المقدمة
علم
الفلسفة
لا
يقتصر
فقط
على
مجرد
قول
بعض
الجمل
المنطقية
او
العميقة
بل
هو
علم
له
فروع
وكان
الهدف
الرئيسي
منه
هو
السؤال
عن
كيف
نشاء
العالم
وطبيعة
الخلق
وايضا
الخالق
و
كان
يصل
الامر
الي
نقد
النصوص
الدينية
مثل
نقد
افلاطون
للملاحم
الهوميرية
ورفض
وضع
بعض
تعاليم
الشاعر
هوميروس
مؤلف
الالياذة
والاوديسة
ورفض
ان
تكون
في
مدينته
الفاضلة
وكذلك
ارسطو
الذي
كان
رائد
في
التحليل
والمنطق
وانتقد
فكرة
الخلق
وقال
بازلية
العالم
وليس
فقط
في
اليونان
القديمة
بل
كان
ايضا
في
مصر
القديمة
كان
هناك
فلاسفة
وايضا
في
المسيحية
فكان
اباء
الاسكندرية
فلاسفة
من
الطراز
الرفيع
وكان
العلامة
اوريجانوس
زميل
افلوطين
( رائد
المدرسة
الافلاطونية
الحديثة)
في
الدراسة
وايضا
هناك
من
التاريخ
الكنسي
من
ليسوا
مشهورين
امثال
جون فيلوبونوس الفيلسوف السكندري في القرن الخامس الذي كان يرد على نقد ارسطو وهناك الكثير في التاريخ المسيحي وتاريخ العالم القديم من المصريين او بلاد فارس او الشام والاغريق الذين حملوا راية الفلسفة
وكان ايضا لليهود حظ في الفلسفة ولدينا كتاب من احد هؤلاء الفلسفة اليهود المعروف باسم موسى بن ميمون وكان من فلاسفة القرن الثاني عشر وكتب كتاب عنوانه المقدمات الخمس والعشرون في اثبات وجود الله و وحدانيته وتنزيه من ان يكون جسما او قوة في جسم من دلالة الحائرين
ملحوظة مهمة : شرح تلك المقدمات الفيلسوف بن محمد التبريزي في القرن الثالث عشر الميلادي
وليس له شمس الدين التبريزي الذي كان المعلم لجلال الدين الرومي هذا شاعر والاخر فيلسوف
_____________________________________
ما
معنى
ان
الله
واحد
؟
في
البداية
ينظر
للواحد
على
انه
رقم
عدد
اي
حين
نقول
واحد
يخطر
في
اذهاننا
ان
يكون
الواحد
محصور
في
رقم
فقط
يزاد
عليه
وينقص
منه
مثال
على
ذلك
قولنا
١
+ ١
= ١
أو
١
- ١
= صفر
ولكن
في
المفهوم
الفلسفي
الواحد
لا
يقتصر
فقط
على
ان
يكون
رقم
بل
له
معنى
كثيرة
يذكر
الفيلسوف
موسى
بن
ميمون
في
الصفحة
رقم
29 تعريف
الواحد
كالآتي
بيان
أنه
تعالى
واحد
. واعلم
أن
لفظة
الواحد
لها
معان
كثيرة
،
إلا
أنا
تريد
منها
في
هذا
الموضع
ثلاثة
فالأول:
أنه
تعالى
واحد
بمعنى
أن
ذاته
غير
قابلة
للقسمة
إذ
ليس
له
أجزاء
تجتمع
فتتقوم
بها
ذاته
؛
لا
أجزاء
كمية
،
ولا
أجزاء
معنوية
،
سواء
كانت
كالمادة
والصورة
،
أو
كالجنس
والفصل
،
و
بالجملة
على
وجه
يكون
أجزاء
القول
الشارح
لمعنى
اسمه
،
يدل
كل
واحد
منها
على
شيء
هو
في
الوجود
غير
الآخر
،
والثاني:
أنه
تعالى
واحد
في
نوعه
أي
ليست
حقيقته
حاصلة
لغيره
،
والثالث:
أنه
تعالى
واحد
في
وجوب
الوجود
أي
ليس
في
الوجود
موجود
آخر
غيره
،
يكون
واجبا
لذاته
،
بل
ليس
ولا
يمكن
أن
يكون
موجود
آخر
في
رتبة
وجوده
،
وهي
رتبة
الواجبية
،
فالواجب
لذاته
هو
لاغير
اذا
تعريف
ان
الله
واحد
عند
الفيلسوف
موسى
بن
ميمون
يختصر
في
( ان
الله
لا
ينقسم
اي
ليس
مكون
من
اجزاء
كمية
او
معنوية
،
الله
متفرد
بطبيعته
لا
يوجد
شبيه
له
،
الله
هو
الوحيد
الواجب
الوجود
)
ومن
هنا
نستفيد
ان
الرد
على
مسألة
كيف
يكون
الله
