالمسلم سوف نعرف لماذا لا يعدم مثل هؤلاء بالعكس يخرجوا تحت ستار انه مختل انه مجنون انه مدمن الخ.... من كل هذه الترهات التي أصبحت كالرقع التي تظهر على الثياب الممزقة وأيضا هذه الشئ نعلمه جيدا ونعلم اننا كمسيحيين سيكون لنا ضيق في هذا العالم وهذا ما قال به الرب يسوع [2]

 

وحتى لا تطول المقدمة لندخل في الموضوع مباشرة

 

 

 

 

 

 

في البداية نحن نعلم الرد الإسلامي من المسلم العادي وهو بوجود نصوص تدعوا للسلام في القران وللأخوة ومثل كل هذه الأمور الجميلة اللطيفة مثل لكم دينكم ولي ديني و لا اكراه في الدين وكل هذه الأمور ولكن في الحقيقة عزيزي القارئ ان مثل هذه النصوص ليست لها أي فائدة انها مجرد حبر على ورق

 

فيقول ابن حزم الاندلسي من اكبر علماء الإسلام : ان الناسخ بالمدينة كثير والمنسوخ بمكة كثير وذلك باستقرائه لجملة أحكام السور المكية والمدنية واقول أن الحكمة من ذلك ـ وهو صحيح ـ أن القرآن نزل بالأحكام الشرعية بعد ان استقر مجتمع المسلمين واصبحوا آمنين لهم ديار ونفوذ وفي هذا يذكرهم ربهم بقوله سبحانه  واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض فآواكم وأيدكم بنصره ورزقكم من الطيبات ... » الآية [3]

 

وهذا أيضا قول احد المواقع الإسلامية في شرح احد احاديث رسول الإسلام [4] فيقول الموقع في شرح هذا الحديث : قوله: «بُعِثْتُ بالسَّيْف بين يَدَيِ السَّاعة»؛ يعني: أنَّ الله بعثه داعيًا إلى توحيده بالسَّيف بعد دعائه بالحُجَّة؛ فمَنْ لم يَسْتَجِبْ إلى التوحيد بالقرآن والحُجَّة والبيان، دُعِيَ بالسَّيف؛ قال تعالى: { لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ} [5]

 

لذلك يا عزيزي المدافع عن دينه لا تحاول ان تقول لي انه لا اكراه في الدين ولكم دينكم ولي ديني والإسلام برئ لان هذه النصوص نسخت

 

على سبيل المثال يقول البغوي الملقب بركن الدين ومحي السنة في تفسيره لنص لكم دينكم ولي ديني : ( لكم دينكم ) الشرك ( ولي دين ) الإسلام ، قرأ ابن كثير ، ونافع ، وحفص : " ولي " بفتح الياء ، قرأ الآخرون بإسكانها . [ وهذه الآية منسوخة بآية السيف ] [6]

 

ويقول أيضا في ذلك القرطبي : قوله تعالى : لكم دينكم ولي دين فيه معنى التهديد ؛ وهو كقوله تعالى : لنا أعمالنا ولكم أعمالكم أي إن رضيتم بدينكم ، فقد رضينا بديننا . وكان هذا قبل الأمر بالقتال ، فنسخ بآية السيف . وقيل : السورة كلها منسوخة [7]

 

ونص لا اكراه في الدين يقول فيه ابن الباز ان جماعة من العلماء قالوا بنسخه : أحدهما: أنها وأمثالها منسوخات بآية السيف، وهي قوله تعالى: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ الآية [التوبة: 5] وما جاء في معناها مثل قوله تعالى: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ [الأنفال: 39]

والذي قال انها لم تنسخ قال فيها أيضا ان هناك شروط واحكام أضيفت وطبعا سوف نتعرض لهذه الشروط والاحكام فيما بعد

فيقول في القول الثاني : أنها في أهل الكتاب ومن في حكمهم كالمجوس إذا سلموا الجزية، فإنهم لا يكرهون على الدخول في الإسلام؛ لقول الله: قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ [التوبة: 29] ولأن النبي أخذ الجزية من مجوس هجر، وبذلك يعلم أنه ليس فيها حجة لمن زعم عدم وجوب الجهاد في سبيل الله [8]

 

وحتى نص سورة النساء 90 الذي يدعوا ان أي شخص يلجئ لقوم بينه وبين المسلمين معاهدة سلام وأيضا رفضوا قتالكم او قتال قومهم ويريدوا السلام [9]

