انه لأساطير الأولين - الجزء الثاني - من الصادق اله القران ام قوم محمد والتاريخ

 



اريد ان ابدأ هذا المقال بالتأكيد الاتي من صاحبنا

 


 

 

يقول نعم كفار قريش بشكل عام لم يعرفوا القصص وهذه واحدة من ادلة نبوة رسول الإسلام وهذا الكلام هو لم يأتي به من عنده بل هو ناتج ما ذكرته النصوص القرانية والمراجع الإسلامية وهذا ما ذكرنا في المقال السابق

 

https://epshoi.blogspot.com/2022/08/blog-post_13.html

 

وسوف اقتبس منه الاستنتاج النهائي لنا بعد ما تم عرض الاقوال الإسلامية ( القران هو من انباء الغيب , لم يكن يعلم محمد به ولا حتى قومه , القران من المفترض انه اعظم من ناموس موسى , القران تنزيلي من الاله مباشرة , انزل الاله القران حرفي بالحرف والكلمة والقصص كلها من عند الاله )

 

اذا من المفترض ان نرى هذه الأمور على ارض الواقع لكل قول صحيح حجته وادلته الصحيح التي تدعمه

 

ونبدأ بالجزء الأول وهو عدم معرفة قوم محمد بهذه القصص

 

نذهب مرة أخرى ونرى لماذا كان القران يدافع ويقول ان هذه النصوص من انباء الغيب لماذا قال هذا ؟ ونحن نعلم ان لكل اية قرانية سبب نزول

 

والسبب بكل بساطة نجده في السطور الاتية من آيات القران

 

نقراء من سورة الفرقان الاتي وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5)

 

يقول الطبري في تفسيره : حدثنا أبو كريب, قال: ثنا يونس بن بكير, قال: ثنا محمد بن إسحاق, قال: ثنا شيخ من أهل مصر, قدم منذ بضع وأربعين سنة, عن عكرمة, عن ابن عباس, قال: كان النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ من شياطين قريش, وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينصب له العداوة, وكان قد قدم الحيرة, تعلَّم بها أحاديث ملوك فارس، وأحاديث رستم وأسفنديار, فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس مجلسا، فذكّر بالله وحدّث قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم، من نقمة الله خلفه في مجلسه إذا قام, ثم يقول: أنا والله يا معشر قُريش أحسن حديثا منه. فهلموا فأنا أحدثكم أحسن من حديثه، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم وأسفنديار, ثم يقول: ما محمد أحسن حديثا مني، قال: فأنـزل الله تبارك وتعالى في النضر ثماني آيات من القرآن, قوله: إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ وكل ما ذُكِر فيه الأساطير في القرآن

 

 ويقول السعدي في تفسيره : ومن جملة أقاويلهم فيه أن قالوا: هذا الذي جاء به محمد { أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا ْ} أي: هذا قصص الأولين وأساطيرهم التي تتلقاها الأفواه وينقلها كل أحد استنسخها محمد { فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ْ}

 

 

ويقول أيضا في سورة الانفال وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰذَا ۙ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31)

 

 

ويقول ابن كثير في تفسيره : يخبر تعالى عن كفر قريش وعتوهم وتمردهم وعنادهم ، ودعواهم الباطل عند سماع آياته حين تتلى عليهم أنهم يقولون : ( قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا ) وهذا منهم قول لا فعل ، وإلا فقد تحدوا غير ما مرة أن يأتوا بسورة من مثله فلا يجدون إلى ذلك سبيلا . وإنما هذا قول منهم يغرون به أنفسهم ومن اتبعهم على باطلهم

 

ويقول أيضا : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير قال : قتل النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر صبرا عقبة بن أبي معيط وطعيمة بن عدي ، والنضر بن الحارث . وكان المقداد أسر النضر ، فلما أمر بقتله ، قال المقداد : يا رسول الله ، أسيري . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنه كان يقول في كتاب الله - عز وجل - ما يقول . فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتله ، فقال المقداد : يا رسول الله ، أسيري . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اللهم أغن المقداد من فضلك . فقال المقداد : هذا الذي أردت . قال : وفيه أنزلت هذه الآية : ( وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين )

 

 

ويقول أيضا القران في سورة المطففين : إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13)

 

يقول الطبري : ( إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا ) يقول تعالى ذكره: إذا قُرئ عليه حججنا وأدلتنا التي بيَّنَاها في كتابنا الذي أنـزلناه إلى محمد صلى الله عليه وسلم ( قَالَ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ ) يقول: قال: هذا ما سطَّره الأوّلون فكتبوه، من الأحاديث والأخبار

 

يقول ابن كثير : وقوله ( إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين ) أي إذا سمع كلام الله من الرسول يكذب به ويظن به ظن السوء فيعتقد أنه مفتعل مجموع من كتب الأوائل كما قال تعالى ( وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ) النحل 24 وقال ( وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا ) الفرقان : 5

 

ويستشهد ابن كثير بنص قراني اخر وهو من سورة النحل

 

ونأخذ النص من هذه السورة وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۙ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24)

 

يقول الطبري : يقول تعالى ذكره: وإذا قيل لهؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة من المشركين ، ماذا أنـزل ربكم ، أيّ شيء أنـزل ربكم ، قالوا: الذي أنـزل ما سطَّره الأوّلون من قبلنا من الأباطيل. وكان ذلك كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله ( مَاذَا أَنـزلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ ) يقول: أحاديث الأوّلين وباطلهم ، قال ذلك قوم من مشركي العرب كانوا يقعدون بطريق من أتى نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، فإذا مرّ بهم أحد من المؤمنين ، يريد نبيّ الله صلى الله عليه وسلم، قالوا لهم: أساطير الأوّلين، يريد: أحاديث الأوّلين وباطلهم. حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ( أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ ) يقول: أحاديث الأوّلين

 

يقول البغوي : ( وإذا قيل لهم ) يعني : لهؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة ، وهم مشركو مكة الذين اقتسموا عقابها إذا سأل الحاج : ( ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين ) أحاديثهم وأباطيلهم

 

يقول السعدي : يقول تعالى -مخبرا عن شدة تكذيب المشركين بآيات الله: { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ ْ} أي: إذا سألوا عن القرآن والوحي الذي هو أكبر نعمة أنعم الله بها على العباد، فماذا قولكم به؟ وهل تشكرون هذه النعمة وتعترفون بها أم تكفرون وتعاندون؟فيكون جوابهم أقبح جواب وأسمجه، فيقولون عنه: إنه { أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ْ} أي: كذب اختلقه محمد على الله، وما هو إلا قصص الأولين التي يتناقلها الناس جيلا بعد جيل، منها الصدق ومنها الكذب، فقالوا هذه المقالة، ودعوا أتباعهم إليها

 

وغيرها التي تكرر انها معشر قريش كان يعلموا ان هذه القصص من اساطير الاولين وهذا كله يناقض ما اقره القران على نفسه وهو الاتي

 

( مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ ) وقولنا في المقال السابق

 

 

ويقول ابن كثير في تفسيره : يقول تعالى لنبيه [ ورسوله محمد ] صلى الله عليه وسلم . هذه القصة وأشباهها ( من أنباء الغيب ) يعني : من أخبار الغيوب السالفة نوحيها إليك على وجهها [ وجليتها ] ، كأنك شاهدها ، ( نوحيها إليك ) أي : نعلمك بها وحيا منا إليك ، ( ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا ) أي : لم يكن عندك ولا عند أحد من قومك علم بها ، حتى يقول من يكذبك : إنك تعلمتها منه ، بل أخبرك الله بها مطابقة لما كان عليه الأمر الصحيح ، كما تشهد به كتب الأنبياء قبلك

