الرد على الشبهه الموجه لنص انا والاب
______________________
ذكر النص في انجيل يوحنا 10 والاية 30 👇
أَنَا وَالآبُ وَاحِدٌ»." (يو 10: 30)
وهذا واحد من النصوص الصريحه للمسيح يعترف به بلاهوته لكن هذا النص يزعج اعوان ابليس فوجهوا شبهه للنص تقول 👇
هذا الأسلوب في التعبير عن وحدة الهدف والمشيئة معهود في النصوص خاصة عند يوحنا، فهو يقول على لسان المسيح: «ليكون الجميع واحداً كما أنت أيها الآب في، وأنا فيك، ليكونوا - أي التلاميذ - هم أيضاً واحداً فينا.. ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحد... أنا فيهم وأنت في» يوحنا 17/20-23)، فالحلول في المسيح والتلاميذ حلول معنوي فحسب، وإلا لزم تأليه التلاميذ، فكما المسيح والآب واحد، فإن التلاميذ والمسيح والآب أيضاً واحد، أي وحدة الهدف والطريق، لا وحدة الذوات، فإن أحداً لا يقول باتحاد التلاميذ ببعضهم أو باتحاد المسيح فيهم.
_______________
للرد
اولا ناتي بالنص اليوناني
ثانيا التفسير للنصين
ثالثا الفرق بين الحلول والاتحاد
باسم الثالوث القدوس
______________
اولا نص انا والاب واحد يونانيا 👇
Stephanus Textus Receptus 1550
ἐγὼ καὶ ὁ πατὴρ ἕν ἐσμεν
ومعنا النص في قاموس استرونج 👇
I
ἐγὼ (egō)
Personal / Possessive Pronoun - Nominative 1st Person Singular
Strong's Greek 1473: I, the first-person pronoun. A primary pronoun of the first person I.
and
καὶ (kai)
Conjunction
Strong's Greek 2532: And, even, also, namely.
the
ὁ (ho)
Article - Nominative Masculine Singular
Strong's Greek 3588: The, the definite article. Including the feminine he, and the neuter to in all their inflections; the definite article; the.
Father
Πατὴρ (Patēr)
Noun - Nominative Masculine Singular
Strong's Greek 3962: Father, (Heavenly) Father, ancestor, elder, senior. Apparently a primary word; a 'father'.
are
ἐσμεν (esmen)
Verb - Present Indicative Active - 1st Person Plural
Strong's Greek 1510: I am, exist. The first person singular present indicative; a prolonged form of a primary and defective verb; I exist.
one.”
ἕν (hen)
Adjective - Nominative Neuter Singular
Strong's Greek 1520: One. (including the neuter Hen); a primary numeral; one.
معنى كلمة واحد في قاموس استرونج 👇
ἕν (hen)
Adjective - Nominative Neuter Singular
Strong's Greek 1520: One. (including the neuter Hen); a primary numeral; one
ومعنها صفة تعني محايد او مساوي للاب المسيح هنا يقول انه يساوي الاب في القدره وهستشهد بنصوص اخرى تثبت صحة كلامي 👇
اتذكر في انجيل يوحنا والاصحاح الخامس 👇
16 وَلِهذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْرُدُونَ يَسُوعَ، وَيَطْلُبُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ عَمِلَ هذَا فِي سَبْتٍ.
17 فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ».
18 فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلًا نَفْسَهُ بِاللهِ.
اتذكر في الاية رقم 18 ان المسيح يعادل نفسه بالله يعني بيساوي نفسه بالله 👇
18 فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلًا نَفْسَهُ بِاللهِ
طيب هل في ادله على كلامي من نفس الاصحاح 👇
19 فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ.
الجزئيه اللي تقول ان ازاي المسيح ميقدرش يعمل من نفسه حاجه وده شرح الاباء الاوائل لي 👇
القديس يوحنا الذهبي الفم
v ليس للابن ولا للروح شيء من ذاتهما، لأن الثالوث لا يتحدث عن أمرٍ خارج عن ذاته... لا يظن أحد أنه يوجد أي اختلاف في العمل سواء من جهة الزمن أو التدبير بين الآب والابن، بل يؤمن في وحدة ذات العملية[604].
يعني المسيح هنا بيشرح الثالوث لان بقيت الاية بتقول 👇
إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا يَعْمَلُهُ الابْنُ كَذلِكَ.