 

قال الامام والتابعي ابي بكر محمد مسلم فيها انها منسوخة : قال القاضي أبو بكر ابن العربي: «قال أهل الكلام في هذا الفن: هذا منسوخ، واختلفوا في وجه نسخه، فمنهم من قال: نسخها قوله تعالى: «ناقتلوا المشركين حيث وجدتموه قاله ابن عباس رضي الله عنهما . الثاني : قال قتادة رحمه الله : كان هذا ثم نبذ إلى كل ذي عهد عهده، وأمر أن يقاتل المشركين حتى يقولوا لا إله إلا الله . وقال تعالى : (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) قال القاضي محمد بن العربي رحمه الله : لما أمر الله النبي عليه السلام بالقتال، وانقسمت الحال بالمشركين إلى مباين ومتقارب بالعهد، أمر الله نبيه أن كل من أوى إلى معاهد ووصله فله حكم عهده وأذن له فيمن أراد الانفراد بنفسه فلا يقاتل المسلمين ولا يصل ذا عهد من الكافرين أن يكف عنهم، واستمر الأمر على ذلك حتى أنزل الله براءة بعد الفتح، فأرسل بها رسول الله ﷺ، أبا بكر وعليا وأبا هريرة – رضي الله عنهم - لينبذ إلى كل ذي عهد عهده، وكان ذلك أمرا من الله انقاد إليه الكل، ورغمت به نفوس الكافرين وخرست ألسنتهم عن أن يقولوا: إن محمدا اتفق معنا على العهد وحله وحده من غير حدث [10]

وغيرها من النصوص التي تدل على ان الإسلام دين لطيف فهي منسوخة ومثلها مثل أي كلام يكتب على ورق بلا حكم وليس له فائدة فلا تستخدمها في الدفاع عن دينك لان دينك نفسه يقول انها بلا حكم والنصوص التي بقيت لنا هي التي تشجع على الإرهاب وسوف اخذ منها نص سورة التوبة 29 فهي التي اختص بها اهل الكتاب ( المسيحيين واليهود )

 

فالنص اتى كتالي : قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)

 

و يقول السعدي في تفسيره : هذه الآية أمر بقتال الكفار من اليهود والنصارى من ‏‏الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ‏‏ إيمانا صحيحا يصدقونه بأفعالهم وأعمالهم‏. ‏ ولا يحرمون ما حرم الله، فلا يتبعون شرعه في تحريم المحرمات، ‏‏وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ‏‏ أي‏:‏ لا يدينون بالدين الصحيح، وإن زعموا أنهم على دين، فإنه دين غير الحق، لأنه إما بين دين مبدل، وهو الذي لم يشرعه اللّه أصلا، وإما دين منسوخ قد شرعه اللّه، ثم غيره بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم فيبقى التمسك به بعد النسخ غير جائز‏. ‏فأمره بقتال هؤلاء وحث على ذلك، لأنهم يدعون إلى ما هم عليه، ويحصل الضرر الكثير منهم للناس، بسبب أنهم أهل كتاب‏. ‏وغيَّى ذلك القتال ‏‏حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ‏‏ أي‏:‏ المال الذي يكون جزاء لترك المسلمين قتالهم، وإقامتهم آمنين على أنفسهم وأموالهم، بين أظهر المسلمين، يؤخذ منهم كل عام، كلٌّ على حسب حاله، من غني وفقير ومتوسط، كما فعل ذلك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وغيره، من أمراء المؤمنين‏. ‏وقوله‏:‏ ‏‏عَنْ يَدٍ‏‏ أي‏:‏ حتى يبذلوها في حال ذلهم، وعدم اقتدارهم، ويعطونها بأيديهم، فلا يرسلون بها خادما ولا غيره، بل لا تقبل إلا من أيديهم، ‏‏وَهُمْ صَاغِرُونَ ‏‏فإذا كانوا بهذه الحال، وسألوا المسلمين أن يقروهم بالجزية، وهم تحت أحكام المسلمين وقهرهم، وحال الأمن من شرهم وفتنتهم، واستسلموا للشروط التي أجراها عليهم المسلمون مما ينفي عزهم وتكبرهم، ويوجب ذلهم وصغارهم، وجب على الإمام أو نائبه أن يعقدها لهم‏ [11]

 

لذلك نجد ان ابن باز يقول [12] : دل الكتاب والسنة وإجماع المسلمين على أنه يجب على المسلمين أن يعادوا الكافرين من اليهود والنصارى وسائر المشركين، وأن يحذروا مودتهم واتخاذهم أولياء