 

وهنا نرى المشكلة التاريخية وتزوير الحقيقة لأنه نجد ان القران نفسه يسجل لنا ردود الفعل ويؤكد ان اهل قريش كانوا يعرفوا تلك القصص وانها من اساطير الاولين وهذا يناقض ما جاء في القران أيضا ان هذه النصوص لم تكن معروفة مسبقا لمعشر محمد

 

 

ويذكر لنا الباري : فانطلقت به خديجة حتى أنت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا ابن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره رسول اللہ ﷺ خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذع، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك. فقال رسول اللہ ﷺ: «أومخرجي لهم؟» قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنضرك نصراً مؤثراً. ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي [1]

 

كان قريب زوجة محمد يعرف القصص لأنه كان نصراني وبتالي ستعرف خديجة وغيرها من يعرفوا ورقة سيعرفون تلك القصص

ثم يأتي القران ويقول ( ولا عند أحد من قومك علم بها ) ويلقي كل هذا في السلة ويرمي التاريخ أيضا في السلة

 

ولم تكن جزيرة العرب منعزلة عن العالم بل كان بها يهود ونصارى

 

يذكر لنا المؤرخ جواد علي : ولم تكن اليهودية ، الديانة السماوية الوحيدة التي وجدت لها سبيلا الى جزيرة العرب ، بل وجدت ديانة سماوية أخرى طريقاً لها الى العرب ، هـي الديانة النصرانية . وهي ديانة أحدث عهداً من الديانة الأولى ، لأنها قامت بعدها ، ونشأت على أسسها ومبادئها ، ولكنها كانت أوسع أفقاً وتفكيراً من الأولى . فبينما حبست اليهودية نفسها في بني اسرائيل ، وجعلت إلهها إله بني اسرائيل شعب الله المختار ، جعلت النصرانية ديانتها ديانة عالمية جاءت لجميع البشر . وبينما قيدت اليهودية أبناءها بقيود تكاد تضبط حركاتهم وسكناتهم ، وفرضت عليهم فروضاً ثقيلة ، نجد النصرانية أكثر تساهلا ً وتسامحا ، فلم تقيد أبناءها بقيود شديدة ، ولم تفرض عليهم أحكاما اشترطت عليهم وجوب تنفيذها . وقد قام رجال الدين النصارى منذ أول نشأتها بالتبشير بها ، وبنشرها بين الشعوب ، وبذلك تميزت عن اليهودية التي جمدت ، واقتصرت على بني إسرائيل [2]

 

ويؤكد انها كانت ديانة تبشيرية ( . وقد قام رجال الدين النصارى منذ أول نشأتها بالتبشير بها ، وبنشرها بين الشعوب )

 

فلم تكن الديانة جامدة في شبه الجزيرة وكانت تلك القصص معروفة بين النصارى العرب وأيضا اليهود ولو قولنا ان اليهودية جمدت فالنصرانية أساسها التبشير والانتشار

 

فنجد هنا الاتي تناقض القران مع نفسه ويكذب اهل القريش الذي هم بالفعل اكدوا انهم يعرفوا تلك القصص والخطأ التاريخي الذي سقط فيه القران

 

طبعا يأتي المسلم ويقول لا هذا كان من كذبهم وهو امي ولا يعرف القراءة كما ذكر المفسرين فوق

 

اذا من الصادق القران ام قريش والتاريخ


[1] فتح الباري – كتاب بدء الوحي

[2] المفصل – الجزء السادس – ص 582


انه لأساطير الأولين - الجزء الاول - ما الزم القران والمسلمين به انفسهم

 




حين نريد ان نتعرف على شيء نذهب له وندرسه ولو كان عاقلا نذهب له ونسأله ولو كان كتاب نذهب ونقراءه  وبما ان القران كتاب سنذهب ونرى ما قاله القران في سطوره

 

 

يقول اله القران لرسول الإسلام عن طبيعة هذا النص الاتي : تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ( سورة هود – 49 )