يعني اللي هيعملوا الابن هيعملوا الاب لانهم شخص
نكمل بقيت الكلام 👇
5: 20 لان الاب يحب الابن و يريه جميع ما هو يعمله و سيريه اعمالا اعظم من هذه لتتعجبوا انتم
5: 21 لانه كما ان الاب يقيم الاموات و يحيي كذلك الابن ايضا يحيي من يشاء
5: 22 لان الاب لا يدين احدا بل قد اعطى كل الدينونة للابن
5: 23 لكي يكرم الجميع الابن كما يكرمون الاب من لا يكرم الابن لا يكرم الاب الذي ارسله
فهو في هذه الاعداد اكد انه واحد مع الاب في
الازلية
الاستمرارية
في المشيئة
في العمل
في الخلق
في المعرفة
في القيامة واعطاء الحياة
في الدينونة
في الكرامة
قول المسيح انا والاب واحد هذا يعني انه معادل لاب يساوي الاب في كل شئ
__________________
النص الثاني إنجيل يوحنا 17
👇
21 لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ، لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضًا وَاحِدًا فِينَا، لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي.
22 وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي، لِيَكُونُوا وَاحِدًا كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ.
23 أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ، وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي، وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي
النص يونانيا 👇
Stephanus Textus Receptus 1550
Οὐ περὶ τούτων δὲ ἐρωτῶ μόνον ἀλλὰ καὶ περὶ τῶν πιστευσόντων διὰ τοῦ λόγου αὐτῶν εἰς ἐμέ
ἵνα πάντες ἓν ὦσιν καθὼς σύ πάτερ ἐν ἐμοὶ κἀγὼ ἐν σοί ἵνα καὶ αὐτοὶ ἐν ἡμῖν ἓν ὦσιν ἵνα ὁ κόσμος πιστεύσῃ ὅτι σύ με ἀπέστειλας
καὶ ἐγὼ τὴν δόξαν ἣν δέδωκάς μοι δέδωκα αὐτοῖς ἵνα ὦσιν ἓν καθὼς ἡμεῖς ἕν ἐσμεν
ἐγὼ ἐν αὐτοῖς καὶ σὺ ἐν ἐμοί ἵνα ὦσιν τετελειωμένοι εἰς ἕν καὶ ἵνα γινώσκῃ ὁ κόσμος ὅτι σύ με ἀπέστειλας καὶ ἠγάπησας αὐτοὺς καθὼς ἐμὲ ἠγάπησας
ترجمة النص اليوناني KJV 👇
20 Neither pray I for these alone, but for them also which shall believe on me through their word;
21 That they all may be one; as thou, Father, art in me, and I in thee, that they also may be one in us: that the world may believe that thou hast sent me.
22 And the glory which thou gavest me I have given them; that they may be one, even as we are one:
23 I in them, and thou in me, that they may be made perfect in one; and that the world may know that thou hast sent me, and hast loved them, as thou hast loved me.
هذه صلاه وداعيه قالها المسيح ومعنى الصلاه 👇
لحديث السيد المسيح الوداعي المسهب مع التلاميذ الذي شغل قرابة أربع أصحاحات (13-14-15-16) يقدم لنا الإنجيلي يوحنا الصلاة الوداعية العلنية أمامهم. وهي حديث فريد مقدم من الابن في اللحظات الأخيرة قبل تسليمه للصلب. تختلف عن الصلاة الربانية التي علمنا إياها السيد المسيح نفسه، لأن الأخيرة تركز على طلب غفران الخطايا، أما هذه الصلاة فتكشف عما في قلب السيد المسيح من اشتياقات نحو الكنيسة يحققها خلال الصليب. لم يكن محتاجًا إلى الصلاة لمغفرة الخطايا لأنه بلا خطية، بل هل نفسه غافر الخطايا.
تعتبر أطول صلاة للسيد المسيح سجلها لنا الإنجيليون، لكننا لا نستطيع القول بأنها أطول حديث بين السيد المسيح والآب، فقد قضى الليل كله مصليُا قبل اختياره الاثني عشر تلميذًا (لو6:12). كما وُجدت مناسبات أخرى قضى فيها فترات طويلة للصلاة.
لهذه الصلاة قدسية خاصة في نظر المؤمنين حيث جاءت في ظل الصليب. إنها تناسب ذاك الشفيع الكفاري الفريد حيث يحمل كنيسته فيه كأعضاء جسده المقدس ليقدمها لأبيه القدوس. هي طلب بنوي من أجل الخلاص يمزق الحجاب الذي فصل البشرية عن الآب.
تٌعتبر صلاة عائلية قدمها رب العائلة: يسوع المسيح عن عائلته، التلاميذ أو الكنيسة ككل. أو صلاة وداعية، قدمها على مسمع من تلاميذه، بعد حديثهالوداعي معهم عن سرّ علاقته مع الآب، الآن يتحدث مع الآب علانيةمن أجلهم،ليكشف لهم عن دوره لدى الآب من جهتهم.