 

ويقول أيضا مع الاستشهاد بالنصوص القرآنية : قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ [الممتحنة:1] إلى قوله سبحانه: قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [الممتحنة:4] وقال تعالى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة:51] وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [التوبة:23] وقال عز وجل في شأن اليهود: تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ ۝ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًاا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ۝ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا [المائدة:80-82] الآية. وقال تعالى: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونََ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ [المجادلة:22] الآية. والآيات في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل دلالة صريحة على وجوب بغض الكفار من اليهود والنصارى وسائر المشركين وعلى وجوب معاداتهم حتى يؤمنوا بالله وحده، وتدل أيضا على تحريم مودتهم وموالاتهم وذلك يعني بغضهم والحذر من مكائدهم وما ذاك إلا لكفرهم بالله وعدائهم لدينه ومعاداتهم لأوليائه وكيدهم للإسلام وأهله، كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ۝ هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ۝ إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [آل عمران:118-120]

 

فنجد ان دين الاظلام ما هو الا مشجع للإرهاب والعنف وحتى موضوع الجزية فيه قول

 

يقول الطنطاوي في تفسيره : والمعنى: قاتلوا من هذه صفاتهم من أهل الكتاب حتى يدفعوا لكم الجزية عن طواعية وانقياد. وهم أذلاء خاضعون لولايتكم عليهم . . . فإن الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرمه الله ورسوله. ولا يتخذون الدين الحق دينا لهم. يستحقون هذا الهوان في الدنيا، أما في الآخرة فعذابهم أشد وأبقى [13]

 

ويقول ابن كثير في تفسيره : ( وهم صاغرون ) أي : ذليلون حقيرون مهانون . فلهذا لا يجوز إعزاز أهل الذمة ولا رفعهم على المسلمين ، بل هم أذلاء صغرة أشقياء ، كما جاء في صحيح مسلم ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام ، وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه [14]

 

فنجد ان هذا الدين اما يتركك ولكن يحقر منك ويهينك او يقتلك

 

وللأسف دخلت النقمة علينا ودخل الاظلام مصر وليس مصر فقط و في الحقيقة هم لم يأتوا بالورود بالعكس بل فرضوا علينا شروطهم وكانت كالاتي

 

، وذلك مما رواه الأئمة الحفاظ ، من رواية عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال : كتبت لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - حين صالح نصارى من أهل الشام : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب لعبد الله عمر أمير المؤمنين من نصارى مدينة كذا وكذا ، إنكم لما قدمتم علينا سألناكم الأمان لأنفسنا وذرارينا وأموالنا وأهل ملتنا وشرطنا لكم على أنفسنا ألا نحدث في مدينتنا ولا فيما حولها ديرا ولا كنيسة ، ولا قلاية ولا صومعة راهب ، ولا نجدد ما خرب منها ، ولا نحيي منها ما كان خطط المسلمين ، وألا نمنع كنائسنا أن ينزلها أحد من المسلمين في ليل ولا نهار ، وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل ، وأن ينزل من مر بنا من المسلمين ثلاثة أيام نطعمهم ، ولا نئوي في كنائسنا ولا منازلنا جاسوسا ، ولا نكتم غشا للمسلمين ، ولا نعلم أولادنا القرآن ، ولا نظهر شركا ، ولا ندعو إليه أحدا ؛ ولا نمنع أحدا من ذوي قرابتنا الدخول في الإسلام إن أرادوه ، وأن نوقر المسلمين ، وأن نقوم لهم من مجالسنا إن أرادوا الجلوس ، ولا نتشبه بهم في شيء من ملابسهم ، في قلنسوة ، ولا عمامة ، ولا نعلين ، ولا فرق شعر ، ولا نتكلم بكلامهم ، ولا نكتني بكناهم ، ولا نركب السروج ، ولا نتقلد السيوف ، ولا نتخذ شيئا من السلاح ، ولا نحمله معنا ، ولا ننقش خواتيمنا بالعربية ، ولا نبيع الخمور ، وأن نجز مقاديم رءوسنا ، وأن نلزم زينا حيثما كنا ، وأن نشد الزنانير على أوساطنا ، وألا نظهر الصليب على كنائسنا ، وألا نظهر صلبنا ولا كتبنا في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم ، ولا نضرب نواقيسنا في كنائسنا إلا ضربا خفيا ، وألا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شيء من حضرة المسلمين ، ولا نخرج شعانين ولا باعوثا ، ولا نرفع أصواتنا مع موتانا ، ولا نظهر النيران معهم في شيء من طرق المسلمين ولا أسواقهم ، ولا نجاورهم بموتانا ، ولا نتخذ من الرقيق ما جرى عليه سهام المسلمين ، وأن نرشد المسلمين ، ولا نطلع عليهم في منازلهم . قال : فلما أتيت عمر بالكتاب ، زاد فيه : ولا نضرب أحدا من المسلمين ، شرطنا لكم ذلك على أنفسنا وأهل ملتنا ، وقبلنا عليه الأمان ، فإن نحن خالفنا في شيء مما شرطناه لكم ووظفنا على أنفسنا ، فلا ذمة لنا ، وقد حل لكم منا ما يحل من أهل المعاندة والشقاق [15]