 

ويقول ابن كثير في تفسيره : يقول تعالى لنبيه [ ورسوله محمد ] صلى الله عليه وسلم . هذه القصة وأشباهها ( من أنباء الغيب ) يعني : من أخبار الغيوب السالفة نوحيها إليك على وجهها [ وجليتها ] ، كأنك شاهدها ، ( نوحيها إليك ) أي : نعلمك بها وحيا منا إليك ، ( ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا ) أي : لم يكن عندك ولا عند أحد من قومك علم بها ، حتى يقول من يكذبك : إنك تعلمتها منه ، بل أخبرك الله بها مطابقة لما كان عليه الأمر الصحيح ، كما تشهد به كتب الأنبياء قبلك

 

هنا نجد ثلاث أمور هامة قالها ابن كثير

 

1.      ان هذا النص هو وحي ومن انباء الغيب ويذكر لنا معجم المعاني في جملة انباء الغيب ( كل الأمور الغيبية التي تخفى على الإنسان ) من المفترض ان هذه الأمور حسب هذا النص لم تكن معروفة مسبقا لرسول الإسلام لذلك هي وحي وغيب

2.      يقول ابن كثير أيضا ( لم يكن عندك ولا عند أحد من قومك علم بها ) أي انه لم يكن يعلم حد لا الرسول ولا قومه بمثل هذه الأمور لأنها غيب أي ان ما جاء في نصوص القران هو غيب لم يعلم به قوم رسول الإسلام حتى

3.      ويقول أيضا (  حتى يقول من يكذبك : إنك تعلمتها منه ) هنا نجد ابن كثير يقول ان هناك من كان يقول لرسول الإسلام انك تنقل من شخص وهذا يذكرنا بما جاء في سورة النحل 103 ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ۗ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) في تقسيم النص القرآني نجد انه أولا هناك اتهام من قوم محمد بالاتي ( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ ) وهو يرد قائلا ( ۗ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَٰذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ ) فهو يقول لهم الذي تتكلمون عنه هو اعجمي وانا لساني عربي وهذا الموضوع سنتناوله فيما بعد

 

ولكن لدينا هنا تأكيد من القران في هذا النص ان الرسول انزل له غيب لم يعلمه قومه او حتى هو

 

 

يقول البغوي في تفسيره للنص : ( تلك من أنباء الغيب ) أخبار الغيب ، ( نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا ) من قبل نزول القرآن

 

وهنا يؤكد أيضا الامام البغوي ان ما في القران لم يكن معلوم مسبقا

 

ويقول السعدي : قال الله لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بعد ما قص عليه هذه القصة المبسوطة، التي لا يعلمها إلا من منَّ عليه برسالته. { تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا } فيقولوا: إنه كان يعلمها

 

ويؤكد أيضا هو نفس الفكرة انها لم تكن معلومة لقومه

 

ويقول القرطبي : قوله : تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين قوله تعالى : تلك من أنباء الغيب أي تلك الأنباء ، وفي موضع آخر " ذلك " أي ذلك النبأ والقصص من أنباء ما غاب عنك . نوحيها إليك أي لتقف عليها . ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا أي كانوا غير عارفين بأمر الطوفان ، والمجوس الآن ينكرونه . " من قبل هذا " خبر أي مجهولة عندك وعند قومك

 

 

ويؤكد أيضا ان قصة القران لم تكن معروفة مسبقا وهذه المرة يحدد قصة بقوله ( بأمر الطوفان )

 

 

يقول أيضا القران في نص اخر في سورة يوسف ( ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۖ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ (102)

 

 

ويقول الطبري : قال أبو جعفر: يقول تعالى ذكره: هذا الخبر الذي أخبرتك به من خبر يوسف ووالده يعقوب وإخوته وسائر ما في هذه السورة ، ( من أنباء الغيب ) ، يقول: من أخبار الغيب الذي لم تشاهده , ولم تعاينه، (31) ولكنا نوحيه إليك ونعرّفكه