هي صلاة كهنوتية، وكما يقولالقديس إكليمنضس الإسكندري أن يسوع في هذه الصلاة هو رئيس الكهنة الذي يعمل لحساب شعبه، وأن هذه الصلاة تدعى صلاة كهنوتية عليا، أو صلاة رئيس الكهنة. يقدمها كإعداد للبشرية لقبول ثمار ذبيحته الفريدة. وهي تشكل ذروة إعلان سرّ الوحدة بين الآب والابن إنهاليست عملًا مجردًا، بل هي حضوره في الآب، حيث يحملنا إلى حضنه.
قدمها كصلاة سرائرية بعد تقديم سرّ الفصح المسيحي، أي بعد أن قدم لهم جسده ودمه المبذولين لغفران خطاياهم وحياة أبدية لهم، وقد جاءتالصلاة من أجل حفظهم في النعمة التي تسلموها. وكأن السيد المسيح يؤكد لنا حاجتنا إلى الصلاة المستمرة حتى نحفظ النعم الإلهية، أو حتى يحفظنا الله في غنى نعم أسراره الإلهية.
هي صلاة ربانية يقدمها رب المجد لكي يعلمنا كيف نصلي.
هي صلاة في مواجهة الموت، وقد امتلأت صلاته بالعذوبة، لأنه يواجه الموت من أجل تقديس أحبائه. بارك يعقوب الاثني عشرة بطريركًا (أبًا) قبل موته، وبارك موسى الأسباط الاثني عشر أيضًا قبل موته، والآن يبارك السيد المسيح الكنيسة في العالم كله قبل تقديم حياته ذبيحة حب من أجلهم. الخط الواضح في هذه الصلاة هو تأكيد عملي لما قاله لتلاميذه: "افرحوا، أنا قد غلبت العالم" (16: 33). الآن وقد اقتربت جدًا لحظات صلبه، يتطلع إلي موته، لا ككارثة تحل به، بل كنصرة يحققها لحساب البشرية. لقد كرر مرارًا وتكرارًا لتلاميذه هذه الحقيقة، لكنهم لم يكونوا بعد قادرين علي إدراكها، لهذا طلب من الآب مساندتهم في وسط أحداث القيامة حتى يدركوها سريعًا ويتمتعوا بفاعليتها. الآن يسلم تلاميذه في يدي الآب أثناء عبوره طريق الصليب، فإنه ليس من قوى أخرى يمكن أن تسندهم سوى العمل الإلهي.
في النصوص لا تقول ان التلاميذ يعادلون الاب او انه اله
__________________
ثانيا تفسير الاباء للنص
__________________
اولا نص انا والاب واحد 👇
القديس أغسطينوس
"أنا والآب واحد". [30]
لم يقل "أنا والآب متطابقان"، بل "أنا والآب واحد"، إنها وحدة حب وعمل كما هي وحدة جوهر، لهذا فهي وحدة فريدة لا يمكن لخليقة ما أن تبلغها، وإنما هي المثل الأعلى للوحدة التي يشتهيها من يلتصق بالله، ويتحد معه.
جاء الحديث عن هذه الوحدة مرتبط بالحديث عن رعاية الابن والآب للمؤمن حيث لا يقدر أحد أن يخطفه من يد الابن أو الآب. كأن أساس الرعاية الإلهية هي وحدة الحب الفريد بين أقنومي الآب والابن، وغاية هذهالرعاية أن يحمل المؤمنين أيقونة الوحدة.
* يقول المسيح نفسه: "أنا والآب واحد" [30]. يقول "واحد" حيث لا يوجد انفصال في السلطان وفي الطبيعة. لكن مرة ثانية يقول: "نحن" لكي ندرك الآب والابن، إذ نؤمن أن الآب الكامل يلد الابن الكامل؛ والآب والابن هما واحد دون خلط في الأقانيم بل في وحدة الطبيعة[1144].
القديس أمبروسيوس
* يلزم أن يتقدم الإيمان الفهم، فيكون الفهم مكافأة على الإيمان...[1145]
* إنه قال، وقال بالحق: "أنا وأبي واحد". ماذا يعني "واحد"؟ نحن طبيعة واحدة، جوهر واحد[1146].
القديس أغسطينوس
* "أنا والآب واحد" [30]، وبعد ذلك يضيف: "أنا في الآب، والآب فيَّ" (يو 14: 30)، لكي يوضح وحده الألوهية من ناحية، ووحدة الجوهر من الناحية الأخرى. إذن هما واحد، ولكن ليس مثل الشيء الواحد الذي ينقسم إلى جزئين، كما أنهما ليسامثل الواحد الذي يسمى باسمين، فمرة يُدعى الآب، ومرة أخرى يُدعى هو نفسه ابنه الذاتي... لكن هما اثنان، لأن الآب هو الآب، ولا يكون ابنًا، والابن هو ابن ولا يكون أبًا.