 

وهذا ما يسمى بالعهدة العمرية

 

ونجد ابن القيم يقول في احد تلك الاحكام وهوعن ولا نضرب نواقيسنا في كنائسنا إلا ضربا خفيا ، وألا نرفع أصواتنا بالقراءة في كنائسنا في شيء من حضرة المسلمين

 

يقول ابن القيم : لما كان ذلك من شعار الكفر منعوا من إظهاره قال أبو الشيخ: حدثنا عبدالله بن عبدالملك الطويل، حدثنا عبدالله بن عبدالوهاب، حدثنا عمرو ابن عثمان، حدثنا بقية عن ضمرة قال: كتب عمر بن عبدالعزيز أن امنعوا النصارى من رفع أصواتهم في كنائسهم، فإنها أبغض الأصوات إلى الله عز وجل وأولاها أن تخفض [16]

 

ويقول أيضا في موضوع اظهار الصلبان : فيه زيادة على عدم إظهارهم ذلك على كنائسهم وفي صلواتهم، فهم ممنوعون من إظهاره في أسواق المسلمين وإن لم يرفعوا أصواتهم به، ولا يمنعون من إخراجه في كنائسهم وفي منازلهم، بل الممنوع منه فيها رفع أصواتهم ووضع الصليب على أبواب الكنائس [17]

 

ويقول أيضا في موضوع التبشير بالإيمان المسيحي : هذا من أولى الأشياء أن ينتقض العهد به: فإنه حراب الله ورسوله باللسان، وقد يكون أعظم من الحراب باليد، كما أن الدعوة إلى الله ورسوله جهاد بالقلب وباللسان، وقد يكون أفضل من الجهاد باليد ولما كانت الدعوة إلى الباطل مستلزمة – ولا بد – للطعن في الحق كان دعاؤهم إلى دينهم وترغيبهم فيه طعناً في دين الإسلام، وقد قال تعالى: «وإن نكثوا أيـمـانـهـم مـن بـعـد عـهـدهـم وطـعـنـوا فـي دينكـم فقاتلوا أئـمـة الـكـفـر ، ولا ريب أن الطعن في الدين أعظم من الطعن بالرمح والسيف، فأولى ما انتقض به العهد الطعن في الدين ولو لم يكن مشروطاً عليهم، فالشرط ما زاده إلا تأكيداً وقوة [18]

 

وغيرها من الأمور السوداوية التي كتبت على المسيحيين فلك ان تتخيل عزيزي القارئ انك تمنع من ان تلبس الصليب في الأسواق او حتى تصلي بصوت و تبشر بإيمانك وتتكلم عنه وهناك الأسواء والأسواء

 

يقول برهان الدين المرغيناني : ويؤخذ أهل الذمة بالتميز عن المسلمين في زيهم ومراكبهم وسروجهم وقلانسهم فلا يركبون الخيل ولا يعملون بالسلاح وفي الجامع الصغير ويؤخذ أهل الذمة بإظهار الكستيجات والركوب على السروج التي هي كهيئة الأكف " وإنما يؤخذون بذلك إظهارا للصغار عليهم وصيانة لضعفة المسلمين ولأن المسلم يكرم والذمي يهان ولا يبتدأ بالسلام ويضيق عليه الطريق فلو لم تكن علامة مميزة فلعله يعامل معاملة المسلمين وذلك لا يجوز والعلامة يجب أن تكون خيطا غليظا من الصوف يشده على وسطه دون الزنار من الإبريسم فإنه جفاء في حق أهل الإسلام ويجب أن يتميز نساؤهم عن نسائنا في الطرقات والحمامات ويجعل على دورهم علامات كيلا يقف عليها سائل يدعو لهم بالمغفرة [19]