 

ويقول البغوي : ( ذلك ) الذي ذكرت ( من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم ) أي : ما كنت يا محمد عند أولاد يعقوب ( إذ أجمعوا أمرهم ) أي : عزموا على إلقاء يوسف في الجب ( وهم يمكرون ) بيوسف

 

ويقول السعدي الاتي في تفسيره : لما قص الله هذه القصة على محمد صلى الله عليه وسلم قال الله له: { ذَلِكَ } الإنباء الذي أخبرناك به { مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ } الذي لولا إيحاؤنا إليك لما وصل إليك هذا الخبر الجليل، فإنك لم تكن حاضرا لديهم { إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ } أي: إخوة يوسف { وَهُمْ يَمْكُرُونَ } به حين تعاقدوا على التفريق بينه وبين أبيه، في حالة لا يطلع عليها إلا الله تعالى، ولا يمكن أحدا أن يصل إلى علمها، إلا بتعليم الله له إياها. كما قال تعالى لما قص قصة موسى وما جرى له، ذكر الحال التي لا سبيل للخلق إلى علمها إلا بوحيه { وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين } الآيات، فهذا أدل دليل على أن ما جاء به رسول الله حقا

 

ويقول ابن كثير : هذا وأمثاله يا محمد من أخبار الغيوب السابقة ، ( نوحيه إليك ) ونعلمك به لما فيه من العبرة لك والاتعاظ لمن خالفك ، ( وما كنت لديهم ) حاضرا عندهم ولا مشاهدا لهم ( إذ أجمعوا أمرهم ) أي : على إلقائه في الجب ، ( وهم يمكرون ) به ، ولكنا أعلمناك به وحيا إليك ، وإنزالا عليك

 

ومن المفترض هنا ان القصص القرآنية غيب وأيضا لم يكن يعلب بها احد من قومه ولم يكن محمد ليعرفها الا بالوحي

 

 

ويقول أيضا القران في سورة ال عمران : ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)

 

 

ويقول البغوي : قوله تعالى : ( ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ) يقول لمحمد صلى الله عليه وسلم ( ذلك ) الذي ذكرت من حديث زكريا ويحيى ومريم وعيسى ( من أنباء الغيب ) أي من أخبار الغيب ( نوحيه إليك ) رد الكناية إلى ذلك فلذلك ذكره

 

ويقول الطبري : ويعني ب " الغيب "، أنها من خفيّ أخبار القوم التي لم تطَّلع أنت، يا محمد، عليها ولا قومك، ولم يعلمها إلا قليلٌ من أحبار أهل الكتابين ورهبانهم. ثم أخبر تعالى ذكره نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم أنه أوحى ذلك إليه، حجةً على نبوته، وتحقيقًا لصدقه، وقطعًا منه به عذرَ منكري رسالته من كفار أهل الكتابين، الذين يعلمون أنّ محمدًا لم يصل إلى علم هذه الأنباء مع خفائها، ولم يدرك معرفتها مع خُمولها عند أهلها، إلا بإعلام الله ذلك إياه. إذ كان معلومًا عندهم أنّ محمدًا صلى الله عليه وسلم أميٌّ لا يكتب فيقرأ الكتب، فيصل إلى علم ذلك من قِبَل الكتب، ولا صاحبَ أهل الكتُب فيأخذ علمه من قِبَلهم

 

هنا الطبري ذكر ( ان تلك الاخبار لم يعلمها هو او قومه , وأيضا قال ان تلك الاخبار كان يعلم بها بعض احبار اهل الكتابين ورهبانهم بمعنى أوضح قال انها كانت معلومة , ان هذه القصص هي حجة نبوته , ولأنه لا يقرأ او يكتب اذا لم يستطيع ان يعرفها )

 