لكن الطبيعة هي واحدة، لأن المولود لايكون غير متشابه لوالده، لأنه صورته، وكل ما هو للآب هو للابن (يو16: 15). ولهذا فالابن ليس إلهًا آخر، لأنه لم ينشأ من خارج، وإلا فسيكون هناك آلهة كثيرون...
كلاهما واحد في الذات، وواحد في خصوصية الطبيعة، وفي وحدة الألوهية كما سبق أن قلنا حيث أن الشعاع هو النور وليس ثانيًا بعد الشمس ولا نور آخر، ولا هو ناتج من المشاركة مع النور، بل هو مولود كلي وذاتي من النور، ومثل هذا المولود هو بالضرورة نور واحد، ولا يستطيع أحد أن يقول أنه يوجد نوران. فبالرغم من أن الشمس والشعاع هما اثنان ألا أن نور الشمس الذي ينير بشعاعه كل الأشياء، هو واحد[1147].
القديس أثناسيوس الرسولي
* إلى هنا كان يمكن لليهود أنيحتملوه، وأما وقد سمعوا: "أنا والآب واحد" فلم يستطيعوا بعد أن يحتملوا... ها أنتم ترون أن اليهود فهموا ما لا يفهمه الأريوسيون. فقد غضبوا على هذا، وشعروا ما كان يمكن القول: "أنا وأبي واحد" إلاَّ إذا وجدت مساواة بين الآب والابن[1148].
* إذ جاءت كلمة الله إلى البشر لكي يصيروا آلهة، فماذا يكون كلمة الله نفسه الذي عند الله إلاَّ أن يكون هو الله؟
إن كان بكلمة الله يصير البشر آلهة، إن كان بالشركة معه يصيرون آلهة، فهل يمكن لذاك الذي به ينالون الشركة ألا يكون هو الله؟
إن كانت الأنوار التي تُضاء هي آلهة، فهل النور الذي يضيء لا يكون هو الله؟
أنتم اقتربتم من النور فاستنرتم وحسبتم أبناء الله، فإن انسحبتم من النور تسقطون في غموض وتُحسبون أنكم في ظلمة، أما ذاك النور فلا يقترب (ليستنير) لأنه لا ينسحب من ذاته[1149].
* يمكننا أحيانًا أن نقول: نحن في الله والله فينا، لكن هل يمكننا القول: "نحن والآب واحد"؟ أنتم في الله، لأن الله يحتويكم، والله فيكم لأنكم صرتم هيكل الله... لكنكم هل تقدرون أن تقولوا: "من يراني يرى الله" كما قال الابن الوحيد (يو 14: 9)... "أنا والآب واحد"؟ تعرفوا على امتياز الرب الفائق، وعلى المنحة التي للخادم. امتياز الرب هو مساواة للآب، ومنحة الخادم هي الشركة مع المخلص[1150].
________________
تفسير يوحنا 17 👇
ولست أسأل من أجل هؤلاء فقط،
بل أيضًا من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم". [20]
إنه يطلب من أجل الذين يؤمنون به خلال كرازة تلاميذه ورسله. تمتد هذه الصلاة عبر كل الأجيال، وتحمل كل نفس لكي تتمتع بطلبة السيد المسيح الكفارية من أجلها، فتصير محفوظة في الدم الكريم، مقدسة ومتمتعة بالوحدة مع بقية الأعضاء.
تمتد صلاته الوداعية لتشمل البشرية المستعدة لقبول الخلاص عبر كل الأجيال حتى انقضاء الدهر. فهو يشفع بدمه عن كل من يقبل عمله الفدائي، لكي يصير الكل واحدًا. يتمتعون بالوحدة الحقيقية والحكمة السماوية الطاهرة والمجد الذي من عند الآب.
لماذا يحد هذه الطلبة على الذين يقبلونه سواء في الحاضر أو المستقبل بينما نلتزم نحن بالصلاة من أجل جميع البشر؟ قلنا إنه يريد أن الكل يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون، لكنه لا يُلزم أحدًا على الخلاص أو قبول معرفة الحق. وإذ هو عالم بمن يرفضه لا يصلي ضدهم، لكنه لا يشفع فيهم كفاريًا ماداموا مصرين على رفض الخلاص، لئلا تُحسب شفاعته إلزامًا عليهم بقبول الإيمان أو تكون بلا نفع، حاشا لله! أما بالنسبة لنا فإننا لا نعرف من الذي يقبل الإيمان ويثبت فيه، ومن الذي يرفضه تمامًا أو ينكره فيما بعد، لذا لاق بنا أن نصلي عن الجميع.
إنه يصلي عن الضعفاء في الإيمان لكي يتمتعوا بالقوة والثبات فيه. ويصلي من أجل القادمين في الإيمان فيما بعد.