 

وطبعا نجد الترفيع من دم المسلم عن دم غير المسلم فهناك حديث صحيح يقول : ولَا يُقْتَلُ مُسْلِمٌ بكَافِرٍ [20]

 

ويقول الشيخ عبد الله الطيار : يقتل الكافر بالمسلم ولا يقتل المسلم بالكافر لحديث علي -رضي الله عنه- أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا يقتل مسلم بكافر وذلك لأن الكافر غير مكافئ للمسلم في الدين، وهذا مذهب الأئمة الثلاثة: مالك والشافعيُّ وأحمد [21]

 

وطبعا السبب قاله عمر فقال : إن دم الكافر عند الله كدم الكلب [22]

 

وهنا الكثير من قلب هذا الدين والفقه الخاص به ولكن انا يكفيني هذه الشهادات والان لننتقل للأحداث التاريخية

 

في خلافة المأمون 813 م  نجد الاتي : و بعـد مـوت هـارون الرشـيـد وقع خلاف بين ابنيه وقام كل منها يطالب بالخلافة فانتهز مسلمو الاندلس هذه الفرصة وهجموا على مصر . وكثيرون من الأقباط الذين اخناهم الذل ساعدوا الاندلسيين على أخذ الاسكندرية ولكن مسلمى الاسكندرية قاوموا الاندلسيين واشتبكت الحرب بين الفريقين مدة أطلق فيها البغاة أيديهم لسلب ونهب الاقباط فهجموا على البيوت والمنازل فنهبوا ثم دمروا الكنائس ومنها كنيسة المخلص واغتصبوا ما فيها من الامتعة وسلبوا الاواني المقدسة وأثموا بـالمـقـادس . وغارت قـبـائـل الـعـرب على وادى النطرون فأخر بوا أديرته ونهبوها وفتكوا برهبانها وطردوهم فلم يبق منهم الا القليل . وآلت ولاية مصر بعد ذلك لرجل اسمه عبد الله بن طاهر فأباح لجنوده نهب الأديرة واحراق الكنائس والتمثيل بعابديها [23]

 

وفي خلافة المتوكل 847 م  نجد الاتي : وولي الخليفة المتوكل على مصر ابنه المنتصر وكانا كلاهما يبغضان الاقباط ومع انها كان يشعران بشدة الحاجة اليهم في انجاز الاعمال الهندسية والحسابية والطبية وغيرها الا أنها عاملاه بالقوة والجور قاصدين أن يغيرا هيئة مملكتها بمحوهم فاضطر الاقباط الى الاهمال في واجبات دينهم وتراخوا في خدمة الحكومة وبلغت الاستهانة بـالاقباط الدرجة التي لم يكتفوا فيها بأن ينهبوا حجارة الرخام والمرمر المـوجـودة في كنائسهم ونقلها الى بغداد لتوضع في قصور الخليفة بل قاموا الى مدافنهم في القطر ونبشوا قبورهم التي كانوا يعنون بتشييدها وأزالوها ولم يبقوا فيها حجر على حجر [24]

ويكمل : وأمر الاقباط أيضا بأن يجعلوا على أبواب دورهم صور شياطين وقرود من خشب ومنعوا من اشعال النور في احتفالاتهم أو أعراسهم وأن لا يطبخوا طعاما على مرأى من الناس كما جرت عادة الـفـقـراء في كل بلاد المشرق وأن يساووا قبورهم بالارض وحجر عليهم استعمال الصليب المقدس في أحد الشعانين وأمر بهدم كنائسهم المحدثة وأخذ العشر عن منازلهم [25]

 

وفي الحقيقة التاريخي الاظلامي ملئ من هذه الأمور

 

فيقول المقريزي : وقدم بعده اليعاقبة مرقص الجديد فأقام عشرين سنة وسبعين يوما ومات وفي أيامه كانت الفتنة بين الأمين والمأمون، فانتهبت النصـاری بالإسكندرية، وأحرقت لهم مواضع عديدة، وأحرقـت ديـارات وادي هبيب، ونهبت [26]

 

وهنا الكثير والكثير في التاريخ وحتى موضوع ذبح القساوسة ليس بجديد

 