ويقول القرطبي : قوله تعالى : ذلك من أنباء الغيب أي الذي ذكرنا من حديث زكريا ويحيى ومريم عليهم السلام من أخبار الغيب . نوحيه إليك فيه دلالة على نبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث أخبر عن قصة زكريا ومريم ولم يكن قرأ الكتب ; وأخبر عن ذلك وصدقه أهل الكتاب بذلك

 

 

ويقول أيضا القران في سورة النحل وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ (3)

 

 

ويقول الطبري : يقول تعالى ذكره: وما ينطق محمد بهذا القرآن عن هواه ( إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى ) يقول: ما هذا القرآن إلا وحي من الله يوحيه إليه

 

 

فنجد ان القران يؤكد على نفسه الاتي ( انه وحي الهي , انه من انباء الغيب لم يعلمها محمد او قومه )

 

 

ويذكر لنا ابن إسحاق : والذي نفس ورقة بيده إنه ليأتيك الناموس الأكبر الذي كان يأتي عليه السلام، وإنك لنبي هذه الأمة، ولتؤذين، ولتكذبن، ولتقاتلن، موسی ولتنصرن ولئن أنا أدركت ذلك لأنصرنك نصرا يعلمه الله، ثم أدنى إليه رأسه فقبل يافوخه، ثم أنصرف رسول الله ﷺ إلى منزله وقد زاده الله عز وجل من قول ورقة ثباتًا، وخفف عنه بعض ما كان فيه من الهم. نا أحمد، نا يونس عن قرة بن خالد قال: حدثني أبو رجاء العطاردي قال: أول سورة نزلت على محمد ﷺ: ( أقرأ باسم ربك الذي خلقه ) [1]

 

اذا وحي رسول الإسلام واكبر من وحي موسى

 

 

والحق أنه ليس لجبريل في هذا القرآن سوى حكايته للرسول وإيحائه إليه ، وليس لرسول ﷺ في هذا القرآن سوى وعيه وحفظه ، ثم حكايته وتبليغه ، ثم بيـــــــانه و تفسيره ، ثم تطبيقه وتنفيذه . نقرأ في القرآن نفسه أنه ليس من إنشاء جبريل ولا محمد نحو « وإنك لتلقى القرآن من لدن حكيم عليم » . ونحو ( وإذ لم تأتهم بآية قالوا قولا اجتبيتها. قل إنما أتبع ما يوحى إلى من ربى» . ونحوه وإذا تتلى عليهم آياتنا يينات قال الذين لا يرجون لقاءنا أنت بقرآن غير لهذا أو بدله . قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلى إنى أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم ) . ونحو « ولو تقول علينا بعض الأقاويل ، لأخذنا منه باليمين . ثم لقطعنا منه الوتين . فما منكم من أحد عنه حاجزين » [2]

 

ويقول ابوشهبة : الذي نقطع به ، أن القرآن الكريم ، كلام الله سبحانه ، وهو الذي يدل عليه قوله تعالى ، وإن أحد من المشركين استجارك ، فأجره حتى يسمع كلام الله  ثم أبلغه مأمنه. وأن القرآن لفظه ومعناه من عند الله سبحانه ـ قال تعالى ، و تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم ، حم . تنزيل الكتاب من العزيز العليم. وقال ،  وبالحق أنزلناه ، وبالحق نزل [3]

 

نستخلص من كل هذ الاتي ( القران هو من انباء الغيب , لم يكن يعلم محمد به ولا حتى قومه , القران من المفترض انه اعظم من ناموس موسى , القران تنزيلي من الاله مباشرة , انزل الاله القران حرفي بالحرف والكلمة والقصص كلها من عند الاله )

 

وهذه المقدمة اود ان افتتح بها هذه السلسلة

 

ونراكم في المقالات التالية



[1] السيرة النبوية لابن إسحاق – غار حراء ونزول الوحي

[2] 4 – مناهل العرفان – 1

[3] المدخل لدراسة القران – ص 65