* قال السيد المسيح من قبل عن تلاميذه: "ولأجلهم أقدس أنا ذاتي"[19]، ولئلا يظن أحد أنه إنما يعمل هذا العمل من أجل رسله فقط قال هنا:"ولستأسأل من أجل هؤلاء فقط،بل أيضًا من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم".وبهذا أراح أنفس رسله، إذ أراهم أن كثيرين سيكونون تلاميذ لهم، وعزاهم أيضًا، إذ أوضح لهم أنهم يصيرون سبب خلاص لكثيرين.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* إذ كرز الرسل بكلمة الإيمان هذه بصورة رئيسية وفي البداية، هؤلاء الذين التصقوا به لذلك دُعيت "كلامهم" [20]. على أي الأحوال، ليس بسبب هذا توقفت عن أن تكون "كلمة الله" لأنها دعيت "كلمتهم"، إذ يقول الرسول أن أهل تسالونيكي قبلوا منه "ككلمة أناس، بل كما هي بالحقيقة ككلمة الله" (1 تس 2: 13). "كلمة الله" لأنها أُعطيت بواسطة الله مجانًا. لكنها دعيت "كلمتهم" لأنها عُهدت إليهم بصفة رئيسية وفي البداية لكي يُكرز بها[1744].
القديس أغسطينوس
"ليكون الجميع واحدًا،
كما أنك أنت أيها الآب فيّ، وأنا فيك،
ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا،
ليؤمن العالم أنك أرسلتني". [21]
بعد أن سأل من أجل حفظهم من الشرير وقداستهم، سأل من أجل وحدة الكنيسة كلها، هذه التي لن تقوم إلا على طرد الشر مسبب الخصومة والانقسام والتمتع بالحياة المقدسة واهبة الحب والوحدة. تقوم الوحدة على عمل الله في حياة الخدام (الرسل والتلاميذ والكهنة)، كما تقوم على عمله في كل المؤمنين على مستوى الشعب.
يكرر السيد المسيح تعبير "ليكونوا" سبع مرات [11 ،19، 21(مرتان)، 22، 23 ،24]. أربع مرات من السبع مرات يطلب أن يكون أتباعه واحدًا. هكذا كان رب المجد يسوع مهتمًا على وجه الخصوص بالوحدة.
شغل موضوع الوحدة قلب السيد المسيح، فقد سبق أن طلب لأجلها[13]، وها هو يطلبها من الآب كما في لجاجةٍ. يود أن تتشبه الكنيسة في علاقتها الداخلية بالعلاقة بين الآب والابن، الأمر الذي يكرره السيد في صلاته. سرّ الوحدة في الكنيسة التصاقها بالثالوث القدوس الذي يحمل وحدة فريدة في ذات الجوهر، واتساع قلب المؤمنين بالحب ليجد كل أحدٍ موضعًا فيه.
يصير الكل واحدًا، جسدًا واحدًا بقلبٍ واحدٍ وفكرٍ واحدٍ ورجاءٍ واحدٍ في التمتع بالوعود الإلهية.
لقد تحققت هذه الصلاة في الكنيسة الأولى حيث كان الرعاة وأيضًا الشعب بإيمانٍ واحدٍ وقلبٍ واحدٍ مع اختلاف الثقافات بين الأمم. كل يعبِّر عن إيمانه بثقافته اللائقة به. كما اجتمع المؤمنون الذين من أصل يهودي مع الذين من أصل أممي في جسدٍ واحدٍ (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). ولنا ملء اليقين أن صلاته الوداعية أيضًا ستتحقق حين تجتمع الكنيسة في العالم حول الإيمان الواحد وبروح واحد وغاية واحدة: الالتقاء بالسيد المسيح أبديًا، يحملون روح التبني للآب الواحد.
* "ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا"؟ أي ليكونوا واحدًا في إيمانهم بنا.
* ماذا يعني "فينا"؟ في الإيمان بنا. فإنه إذ لا يوجد ما يؤذي كل البشر مثل الانقسام، يشترط أن يكونوا واحدًا... فإن كل الذين يؤمنون خلال الرسل هم واحد، وإن كان البعض منهم قد انشقوا[1745].
القديس يوحنا الذهبي الفم
* يلزمنا أن نتحقق ما عليه اللَّه (الآب)، وما سيكون عليه المخلص نهائيًا، وكيف قد وُعد القديسون بأن ينالوا التشبه بالآب والابن، إنهما واحد في ذاتهما، فسنصير واحدًا فيهما[1746].
* يلزم أن يُطبع الحق في الذهن في أكثر تفصيل، إننا لسنا واحدًا في الآب والابن بالطبيعة بل بالنعمة. لأن جوهر النفس البشرية وجوهر اللَّه ليسا واحدًا كما يزعم أتباع ماني[1747].