فيقول ابن كثير : الشيخ خضر بن أبي بكر المهراني العدوي شيخ الملك الظاهر بيبرس، كان حظيا عنده مكرما لديه، له عنده المكانة الرفيعة، كان السلطان ينزل بنفسه إلى زاويته التي بناها له في الحسينية في كل أسبوع مرة أو مرتين، وبنى له عندها جامعا يخطب فيه للجمعة، وكان يعطيه مالا كثيرا، ويطلق له ما أراد، ووقف على زاويته شيئا كثيرا جدا، وكان معظما عند الخاص والعام بسبب حب السلطان وتعظيمه له، وكان يمازحه إذا جلس عنده، وكان فيه خير ودين وصلاح، وقد كاشف السلطان بأشياء كثيرة، وقد دخل مرة كنيسة القمامة بالمقدس فذبح قسيسها بيده، ووهب ما فيها لأصحابه، وكذلك فعل بالكنيسة التي بالإسكندرية وهي من أعظم كنائسهم، نهبها وحولها مسجدا ومدرسة أنفق عليها أموالا كثيرة من بيت المال، وسماها المدرسة الخضراء [27]

 

الخاتمة

 

كل ما قدم هنا من نصوص دينية وفقه وتاريخ كفيل بظهور قتلة وظهور إرهاب يقتل من لا يتبع دين الاظلام ونحن نتحمل هذا الضرر واكتفي بهذا القدر

 

وللرب المجد الدائم امين



[2] فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ (يو 16: 33)

 

[3]  الناسخ والمنسوخ في القران الكريم – ابن حزم الاندلسي – تحقيق الدكتور عبد الغفار سليمان – دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1986 – ص 19 في الهامش

 

[4]  راجع حديث : بُعِثتُ بين يدي الساعةِ بالسَّيفِ ، حتى يُعبَدَ اللهُ تعالى وحده لا شريكَ له ، و جُعِلَ رِزْقي تحت ظِلِّ رُمْحي ، وجُعِلَ الذُّلُّ و الصَّغارُ على من خالفَ أمري ، و من تشبَّه بقومٍ فهو منهم -  الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 2831 | خلاصة حكم المحدث : صحيح

 

[5] https://ar.islamway.net/article/74226/%D8%B4%D8%B1%D8%AD-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB-%D8%A8%D8%B9%D8%AB%D8%AA-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D9%81-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D9%8A%D8%AF%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%B9%D8%A9

 

[6]  https://altafser.com/tafseer/baghawy/sura109-aya6.html

 

[7] تفسير القرطبي - القرطبي - ج 20 - الصفحة 229

 

[8] (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 5 /408)

 

 

 [10] الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم - محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري - دار ابن القيم دار ابن عفان 2010 – ص 70

 

[11] فقه الجهاد  دراسة تأصيلية - المجلد 1 - الصفحة 93 - جامع الكتب الإسلامية

 

[12] مجموع فتاوى ومقالات متنوعة للشيخ ابن باز (2/ 178)

 

[14] تفسير القرآن العظيم (تفسير ابن كثير) - ج 7 – ص 176

 

 

[15] المصدر السابق

 

[16] أحكام أهل الذمة (ط. رمادي) ابن قيم الجوزية - المحقق: يوسف بن أحمد البكري أبو براء - أحمد بن توفيق العاروري أبو أحمد – رمادي

للنشر - الدمام – 1997 – ص 1241

 

[17] المصدر السابق – ص 1242

 

[18] المصدر السابق – ص 1254 – 1255

 

[19] كتاب الهداية في شرح بداية المبتدي - فصل ولا يجوز إحداث بيعة ولا كنيسة في دار الإسلام - المكتبة الشاملة الحديثة – ص 404

 

[20] الراوي : علي بن أبي طالب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 111 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح]

 

[21] كتاب الفقه الميسر - قتل المسلم بالكافر - المكتبة الشاملة الحديثة – ص 70

 

[22] كتاب السيرة الحلبية إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون - غزوة الحديبية - المكتبة الشاملة الحديثة – 32

 

[23] تاريخ الكنيسة القبطية – القس منسى يوحنا – ص 364

 

[24] المصدر السابق – ص 366

 

[25] المصدر السابق – نفس الصفحة

 

[26] المسيحيين وثورتهم ضد الحكم العربي – تقي الدين المقريزي – مكتبة الحرية 2009 – ص 27 – 28

 

[27] البداية والنهاية - ابن كثير - ج 13 - الصفحة 309


إرسال تعليق

أحدث أقدم