واحد
في
ثالوث
او
كيف
١
+ ١
+ ١
= ١
هو
ان
المتكلم
بمثل
هذه
المسئلة
يحصر
المعنى
الواحد
فقط
في
رقم
ولكن
في
الفلسفة
الواحد
له
اكثر
من
معنى
غير
عملية
الجمع
البدائية
التي
يطرحها
الحائرين
_______________________________________
لماذا
الله
ليس
له
جسد
في
التاريخ
القديم
نجد
ان
وصف
الالهة
مشابه
جدا
لوصف
الكائن
البشري
ان
لها
جسدًا
وتحارب
وتموت
وتاكل
وتتناسل
الخ…
ولكن
كان
للفلاسفة
ايضا
نقد
لمثل
هكذا
صورة
امثال
الفيلسوف
بارمينيدس
فيلسوف
يونان
من
قبل
الميلاد
( بارمينيدس
515 - 440 ق
. م
) الذي
تتلخص
افكاره
في
ان
الوجود
واحد
وهو
أرفع
الموجودات
السماوية
والأرضية،
إنه
ليس
مركباً
على
هيئتنا
أو
مفكراً
مثل
تفكيرنا،
لا
متحركاً
بل
ثابتاً
يحرك
الكل
بعقله
( راجع
كتاب
تطور
الفكر
الفلسفي
- عبدلله
شمت
- ص
59 )
وايضا
الفلاسفة
المسيحيين
امثال
القديس
اثناسيوس
الذي
قال
: لا
يمكنهم
أن
ينسبوا
للآلهة
آراء
البشر
،
كما
لا
يستطع
أحد
أن
ينسب
للماء
خاصيات
النار
،
لان
النار
تحرق
بينها
طبيعة
الماء
بالعكس
باردة
( رسالة
الي
الوثنين
– الفصل
السادس
عشر
– الفقرة
الثالثة
)
وكان
على
نفس
المنوال
موسى
بن
ميمون
فنقراء
من
الصفحة
45
لو
كانت
الأجسام
غير
متناهية
فى
العدد
لكانت
غير
متناهية
في
المقدار
برهانه
أن
فساد
التالي
يدل
على
فساد
المقدم
. بيان
الشرطية
أن
كل
جسم
له
مقدار
ما
فاذا
زدنا
عليه
جسما
آخر
كان
مجموع
مقدارهما
أعظم
مما
كان
قبل
الزيادة
هنا
يرفض
موسى
بن
ميمون
فكرة
ان
يكون
لله
جسد
لانه
بكل
بساطة
لو
كان
الله
جسد
كان
سيكون
له
حد
ومقدار
والله
في
طبيعته
ليس
له
حد
او
مقدار
يزاد
عليه
او
ينقص
منه
وهذا
ما
اكده
الكتاب
المقدس
في
قوله
ان
الله
روح
(يو
4: 24)
وايضا
ان
الله
غير
محدود
(مز
139: 7)
وهكذا
الله
ليس
له
جسد
لان
الله
ليس
له
حد
او
مقدار
____________________________________
في
ان
الله
غير
متغير
يذكر
بن
ميمون
في
صفحة
رقم
48 اربع
مقولات
للتغير
:
في
مقولة
الجوهر
،
وهذا
التغير
الكائن
في
الجوهر
هو
الكون
والفساد.
ويوجد
في
مقولة
الكم،
وهو
النمو
والاضمحلال
. ويوجد
في
مقولة
الكيف،
وهو
الاستحالة
. ويوجد
فى
مقولة
الأين
،
وهو
حركة
النقلة
،
وهذا
التغير
في
الأين
يقال
له
الحركة
على
الخصوص
ولكن
بالنظر
لطبيعة
الله
لا
نجدها
تتغير
حتى
نقول
ان
جوهر
الله
متغير
او
متأثر
وهذا
ما
اكده
الرب
نفسه
بقوله
( لأَنِّي أَنَا الرَّبُّ لاَ أَتَغَيَّرُ (ملا
3: 6)
إِنَّهُ لاَ يَنْعَسُ وَلاَ يَنَامُ حَافِظُ إِسْرَائِيلَ." (مز
121: 4) الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ." (يع
1: 17)
ولكن
لو
كان
لله
جسد
و
محدود
يصبح
متغير
من
شئ
لشئ
اخر
__________________________________
طبيعة
الله
مختلفة
عن
طبيعة
المخلوقات
كان
القديس
اثناسيوس
قد
رد
مسبقا
في
رسالته
الي
الوثنين
على
فكرة
ان
الكون
هو
الخالق
او
طبيعة
الله
مثل
طبيعة
المخلوقات
واتبع
في
خطاه
ايضا
الفيلسوف
اليهودي
موسى
بن
ميمون
ويقول
العلامة
اثيناغوراس
الاثيني
190 م
: لأننا
نستخدم
لغة
تميز
بين
الله
والمادة
وطبيعتي
الاثنين.
لأننا
إذ
نعترف
بإله
وابنه
كلمة
الله
والروح
القدس
متحدان
في
الجوهر
- الآب
والابن
والروح
لأن
الابن
هو
عقل
الآب
وعقله
وحكمته
والروح
تدفق
،
كنور
من
نار
( ANF , Vol 2 . P , 315 )
نجد
في
الصفحة
رقم
85 من
الكتاب
يقول
:
اعلم
أن
كل
ماله
سبب
فانه
باعتبار
ذاته
ممكن
الوجود
والعدم
لأنه
إن
لم
يكن
ممكن
الوجود
أو
العدم
نظر
إلى
ذاته
فاما
أن
يكون
واجب
الوجود
لذاته
أو
ممتنع
الوجود
لذاته
لأنه
لا
واسطة
بين
الوجود
والعدم
فاذا
لم
يكن
قابلا
لما
كان
أحدهما
متعينا
إما
الوجود
أو
العدم،
فان
كان
الأول
فهو
واجب
الوجود
لذاته
،
وإن
كان
الثانى
فهو
ممتنع
الوجود
لذاته
تعريف
ممكن
الوجود
اي
انه
لم
يكن
موجودا
ثم
وجود
وفي
النهاية
يتجه
للعدم
مثل
الكون
،
الكون
لم
يكن
موجودا
ثم
وجود
وفي
النهاية
الكون
سينتهي
ولكن
طبيعة
الله
مختلفة
فالله
واجب
الوجود
: اي
ان
من
طبيعته
ان
يكون
موجود
غير
مخلوق
سرمدي
مثلما
قال
الرب
يسوع
عن
ذاته
( أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ (رؤ
1: 17)
او
عدم
: بمعنى
انه
غير
موجود
اصلا
وهذا
لا
ينطبق
على
الله
فهو
موجود
وسيكون
لنا
ملخص
لاحد
الكتب
في
هذا
الموضوع
____________________________________
طبيعة
الله
غير
مركبة
في
الحديث
عن
الثالوث
نجد
ان
الاباء
اجمعوا
على
ان
ولادة
الابن
من
الاب
ليست
اضافة
الي
جوهر
الله
او
قطع
من
جوهر
الله
يقول
كيرلس
الكبير : نحن
حقاً
نكون
آباء
لأولادنا
بالتدفق
والتجزئة.
المخلوق
الذي
يولد،
يقطع
ويكتسب
وجوداً
مستقلاً
يحفظه
على
الدوام.
لكننا
لا
نقول
عن
الابن
إنه
ولد
بهذه
الطريقة
من
الله
الآب
( ضد
الذين
يتصورون
ان
الله
هيئة
بشرية
– المقال
18 – ص
92 )
وهذا
ايضا
اكده
الفيلسوف
موسى
بن
ميمون
في
الصفحة
رقم
87 من
الكتاب
اعلم
أن
كل
ماهية
تكون
مركبة
من
جزأين
أو
أكثر
من
ذلك
فانه
يجب
أن
تكون
ممكنة
الوجود
والعدم
لذاتها
،
فلا
يكون
واجب
الوجود
لذاته
مركبا
أصلا
،
بل
يجب
أن
يكون
واحداً
بسيطا
منزهاً
عن
أنحاء
التركيب
ونعرف
معنى
المركب
هو
من
يتكون
من
طبيعيتين
مثال
السيد
المسيح
شخص
الرب
يسوع
من
طبيعة
ناسوتية
وطبيعة
الهية
مركب
من
طبيعتين
وليس
طبيعة
واحدة
بسيطة
مثلما
قال
يوطيخوس ان اللاهوت ابتلع الناسوت
ولكن في طبيعة جوهر الله لا يوجد تركيب بل طبيعة الثالوث واحد في الجوهر
يقول العلامة اوريجانوس : اوريجانوس
: ولما
كانت
هذه
الحكمة
مماثلة
لذاك
الذي
هو
وحده
ابن
بالطبيعة
،
فإنها
دعيت
ابناً
وحيداً ( المبادئ
- ص
89 )
اي
ان
طبيعة
الابن
والاب
وايضا
الروح
القدس
من
نفس
الجوهر
وليس
اقنوم
اكل
من
اقنوم
وهكذا
لا
يوجد
في
الله
تركيب
وكما
قال
موسى
بن
ميمون
الفيلسوف
تظل
الطبيعة
الالهية
بسيطة
_____________________________________
الخلاصة
نستطيع
القول
ان
طبيعة
الله
متفردة
وغير
محدود
غير
قابلة
للتغير
وغير
مركبة
ولا
تتجزاء
وغير
مخلوقة
ولا
تحصر
في
رقم
مثل
الرقم
واحد
يضاف
اليه
وينقص
منه
وللرب
المجد
الدائم
امين