* يوحنا الإنجيلي الذي شرب الكلمة من صدر المسيح يقول: "بهذا نعرف أننا نثبت فيه وهو فينا، أنه قد أعطانا من روحه... من اعترف أن يسوع هو ابن اللَّه فاللَّه يثبت فيه وهو في اللَّه" (1 يو 13:4-15). إن آمنتم بالمسيح، كما آمن الرسل، تصيرون جسدًا واحدًا معهم في المسيح. أما إذا كنتم في تسرع تدعون أن لكم الإيمان والأعمال مثلهم بينما ليس لكم ذات إيمانهم وأعمالهم فلن تستطيعوا أن تنالوا نفس المركز[1748].
* "أما تعلمون أنكم هيكل للروح القدس" (1 كو 16:3؛ 19:6)؟ يقول: "هيكل" وليس "هياكل" ليظهر أن اللَّه يسكن في الكل بطريقة متشابهة... دعوا الكنيسة كما تريدون: العروس، الأخت، الأم، فإن اجتماعها واحد فقط، لا يعوزها الزوج أو الأخ أو الابن. إيمانها واحد، ولا تتدنس بالتعاليم المتغيرة، ولا تنقسم بالبدع. تبقى عذراء حيثما ذهب الحمل تتبعه؛ وهي وحدها تعرف أغنية المسيح[1749].
القديس جيروم
* إنهم (الثالوث) فينا ونحن فيهم، بكونهم هم واحد في طبيعتهم، ونحن واحد في طبيعتنا. إنهم فينا بكونهم الله في هيكله، ونحن فيهم كخليقة في الخالق[1750].
* "ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا" [21]. أضاف "فينا" لكي نعرف أن صيرورتنا واحدًا في الحب الذي بالإيمان غير المتغير يُنسب لنعمة الله وليس لأنفسنا، ولكن إذ يقول الرسول: "أنتم الذين كنتم قبلًا في ظلمة الآن نور"، فلكي لا ينسب أحد هذا الفعل لنفسه يقول: "في الرب" (أف 5: 8)[1751].
القديس أغسطينوس
* من الأوفق هنا أن أذكر كلمات الإنجيل: "ليكون الجميع واحدًا كما أنت أيها الآب فيَّ وأنا فيك، ليكونوا هم أيضًا واحدًا فينا، ليؤمن العالم أنك أرسلتني" (يو 21:17). العظمة والمجد لرابطة هذه الوحدة! الروح القدس هو هذا المجد والعظمة، ولا يمكن أن ينكره أي شخص يفحص بدقة كلام السيد المسيح وهو يقول: "وأنا أعطيتهم المجد الذي أعطيتني" (يو 22:17). في الحقيقة أعطى السيد المسيح هذا المجد لتلاميذه عندما قال لهم: "اقبلوا الروح القدس" (يو 22:20).
لقد استقبل كلمة اللّه هذا المجد الذي كان عنده قبل تأسيس العالم، عندما ألبس نفسه الطبيعة البشرية. لذلك تمجدت الطبيعة البشرية بالروح القدس، ونتج عن تلك العلاقة توزيع مجد الروح القدس على كل واحد يتحد بالمسيح، ابتداء من التلاميذ. وهكذا يقول المسيح: "وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني، ليكونوا واحدًا كما أننا نحن واحد. أنا فيهم وأنت فيّ، ليكونوا مُكملين إلى واحد، وليعلم العالم أنك أرسلتني وأحببتهم كما أحببتني" (يو 22:17، 23).
فالذي ينمو بسرعة من مرحلة الشباب إلى مرحلة الرجولة الكاملة يصل إلى مستوى هذا العصر الروحي (أف 13:4)، حتى لو كان مولودًا من عبد وإحدى السراري، فإنه يحصل على الاستحقاق الملكي ومجد الروح القدس بالانفصال والنقاء.
هذه هي الحمامة الكاملة التي يبحث عنها العريس عندما يقول: "واحدة هي حمامتي كاملتي الوحيدة لأمها هي عقيلة والدتها هي"[1752].
القديس غريغوريوس النيسي
"وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني،
ليكونوا واحدًا كما أننا نحن واحد". [22]
ربما يشير هنا إلى المجد الذي يناله الكلمة المتجسد بصنع العجائب وجذبٍ النفوس التائهة إلى خلاصها، فإنه يهب تلاميذه هذه الإمكانية في اسمه القدوس، إذ لم يخجل السيد المسيح من دعوة المؤمنين اخوة له (عب 2: 11). فإنهم نالوا التبني للآب، وصار لهم هذا المجد، مجد البنوة، لكن ليس بالطبيعة كالسيد المسيح، إنما بالنعمة. المجد هو عطية إلهية: "الرب يعطي رحمة ومجدًا" (مز 84: 11).
خلال آلام الصليب يحملنا السيد إلى مجده: "لأنه لاق بذاك الذي من أجله الكل وبه الكل وهو آتٍ بأبناء كثيرين إلى المجد أن يكمل رئيس خلاصهم بالآلام" (عب 2: 10). إذ ترتفع قلوبنا نرى المجد الذي قيل عنه إن الملائكة يغطون وجوههم أمامه (يو 12: 41)، هذا المجد المشرق على أورشليم العليا، إذ الحمل هو نور أورشليم الجديدة (رؤ 21: 23).
لا يعرف العالم الله معرفة خبرة الحياة والاتحاد معه، أما المؤمنون فيعرفونه بكونه أباهم الذي يتحدون معه، ويلمسون حبه المستمر، فيقدمون ذبائح شكر لا تنقطع.
يؤكد السيد المسيح أن الوحدة التي يتمتع بها المؤمنون مصدرها هو قبوله كابن الإنسان المجد من أبيه ليهبه لمؤمنيه. وكأن ثبوتنا في المسيح الواحد وتمتعنا بعطية المجد هو طريق الوحدة الأصيلة. الوحدة الكنسية الصادقة، الصادرة كنعًمة إلهية، هي شهادة حيَّة ليسوع أنه المسيا الحقيقي، وعن حب الله الفائق للبشرية.
هكذا يركز السيد المسيح على الوحدة كأمرٍ أساسي وجوهري، وهي ليست بالوحدة الظاهرية كتجمع القيادات الكنسية معًا، لكنها وحدة عمل الروح القدس الذي يضم الكل بالروح بالقوة الإلهية لغاية مقدسة كاملة وليس على مستوى سياسات كنسية. مركز هذه الوحدة أن يصير الكل واحدًا في الآب والابن كما هما واحد. فمن يقبل السيد المسيح "الطريق" يسير به إلى حضن الآب متحدًا معه، كما يسير به إلى قلوب المؤمنين ليختبر وحدة الإخوة.
لما كان الروح القدس هو روح الآب وروح الابن، لذا يرى البعض أنه روح الوحدة ، هو واهب عطية الوحدة، إذ يجمع الكل معًا ليعمل الكل في الكل (1 كو 12: 4).
* "المجد الذي أعطيتني أعطيتهم"، لكي بالآيات وبالعقائد يلزمهم أن يكونوا نفسًا واحدة. فإن هذا هو المجد أن يكونوا واحدًا، وهذا أعظم حتى عن الآيات. فكما أننا نعجب من الله حيث لا يوجد في طبيعته صراع أو خلاف، وهذا هو مجده العظيم، هكذا يقول أيضًا ليت هذه الأمور تكون علة للمجد. قد يسأل أحد: كيف يسأل الأب أن يعطيهم هذه بينما يقول أنه هو نفسه يعطيهم إياها؟ سواء كانت عظته خاصة بالعجائب أو الانسجام بينهم أو السلام، فإنه هو يهبهم هذه الأمور، بينما يقدم هذه الطلبة لكي يهبهم راحة (أنه يطلب من الآب عنهم)[1753].
القديس يوحنا الذهبي الفم
* إنه يسوع الذي صلى: "ليكونوا واحدًا فينا، كما أنا وأنت واحد أيها الآب" (راجع يو 17: 21، 22). لأنه عندما يكون الله الذي هو واحد في كل واحدٍ، فإنه يجعل الكل واحدًا، ويضيع العدد في حلول الوحدة[1754].
القديس باسيليوس
* ماذا كان هذا المجد إلا الخلودالذي تتقبله الطبيعة البشرية فيه؟
فإنه لم يتقبله هو وحده، ولكن كطريقته المعتادة بتدبيره المسبق الثابت يشير إلى المستقبل في صيغة الماضي، فإنه إذ هو الآن في موضع مجده، أي قيامته بالآب، يقيمنا هو نفسه إلى ذات المجد في النهاية.
ما يقوله هنا مشابه لقوله في موضع آخر: "كما أن الآب يقيم من الأموات ويحييهم، هكذا الابن يحيي من يشاء"...
"ما يفعله الآب" ليس بطريقة ما بينما "ما يفعله الابن" بطريقة أخرى، بل "بنفس الطريقة" (راجع يو 5: 21، 19). بهذا قام المسيح بذاته. لهذا قال: "انقضوا هذا الهيكل، وفي ثلاثة أيام أقيمه" (يو 2: 19). بهذا فإن مجد الخلود الذي قال إنه أخذه من الآب يُفهم أنه قد وهبه هو أيضًا لنفسه، وإن لم يكن قد قال هذا[1755].
القديس أغسطينوس
* يطرد الحب الخوف كما يقول الرسول: "لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى الخارج، لأن الخوف له عذاب، وأما من خاف فلم يكتمل في المحبة" (1 يو 18:4). لكن إذا تغير الخوف إلى حب، يتم ذلك الاتحاد، نتيجة للخلاص. لأن الجميع يتحدون مع هذا الخير الوحيد من خلال الكمال الذي يرمز إليه بالحمامة: "واحدة هي حمامتي كاملتي الوحيدة لأمها. هي عقيلة والدتها هي" (نش 9:6).
يشرح السيد المسيح هذه الفكرة في الإنجيل بوضوح أكثر. عندما منح التلاميذ كل القوة من خلال بركته، أعطى أيضًا بركات لقديسيه بواسطة صلاته للآب. وأضاف تاج هذه البركات حيث قيل: "وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحدًا كما أننا نحن واحد" (يو 22:17). أي يجب ألا يختلفوا على الخير، بل يتحدوا في رأيٍ واحدٍ من خلال وحدة الروح القدس. وكما يقول الرسول بولس: "مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برابطة السلام، فإنما يوجد جسد واحد وروح واحد" (أف 3:4)[1756].
القديس غريغوريوس النيسي
"أنا فيهم، وأنت في،ّ
ليكونوا مكملين إلى واحد،
وليعلم العالم أنك أرسلتني،
وأحببتهم كما أحببتني". [23]
* هل بالحق يمكن أن يُحب البشر بواسطة اللَّه (الآب) بذات الحب الذي للابن، هذا الذي به يُسر الآب (مت17:3)؟ إنه موضع سرور الآب في ذاته، ونحن موضع سروره بالابن. نحن الذين يرى اللَّه فيهم أنهم على مثاله، خلال بنوتنا نُدعى للتبني.
الحب السرمدي لطبيعة اللَّه شيء، الحب الذي بالنعمة شيء آخر... الابن يحبه الآب حسب كمال الحب الثابت سرمديًا، أما بالنسبة لنا فالنمو في النعمة يؤهلنا لحب اللَّه[1757].
القديس أمبروسيوس
* كيف يعطيهم المجد؟ بأن يكون فيهم، هو ومعه الآب، لكي يلتحموا معًا... إنه يظهر أن السلام له قوة أعظم في جذب البشر عن صنع المعجزة، فكما أن طبيعة الصراع تسبب شقاقًا، هكذا طبيعة السلام تهب التحامًا معًا[1758].
* أوضح السيد المسيح هنا أنه ليس وحده يحب تلاميذه، لكن أباه أيضًا يحبهم.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* "أنا فيهم، وأنت فيّ" [23]،بمعنى إني في أولئك الذين أرسلتني إليهم، وأنت فيَّ أنا المُصالح العالم معك خلالي[1759].
القديس أغسطينوس
* الآب يحبنا في الابن، لأن فيه اختارنا قبل تأسيس العالم (أف 1: 4). لأن من يحب الابن الوحيد بالتأكيد يحب أعضاءه خلال عمله، إنه طعَّمنا فيه بالتبني، لكننا لسنا بهذا معادلين الابن الوحيد الذي به خُلقنا وأُعيدت خلقتنا، إذ يُقال: "لقد أحببتهم كما أحببتني". فإن الشخص لا يكون دائمًا مساويًا للآخر حين يُقال: "كما هذا هكذا الآخر"...
إنه يحب الابن من جهة لاهوته، إذ ولده مساويًا لنفسه. يحبه أيضًا بكونه جسدًا لأن الابن الوحيد صار إنسانًا، وبكونه الكلمة فإن جسد الكلمة هو عزيز عليه. أما بالنسبة لنا فبكوننا أعضاء في ذاك الذي يحبه، ولكي ما نصير هكذا. لقد أحبنا لهذا السبب قبل أن يخلقنا[1760].
_____________________
ثالثا الفرق بين الاتحاد والحلول 👇
الحلول " :
معناه في الاصطلاح العام : أن يحل أحد الشيئين في الآخر
الحلول من قبيل حلول اللاهوت - أي : الإله الخالق - بالناسوت - أي : المخلوق - مع وجود التباين ، بمعنى : أنه ليس متحدّاً بمن حلَّ فيه ، بل هو في كل مكان مع الانفصال ، فهو إثبات لوجودين .
__________________
ثانيا الاتحاد
الاتحاد " :
معناه : كون الشيئين شيئاً واحداً .
الاتحاد : امتزاج الشيئين ، واختلاطهما حتى يصيرا شيئاً واحداً
___________
الخلاصه
الفرق بين الحلول والاتحاد " :
الفرق بينهما يتلخص فيما يلي :
1. أن الحلول إثبات لوجودين ، بخلاف الاتحاد فهو إثبات لوجود واحد .
2. أن الحلول يقبل الانفصال ، أما الاتحاد فلا يقبل الانفصال
_______________________
تم الرد على الشبهه
#قد_اكمل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق