انه لأساطير الأولين - الجزء الثالث - حقا انه من اساطير الاولين ( فشل المدافع المسلم )

 




في الحقيقة انا أرى ان العنوان الصحيح لهذا المقال هو ( حين يسقط المدافع في مغالطة رجل القش ) لان حرفيا المدافع المسلم الذي رد علي لم يتطرق للسؤال الذي طرح بل ذهب للرد في جهة أخرى وهذا ما سوف نراه

 

المقال السابق : https://epshoi.blogspot.com/2022/08/blog-post_14.html

 

 

كان عنوان سؤال المقال السابق هو ( من الصادق اله القران ام قوم محمد والتاريخ ) وكان المقال قائم على ان القران قال ان القصص القرانية هي من انباء الغيب ولم يعلمها اقل قريش او قوم محمد ولكن نجد نفس القران يقول ان اهل قريش اعترضوا على ان طبيعة هذه القصص كانت معروفة لهم وهو لم يأتي الا بأساطير الاولين ولكنه كان يرد في اتجاه أخرى سوف نراه الان

 

 

اقتباس من كلامه

 


 

 

هنا نبدأ بالحديث عن رواية النضر بن الحارث الذي ذكرها الطبري والذي ذكرتها في المقال السابق وهي الاتي

 

( يقول الطبري في تفسيره : حدثنا أبو كريب, قال: ثنا يونس بن بكير, قال: ثنا محمد بن إسحاق, قال: ثنا شيخ من أهل مصر, قدم منذ بضع وأربعين سنة, عن عكرمة, عن ابن عباس, قال: كان النضر بن الحارث بن كلدة بن علقمة بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصيّ من شياطين قريش, وكان يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينصب له العداوة, وكان قد قدم الحيرة, تعلَّم بها أحاديث ملوك فارس، وأحاديث رستم وأسفنديار, فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس مجلسا، فذكّر بالله وحدّث قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم، من نقمة الله خلفه في مجلسه إذا قام, ثم يقول: أنا والله يا معشر قُريش أحسن حديثا منه. فهلموا فأنا أحدثكم أحسن من حديثه، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم وأسفنديار, ثم يقول: ما محمد أحسن حديثا مني، قال: فأنـزل الله تبارك وتعالى في النضر ثماني آيات من القرآن, قوله: إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ وكل ما ذُكِر فيه الأساطير في القرآن )

 

 

يقول المدافع المسلم ( و ضعفها الامام الالباني رحمه الله في ارواء الغليل الجزء الخامس : ((([(1214) - (حديث: " أنه صلى الله عليه وسلم قتل يوم بدر النضر بن الحارث , وعقبة بن أبى معيط صبرا ".] * ضعيف )

 

هذا ليس الهدف في الأصل من المقال لأني لا اهتم ان قتل ام لا ولم اتطرق له في تعليقي على التفسير بل كان التفسير لتأكيد على ان مفسري القران يقولوا ما أقوله انا لان الهدف الأساسي هي الاتي القرانية التي ذكرتها والتي تقول الاتي

 

( سورة الفرقان الاتي وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (5) سورة الانفال وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَٰذَا ۙ إِنْ هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31) سورة المطففين : إِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (13) سورة النحل وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ ۙ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) )

 

فكان الهدف هو هذه النصوص التي تقول ان اهل قريش قد اعترضوا قائلين اننا نعلم هذه القصص وانها اساطير الاولين وما جاء من تفاسير هو فقط لأظهر اني لا افسر من راسي بل اتي بأقوال مفسرين القران انفسهم

 

 

يقول أيضا المشكك ( ان الرواية لا تصرح بمعرفة النضر بن الحارث لقصص اهل الكتاب و لكنها تصرح بانه تعلم حديث ملوك الفرس و قصص افسنديار و غيرها و هذا لا علاقة له باليهودية و لا بالتلمود و لا بالمدراشات و لا بابوكريفا العهد القديم و لا بالعهد القديم  )

 

 

هنا هو يقول على لساني شيء لم أقوله عن النضر لأني لم اعلق قائلا ان النضر اخذ من كتب النصارى واليهود بل الذي تم تسجيله فيما بعد هو الاتي

 

اقتباس من مقالي ( ويقول السعدي في تفسيره : ومن جملة أقاويلهم فيه أن قالوا: هذا الذي جاء به محمد { أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا ْ} أي: هذا قصص الأولين وأساطيرهم التي تتلقاها الأفواه وينقلها كل أحد استنسخها محمد { فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ْ} )

 

اذا بعد قصة النضر اتيت بتفسير ولم اعلق على ان النضر اخذ من كتب اليهود والنصارى فهو يكتب علي شيء لم اصرح به

 

نقبس مرة أخرى من المدافع المسلم

 

 

( نقرا من تفسير الطبري رحمه الله : ((قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره لنبيه محمّد صلى الله عليه وسلم: هذه القصة التي أنبأتك بها من قصة نوح وخبره وخبر قومه ، (من أنباء الغيب) ، يقول: هي من أخبار الغيب التي لم تشهدها فتعلمها (23) ، (نوحيها إليك) ، يقول: نوحيها إليك نحن ، فنعرفكها ، (ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا) ، الوحي الذي نوحيه إليك، ، (فاصبر ) ، على القيام بأمر الله وتبليغ رسالته ، وما تلقى من مشركي قومك، كما صبر نوح ، (إن العاقبة للمتقين) ، يقول: إن الخير من عواقب الأمور لمن اتقى الله ، (24) فأدَّى فرائضه، واجتنب معاصيه ، فهم الفائزون بما يؤمِّلون من النعيم في الآخرة ، والظفر في الدنيا بالطلبة، كما كانت عاقبة نوح إذ صبر لأمر الله ، أنْ نجَّاه من الهلكة مع من آمن به ، وأعطاه في الآخرة ما أعطاه من الكرامة، وغرَّق المكذبين به فأهلكهم جميعهم.))

 

اذا فالقصة التي من المفترض ان تكون معروفة للنضر حسب الطبري هي قصة الطوفان وتلك القصة كانت معروفة لدي الحضارات بشكل عام

 

يذكر لنا الأستاذ فؤاد جميل الاتي : ثم تلي ذلك فجوة من (37 سطراً)، ولعلها كانت تتناول (القرار) الذي اتخذته الآلهة بإحداث (الفيضان) وتدمير (بني الإنسان). وما أن (النص) قابلاً للاستبانة حتى نجد يصبح أن بعض الآلهة غير مطمئنة وسعيدة إلى اتخاذ ذلك (القرار) القاسي. ثم أن (النص) عن (زيوسدرا) وهو نظير (نوح) في (التوراة). إنه موصوف فيه بالتقوى ومخافة الله، يرقب (الوحي الإلهي) يأتيه في الأحلام، دوماً. ويتراءى أنه كان يركن مستقراً إلى جدار، ويلقي السمع إلى (صوت الآلهة) يتناهي إليه ويعلمه بأنها اتخذت في (مجلسها) قراراً بإطلاق (الطوفان) [1]

ويقول أيضا : وكان مما لابد منه أن يمضي (النص)، فيثبت (تعليمات) صادرة إلى (زيو سندرا) ليبني سفينة ضخمة وينقذ نفسه من الدمار [2]

 

اذا قصة الطوفان والشخص الذي سوف يركب السفينة الخ.. كانت معروفة عند اهل قريش وهذا يناقض قول القران في سورة هود ( تِلْكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ ۖ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلَا قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَٰذَا ۖ فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ (49)

 

من المفترض ان لا تكون قصة الطوفان والغرق معروفة حسب هذا النص لأهل قريش ولكن على العكس نجد انها كانت معروفة وهذا لم يحل المشكلة يجب ان لا يعلم قوم قريش بالطوفان وبقصته ولكن نجد الواقع عكس ذلك

 

 

اقتباس

 


 

 

 

 

 

يقول المدافع المسلم ( ارد اولا على شبهة امكانية اقتباسه عليه الصلاة و السلام من ورقة رضي الله عنه . 1.اما ما استشهد به فان الرواية جاءت مصرحة بانه كان يكتب من الانجيل بالعبرانية و في رواية بالعربية وهذا ليس دليلا على ترجمة ورقة لكامل الكتاب المقدس او كامل العهد الجديد او حتى اجزاءا كبيرة منه انما هو دليل على تمكنه من كتابة نصوص من الكتاب المقدس بالعبرانية و العربية فالسياق يتكلم عن مقتطفات بسيطة استطاع ورقة كتابتها لا انه كتب الانجيل كاملا او انه نجح في كتابة اسفارا كاملة . و لذلك فقد ذكرت الرواية " وَكَانَ يَكْتُبُ الكِتَابَ العِبْرَانِيَّ، فَيَكْتُبُ مِنَ الإِنْجِيلِ بِالعِبْرَانِيَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكْتُبَ" و لم تقل كتب الكتاب العبراني كاملا !!! ) يقول ( شبهة امكانية اقتباسه عليه الصلاة و السلام من ورقة رضي الله عنه )

 

وهذه مغالطة رجل القش فانا اتحدى ان يأتي من مقالي ان قلت ان محمد نقل من ورقة

 

انا قلت بالحرف ( ويذكر لنا الباري : فانطلقت به خديجة حتى أنت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة، وكان امرأ تنصر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخاً كبيراً قد عمي، فقالت له خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا ابن أخي، ماذا ترى؟ فأخبره رسول اللہ ﷺ خبر ما رأى، فقال له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله على موسى، يا ليتني فيها جذع، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك. فقال رسول اللہ ﷺ: «أومخرجي لهم؟» قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنضرك نصراً مؤثراً. ثم لم ينشب ورقة أن توفي، وفتر الوحي  

 

كان قريب زوجة محمد يعرف القصص لأنه كان نصراني وبتالي ستعرف خديجة وغيرها من يعرفوا ورقة سيعرفون تلك القصص ثم يأتي القران ويقول ( ولا عند أحد من قومك علم بها ) ويلقي كل هذا في السلة ويرمي التاريخ أيضا في السلة )

 

لم اقل ان محمد نقل بل قلت كان ورقة يعلم تلك القصص ولم اقل انه نقل منه أصلا بل كان يعلم قصة نوح وإبراهيم وموسى الخ... وهذا هو الموضوع ان تلك القصص كانت معروفة عند احد قوم محمد والقران يقول لا انت ولا قومك فهو ذهب وضع نصوص كثيره في مغالطة رجل قش ولم اذكرها أصلا

 

ويقول أيضا المدافع المسلم  ( ((لم ترد اية اشارة على الاطلاق لوجود ترجمة عربية للتلمود و الاستنتاج الذي نخرج من هذه النتائج هو ان اليهود في البلاد العربية، كانوا حريصين على اخفاء التلمود و عدم اطلاع المسلمين عليه و كانوا يتداولون بعض ما ورد فيه مع خاصة علماء المسلمين شفاهة عندما كانوا يستفسرون منهم عما ورد في كتبهم حول هذه القصة او هذه القضية من قضايا و اشكاليات التفسير )

 

ما علاقة هذا الموضوع ؟؟؟ انا لم اقل انه نقل أصلا بل قلت ان قومه كانوا يعرفوا القصص وكانت معروفة في جزيرة العرب وهذه أيضا مغالطة رجل قش

ويقول أيضا المدافع المسلم  ( .لقصص القرانية الخاصة بالمسيح عليه الصلاة و السلام و امه مريم عليها السلام لا تشابه تلك القصص الواردة في الاناجيل الاربعة و نحن نعلم انه في القرن السابع كانت الاناجيل المنتشرة بين طوائف النصارى الارثذوكس (يعاقبة و ملكانيين ) و النساطرة و الكاثوليك هي الاناجيل الاربعة المعتمدة اليوم ( متى - مرقس - لوقا - يوحنا) و من المستبعد جدا ان نقول ان شخصا كورقة و هو القرشي المتنصر حديثا و الذي يقيم في قرية ليس فيها يهوديا واحدا و ليس فيها نصرانيا الا بضعة عبيد يستطيع ان يتحصل على تلك بعض التفاصيل التي تتكلم عن طفولة مريم في انجيل الطفولة ليعقوب الابوكريفي او تلك التي تتكلم عن معجزات عيسى عليه الصلاة و السلام في انجيل الطفولة لتوما الابوكريفي او انه اخذ فكرة نفي الصلب و الشبيه من بعض الغنوصية في وقت اندثرت فيه تلك الطوائف الهرطوقية و كانت الاناجيل الاربعة هي الاناجيل المعتمدة بين طوائف النصارى !!! . )

 

بالفعل محمد لم يطلع على الاناجيل القانونية ( متى , مرقس , لوقا , يوحنا  ( وما جاء في قصص القران مختلفة عن القصص المذكورة في الكتب القانونية أصلا

 

يذكر نولدكة : لا مجال للشك في إن أهم مصدر استقى منه محمد معارفه لم يكن الكتاب المقدس، بل الكتابات العقائدية والليتورجية. هكذا تشبه قصص العهد القديم الموجودة في القرآن صيغها المنمقة في الهاجادا، أكثر مما تشبه أشكالها الأولى. أما القصص المستقاة من العهد الجديد فهي أسطورية الطابع وتشبه في بعض معالمها ما يسرد في الأناجيل المنحولة  [3]

 

في وقت مبكر من دخول المسيحية إلى شبه الجزيرة العربية ، واجهت الديانتان المسيحية واليهودية بعضهما البعض في محاولة للتأثير في محاكم الأمراء والحكام. لقد أصبحت تلك الدولة واحدة من المراكز الرئيسية لليهودية في القرون الأولى من العصر المسيحي ، خاصة في عهد ملوكها اليهود ، ولا بد أن الخلافات والحوارات بين الأديان قد حدثت هناك بعد دخول المسيحية [4]

 

كانت المسيحية في مكة انعكاساً لكل من الوجود العربي والأثيوبي، وكانت متمثلة في وقت سابق بجملة آثار كمقبرة النصارى، "مقبرة المسيحيين"، وبصور للمسيح ومريم في الكعبة، وفي مثل هذه المناطق من ضواحي مكة. كمساجد مريم "مصلى مريم" ومواقف النصراني "محطة المسيحي".شهد القرن السادس تنصيراً مكثفاً في غرب المملكة، مما أثر على مكة  [5]

 

إن أناجيل الميلاد و الطفولة هذه تسد فراغا ترك في قصص الميلاد في الأناجيل القانونية . و الفراغ الرئيسي الآخر في حياة يسوع المسيح و خدمته فيما يتعلق بمدة الثلاث أيام بيـن مـوت يسوع و قيامته من الأموات ، الذي بـه كـان أعضاء الكنيسة المبكرون محبين جدا للبحث و الاستقصاء عنه ، لكن لم تشبع الأناجيل القانونية فضولهم [6]

 

إن هذه النصوص كانت مؤلفات أدبية شائعة عند المتدينين لعدة قرون وإن تأثيـرهم فـي تشكيل الإيمـان ، كمـا أن تعرضهم للمعتقدات التي شكلت محتوياتهم ، كانت ذات مغزى و أهمية لكل الذين كانت اهتماماتهم تتركز في قصة المسيحية و العقيدة المسيحية [7]

 

اذا الاستنتاج كالاتي ( محمد لم يطلع أصلا على الكتابات القانونية حتى نقول انه اطلع عليها واخذ منها , كان هناك انتشار للنصرانية في جزيرة العرب و وصل هذا الانتشار الي مكة , كانت القصص الابوكريفية معروفة لدى المسيحيين لأنها ادبيات تستخدم مثلها مثل قصص الاساطير المتعارف عليها في الأوساط الشعبية بين العوام مجرد قصص تتناقل بين الناس أمثال القصص التي تنتشر بين المسيحيين اليوم ان هناك قديس مثلا يقطن في مغارة في مكان يده تنير مثلا وهكذا من تلك القصص كانت الابوكريفى تتبع نفس المنهج في هذا الموضوع )

 

 

يقول أيضا المدافع المسلم ( . ان السور المكية في معظمها لم تذكر القصص الخاصة بعيسى عليه الصلاة و السلام و امه عليها السلام الا في سورة مريم - و كما اسلفنا سابقا فان التفاصيل المذكورة فيها لا توافق ايا من الاناجيل الاربعة - بل نجد ان ذكر موسى عليه الصلاة و السلام و قصته مع فرعون و بني اسرائيل اكثر بكثير من ذكر عيسى عليه الصلاة و السلام ، فان كان النبي صلى الله عليه وسلم قد تعلم من هذين ( الطفلين!) - و العياذ بالله - لوجدنا السور المكية طافحة و مكثرة من ذكر القصص المتعلقة بعيسى عليه الصلاة و السلام و مريم عليها السلام و يوسف النجار و الحواريين و لكننا نجد العكس )

 

 

نصوص القران لها أسباب النزول وحين نتكلم مثلا عن سورة ورد فيها قصة موسى مثل سورة الكهف التي هي مكية أيضا

 

يقول فيها السيوطي : أخرج ابن جرير من طريق ابن إسحاق عن شيخ من أهل مصر عن عكرمة عن ابن عباس قال بعثت قريش النضر بن الحارث وعقبة بن أبي معيط إلى أحبار اليهود بالمدينة فقالوا لهم سلوهم عن محمد وصفوا لهم صفته وأخبروهم بقوله فإنهم أهل الكتاب الأول وعندهم ما ليس عندنا من علم الأنبياء مخرجاً حتى أتيا المدينة فسألوا أحبار اليهود عن رسول الله ﷺ ووصفوا لهم أمره وبعض قوله فقالوا لهم سلوه عن ثلاث فإن أخبركم بهن فهو نبي مرسل وإن لم يفعل فالرجل متقول سلوه عن فتية ذهبوا في الدهر الأول ما كان أمرهم فإنه كان لهم أمر عجيب وسلوه عن رجل طواف بلغ مشارق الأرض ومغاربها ما كان نبؤه وسلوه عن الروح ما هو فاقبلا حتى قدما على قريش [8]

 

تعليق صغير هنا على جملة ( وعندهم ما ليس عندنا ) هذه الجملة لا تنفي بالضرورة معرفتهم بالقصص لان المعرفة تتزايد من شخص لأخر فاليهود كان عندهم معرفة اكبر ولكن القصص كانت معروفة لأننا كما ذكرنا مسبقا في شكلها الشعبي وكما ذكرنا مسبقا مثال وهو قصة نوح والطوفان

 

نجد في القصة هو الصدام كان الصدام مع اليهود وبتالي سوف يلجئ للقصص الأولى التي تثبت انه نبي امام اليهود وسوف يلجئ للقصص اليهودية

 

القصة الأولى التي سؤل فيها محمد هي قصة الفتية وفي الحقيقة اليهود كانوا يشيروا الي قصة الثلاثة في اتون النار المذكورة في سفر دانيال نقراء من دنيال 3 الاتي

 

16 فَأَجَابَ شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُوَ وَقَالُوا لِلمَلِكِ: «يَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، لاَ يَلْزَمُنَا أَنْ نُجِيبَكَ عَنْ هذَا الأَمْرِ. 17 هُوَذَا يُوجَدُ إِلهُنَا الَّذِي نَعْبُدُهُ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنْ أَتُّونِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ، وَأَنْ يُنْقِذَنَا مِنْ يَدِكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ. 18 وَإِلاَّ فَلِيَكُنْ مَعْلُومًا لَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ، أَنَّنَا لاَ نَعْبُدُ آلِهَتَكَ وَلاَ نَسْجُدُ لِتِمْثَالِ الذَّهَبِ الَّذِي نَصَبْتَهُ». 19 حِينَئِذٍ امْتَلأَ نَبُوخَذْنَصَّرُ غَيْظًا وَتَغَيَّرَ مَنْظَرُ وَجْهِهِ عَلَى شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ، فَأَجَابَ وَأَمَرَ بِأَنْ يَحْمُوا الأَتُونَ سَبْعَةَ أَضْعَافٍ أَكْثَرَ مِمَّا كَانَ مُعْتَادًا أَنْ يُحْمَى. 20 وَأَمَرَ جَبَابِرَةَ الْقُوَّةِ فِي جَيْشِهِ بِأَنْ يُوثِقُوا شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ وَيُلْقُوهُمْ فِي أَتُّونِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ. 21 ثُمَّ أُوثِقَ هؤُلاَءِ الرِّجَالُ فِي سَرَاوِيلِهِمْ وَأَقْمِصَتِهِمْ وَأَرْدِيَتِهِمْ وَلِبَاسِهِمْ وَأُلْقُوا فِي وَسَطِ أَتُّونِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ. 22 وَمِنْ حَيْثُ إِنَّ كَلِمَةَ الْمَلِكِ شَدِيدَةٌ وَالأَتُونَ قَدْ حَمِيَ جِدًّا، قَتَلَ لَهِيبُ النَّارِ الرِّجَالَ الَّذِينَ رَفَعُوا شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُوَ. 23 وَهؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ الرِّجَالِ، شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُوَ، سَقَطُوا مُوثَقِينَ فِي وَسَطِ أَتُّونِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ. 24 حِينَئِذٍ تَحَيَّرَ نَبُوخَذْنَصَّرُ الْمَلِكُ وَقَامَ مُسْرِعًا فَأَجَابَ وَقَالَ لِمُشِيرِيهِ: «أَلَمْ نُلْقِ ثَلاَثَةَ رِجَال مُوثَقِينَ فِي وَسَطِ النَّارِ؟» فَأَجَابُوا وَقَالُوا لِلْمَلِكِ: «صَحِيحٌ أَيُّهَا الْمَلِكُ». 25 أَجَابَ وَقَالَ: «هَا أَنَا نَاظِرٌ أَرْبَعَةَ رِجَال مَحْلُولِينَ يَتَمَشَّوْنَ فِي وَسَطِ النَّارِ وَمَا بِهِمْ ضَرَرٌ، وَمَنْظَرُ الرَّابعِ شَبِيهٌ بِابْنِ الآلِهَةِ». 26 ثُمَّ اقْتَرَبَ نَبُوخَذْنَصَّرُ إِلَى بَابِ أَتُّونِ النَّارِ الْمُتَّقِدَةِ وَأَجَابَ، فَقَالَ: «يَا شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُو، يَا عَبِيدَ اللهِ الْعَلِيِّ، اخْرُجُوا وَتَعَالَوْا». فَخَرَجَ شَدْرَخُ وَمِيشَخُ وَعَبْدَنَغُو مِنْ وَسَطِ النَّارِ

 

 

ولكنه ذهب واتى لهم بقصة السبعة النائمين المعروفة في الادب القديم ومنها الادب السرياني التي هي قصة أصحاب الكهف  وهذه القصة كاملة من المواقع السريانية : https://2u.pw/W55P8

ولكن للنظر للقصة القرانية

 

تقول القصة القرانية : وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ ۖ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا (21) سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ۗ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا (22) وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا (23) إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَىٰ أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَٰذَا رَشَدًا (24) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا ۖ لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ ۚ مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27)

 

اذا العدد هنا لم يذكر لإنه يقول : سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ ۖ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم

 

ولكن يذكر لنا ابن كثير في تفسيره : وقال ابن جرير : حدثنا ابن بشار حدثنا عبد الرحمن ، حدثنا إسرائيل ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( ما يعلمهم إلا قليل ) قال : أنا من القليل ، كانوا سبعة . فهذه أسانيد صحيحة إلى ابن عباس : أنهم كانوا سبعة ، وهو موافق لما قدمناه  

 

لذلك لنقل انهم سبعة

 

ويقول البغوي في تفسيره : ( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ) روي أن السيد والعاقب وأصحابهما من نصارى أهل نجران كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم فجرى ذكر أصحاب الكهف فقال السيد - وكان يعقوبيا - : كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم وقال العاقب - وكان نسطوريا - : كانوا خمسة سادسهم كلبهم وقال المسلمون : كانوا سبعة ثامنهم كلبهم فحقق الله قول المسلمين بعدما حكى قول النصارى فقال : ( سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجما بالغيب ) أي : ظنا وحدسا من غير يقين ولم يقل هذا في حق السبعة فقال : ( ويقولون ) يعني : المسلمين ( سبعة وثامنهم كلبهم )

 

وهذا أيضا من قول القرطبي : إن قوما منهم حضروا النبي - صلى الله عليه وسلم - من نجران فجرى ذكر أصحاب الكهف فقالت اليعقوبية : كانوا ثلاثة رابعهم كلبهم . وقالت النسطورية : كانوا خمسة سادسهم كلبهم . وقال المسلمون : كانوا سبعة ثامنهم

 

أي ان القصة كانت معروفة في شبه الجزيرة العربية

الانتقال لسؤال ذي القرنين

 

يقول سفر دانيال 8

 

1 فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ مُلْكِ بَيْلْشَاصَّرَ الْمَلِكِ، ظَهَرَتْ لِي أَنَا دَانِيآلَ رُؤْيَا بَعْدَ الَّتِي ظَهَرَتْ لِي فِي الابْتِدَاءِ. 2 فَرَأَيْتُ فِي الرُّؤْيَا، وَكَانَ فِي رُؤْيَايَ وَأَنا فِي شُوشَانَ الْقَصْرِ الَّذِي فِي وِلاَيَةِ عِيلاَمَ، وَرَأَيْتُ فِي الرُؤيَا وَأَنَا عِنْدَ نَهْرِ أُولاَيَ. 3 فَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَرَأَيْتُ وَإِذَا بِكَبْشٍ وَاقِفٍ عِنْدَ النَّهْرِ وَلَهُ قَرْنَانِ وَالقَرْنَانِ عَالِيَانِ، وَالْوَاحِدُ أَعْلَى مِنَ الآخَرِ، وَالأَعْلَى طَالِعٌ أَخِيرًا. 4 رَأَيْتُ الْكَبْشَ يَنْطَحُ غَرْبًا وَشِمَالًا وَجَنُوبًا فَلَمْ يَقِفْ حَيَوَانٌ قُدَّامَهُ وَلاَ مُنْقِذٌ مِنْ يَدِهِ، وَفَعَلَ كَمَرْضَاتِهِ وَعَظُمَ. 5 وَبَيْنَمَا كُنْتُ مُتَأَمِّلًا إِذَا بِتَيْسٍ مِنَ الْمَعْزِ جَاءَ مِنَ الْمَغْرِبِ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ وَلَمْ يَمَسَّ الأَرْضَ، وَلِلتَّيْسِ قَرْنٌ مُعْتَبَرٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ. 6 وَجَاءَ إِلَى الْكَبْشِ صَاحِبِ الْقَرْنَيْنِ الَّذِي رَأَيْتُهُ وَاقِفًا عِنْدَ النَّهْرِ وَرَكَضَ إِلَيْهِ بِشِدَّةِ قُوَّتِهِ. 7 وَرَأَيْتُهُ قَدْ وَصَلَ إِلَى جَانِبِ الْكَبْشِ، فَاسْتَشَاطَ عَلَيْهِ وَضَرَبَ الْكَبْشَ وَكَسَرَ قَرْنَيْهِ، فَلَمْ تَكُنْ لِلْكَبْشِ قُوَّةٌ عَلَى الْوُقُوفِ أَمَامَهُ، وَطَرَحَهُ عَلَى الأَرْضِ وَدَاسَهُ، وَلَمْ يَكُنْ لِلْكَبْشِ مُنْقِذٌ مِنْ يَدِهِ. 8 فتَعَظَّمَ تَيْسُ المَعْزِ جِدًّا. وَلَمَّا اعْتَزَّ انْكَسَرَ الْقَرْنُ الْعَظِيمُ، وَطَلَعَ عِوَضًا عَنْهُ أَرْبَعَةُ قُرُونٍ مُعْتَبَرَةٍ نَحْوَ رِيَاحِ السَّمَاءِ الأَرْبَعِ. 9 وَمِنْ وَاحِدٍ مِنْهَا خَرَجَ قَرْنٌ صَغِيرٌ، وَعَظُمَ جِدًّا نَحْوَ الْجَنُوبِ وَنَحْوَ الشَّرْقِ وَنَحْوَ فَخْرِ الأَرَاضِي. 10 وَتَعَظَّمَ حَتَّى إِلَى جُنْدِ السَّمَاوَاتِ، وَطَرَحَ بَعْضًا مِنَ الْجُنْدِ وَالنُّجُومِ إِلَى الأَرْضِ وَدَاسَهُمْ

 

والكبش ذو القرنين في السفر ( 3 فَرَفَعْتُ عَيْنَيَّ وَرَأَيْتُ وَإِذَا بِكَبْشٍ وَاقِفٍ عِنْدَ النَّهْرِ وَلَهُ قَرْنَانِ وَالقَرْنَانِ عَالِيَانِ، وَالْوَاحِدُ أَعْلَى مِنَ الآخَرِ، وَالأَعْلَى طَالِعٌ أَخِيرًا. 4 رَأَيْتُ الْكَبْشَ يَنْطَحُ غَرْبًا وَشِمَالًا وَجَنُوبًا فَلَمْ يَقِفْ حَيَوَانٌ قُدَّامَهُ وَلاَ مُنْقِذٌ مِنْ يَدِهِ، وَفَعَلَ كَمَرْضَاتِهِ وَعَظُمَ. 5 )

 

يقول جبرائيل عن الكبش هنا ( "أَمَّا الْكَبْشُ الَّذِي رَأَيْتَهُ ذَا الْقَرْنَيْنِ فَهُوَ مُلُوكُ مَادِي وَفَارِسَ." (دا 8: 20)

 

ويذكر القمص انطونيوس فكري : تم تمثيل مملكة مادي وفارس بكبش ذو قرنين. وكان الكبش رمزًا لهذه المملكة يضعون صورته على راياتهم. وكان ملوكهم يلبسون رؤوس كباش من ذهب كتيجان خصوصًا في حروبهم. والقرنان في الرؤيا هما مادي وفارس. وكانت فارس هي الأصغر ولكنها صارت الأكبر ولم تعد مادي تذكر فيما بعد= والأعلى طالع أخيرًا. وكورش أصبح أشهر من الماديين بل أصبح كل ملوك هذه المملكة من الفرس. وفي (4) كان الكبش ينطح غربًا وشمالًا وجنوبًا = فهم في فتوحاتهم لم يتجهوا أبدًا ناحية الشرق، بل وصلوا غربًا لحدود اليونان، بل حاولوا غزو اليونان نفسها وفشلوا، ووصلوا جنوبًا إلى مصر وإثيوبيا (كوش) وشمالًا تجاه ليديا وأرمينيا والسكيثيين. ولم يقف حيوان قدامه = لم يقف ملك أمامهم

 

 

ولكن الاسكندر ذكر كماعز في القصة : وَبَيْنَمَا كُنْتُ مُتَأَمِّلًا إِذَا بِتَيْسٍ مِنَ الْمَعْزِ جَاءَ مِنَ الْمَغْرِبِ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ وَلَمْ يَمَسَّ الأَرْضَ، وَلِلتَّيْسِ قَرْنٌ مُعْتَبَرٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ

 

ويقول أيضا القمص انطونيوس فكري : تيس الماعز هو الإسكندر الأكبر الذي أتى من المغرب= أي من الغرب. كان يرمز للإله جوبيتر بتيس وعُثِرَ في الأثار أن التيس كان رمزًا للجيش اليوناني. ولم يمس الأرض= إشارة لسرعة فتوحاته، وهذه تقابل في الرؤيا السابقة الأجنحة الأربعة. ولم تجدي معه أي مقاومة لذلك سُمِّيَ = قرن معتبر. وللآن فالعالم يحفظ اسمه كأحد أعظم القادة، وهو هجم على الفرس بجيش قوامه 30 ألف جندي و5000 حصان، وهاجمهم بسرعة قبل أن تكتشف مخابرات فارس عددهم القليل. وركض إليه بشدة قوته = فهو ضرب ملك الفرس داريوس قدمانوس بعنف بالرغم من أن جيش الفرس كان أكثر عددًا، لكن مهارة اليونان أفضل. ونجد هنا 3 تعبيرات ضرب الكبش، كسر قرنيه، طرحه على الأرض وداسه= وهناك رأي بأن هذه تشير لثلاث معارك دارت بين اليونان والفرس، وكان النصر فيها لليونان

 

اذا الكبش ذو القرنين هم مادي  وفارس والتيس ذو القرن هو الاسكندر الأكبر

 

نأتي للمشكلة القرآنية في الخلط

 

من سورة الكهف نقرأ : وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا فَأَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا قَالَ أَمَّا مَنْ ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا

 

وكانت قصته كما ذكرها القران معروفة في الشعر العربي

 

يذكر لنا ابن كثير في البداية والنهاية

 

وقد جاء في حديث أنه كان من حمير ، وأمه رومية ، وأنه كان يقال له : ابن الفيلسوف ; لعقله . وقد أنشد بعض الحميريين في ذلك شعرا يفخر بكونه أحد أجداده فقال

 

قد كان ذو القرنين جدي مسلما ملكا تدين له الملوك وتحشد بلغ المشارق والمغارب يبتغي أسباب أمر من حكيم مرشد فرأى مغيب الشمس عند غروبها في عين ذي خلب وثأط حرمد من بعده بلقيس كانت عمتي ملكتهم حتى أتاها الهدهد [9]

 

لذلك نجد ان القصة كانت معروفة أصلا لذلك ذهب ونقل القصة كما كانت تنشد في الاشعار

 

فنجد ان محمد قد خلط بين القصص المرادة من اليهود وذهب للقصص الشائعة المنتشرة بين العرب ونجد أيضا ان أسباب استخدمه للقصص مثل يوسف ونوح وموسى وغيرها هي فقط لان الصدام كان مع اليهود والمشكلة ان القصص مكررة بمعنى هي قصة واحدة عن موسى ثم تكرر في القران

 

يذكر لنا ابن كثير : وقد ذكره الله تعالى في مواضع كثيرة متفرقة من القرآن . وذكر قصته في مواضع متعددة مبسوطة وغير مطولة . وقد تكلمنا على ذلك كله في مواضعه من التفسير . وسنورد سيرته ها هنا من ابتدائها إلى آخرها من الكتاب والسنة وما ورد في الآثار المنقولة من الإسرائيليات التي ذكرها السلف وغيرهم إن شاء الله [10]

 

شخص علم قصة موسى النبي اين المشكلة وكررها اكثر من مرة في القران

 

وعن قوله في السيد المسيح سوف نعود له فيما بعد لان هناك المزيد من المقالات القادمة

 


 

 

يقول المدافع المسلم ( لا نجد اي تصريح من جواد علي في الاقتباس ان النصرانية استحكمت في مكة او ان التبشير بها وصل مكة و حتى ما نقل الينا من تنصر ورقة فانه تم بعد ذهابه هو و زيد بن عمرو الى الشام حسب رواية ابن اسحاق في السيرة التي نقلناها  )

 

يقول جواد علي : واذا كانت اليهودية قد دخلت جزيرة العرب بالهجرة والتجارة ، فإن دخول النصرانية اليها كان بالتبشير وبدخول بعض النساك والرهبان اليها للعيش فيها بعيدين عن ملذات الدنيا [11]

 

ويذكر أيضا جواد علي في جملة قوية في نفس المرجع ص 589  : وقد كان في مكة وفي الطائف وفي يثرب وفي مواضع أخرى من جزيرة العرب رقيق نصراني كان يقرأ ويكتب ويفسر للناس ما جاء في التوراة والأناجيل ، ويقص عليهم قصصاً نصرانياً ويتحدث اليهم عن النصرانية ، ومنهم من تمكن من اقناع بعض العرب في الدخول في النصرانية ، ومنهم من أثر على بعضهم ، فأبعده عن الوثنية

 

كان في مكة حسب ما ذكر جواد علي الاتي ( العرب رقيق نصراني كان يقرأ ويكتب ويفسر للناس ما جاء في التوراة والأناجيل ، ويقص عليهم قصصاً نصرانياً ويتحدث اليهم عن النصرانية )

 

يذكر اليعقوبي في تاريخه : أما من تنصر من أحياء العرب فقوم من قريش [12]

 

وتقول نفس الموسوعة الكاثوليكية الذي هو استشهد بها

في النصف الأول من القرن السادس الميلادي ، أصبح معبد الكعبة في مكة ، منذ القديم ، إليوسيس العرب. وقد سعى إليها وزارها سنويًا آلاف العرب من جميع أنحاء شبه الجزيرة ، وأثريها بالهدايا والهبات من كل نوع ووصف

 

ولعل ذلك ايضاً ما حمل نصارى العرب على ان يعظموا الكعبة في الجاهلية لمـا كانوا يرون فيها من الآثار النصرانية  [13]

 

ومما يدل على آثار النصرانية في مكة او قربها المكان المعروف توقف النصراني ذكره في تاج العروس. وكذلك مقبرة النصارى . قال الازرقي في اخبار مكة ( ص ٥٠١ ) : « مقبرة النصارى دبر المقلع على طريق بئر عنبسة بذي طوى « الجيل الذي باسفل مكة على يمين الخارج الى المدينة ». ونظن ان « مسجد الذي ذكره المقدسي في جغرافيته ( ص 77 ) بجوار مكة دعي باسم مريم العذراء لأثر ديني كان هناك في عهد الجاهلية [14]

 

فنجد الاتي هنا ( التبشير كان معروف في مكة , كان هناك نصارى يشرحوا الكتب للعرب , كان هناك اثار تؤكد وجود النصارى في مكة , قد تنصر أناس من قريش )

 


 

 

هذه الاقتباسات كلها مبنية على راي واحد فقط وهو الاتي

اقتباس من كلام الدفاعي المسلم (تفاصيل هذه القصص كانت شبه محصورة عند الاحبار و الحاخامات و لم يكن يتداولوه مع اليهودي العامي فضلا عن الامي العربي الغير يهودي نقرا من كتاب التلمود اصلة وتسلسلة وادابه الصفحة 8: ((. لم ترد اية اشارة على الاطلاق لوجود ترجمة عربية للتلمود و الاستنتاج الذي نخرج من هذه النتائج هو ان اليهود في البلاد العربية، كانوا حريصين على اخفاء التلمود و عدم اطلاع المسلمين عليه و كانوا يتداولون بعض ما ورد فيه مع خاصة علماء المسلمين شفاهة عندما كانوا يستفسرون منهم عما ورد في كتبهم حول هذه القصة او هذه القضية من قضايا و اشكاليات التفسير، بما يفسر سبب وجود الاسرائيليات، في بعض التفاسير الاسلامية للقران الكريم. و المعروف ان التلمود ( سواء البابلي الذي دون في بابل او الفلسطيني الذي دون في فلسطين ) لم يكن متاحا لغير حاخامات اليهود لدراسته و تدريسه الى ان بدا عصر الطباعة في اوروبا في القرن السادس عشر فبدات ترجمات التلمود البابلي تحديدا بالظهور بترجمات انجليزية وفرنسية مع حذف العديد من الفقرات التي تسيء الى المسيح عليه السلام و الى السيدة العذراء و التي يمكن ان تصدم الجمهور المسيحي من النص المترجم و كذلك النصوص ذات الابعاد العنصرية التي تميز بين اليهود (شعب الله المختار) البشر وبقية شعوب العالم (الجوييم) الحيوانات و تباعا صدرت طبعات عديدة للتلمود بلغات اوروبية اخرى .... ))

 

ولكن من قال اننا نحتاج لليهود ويوجد النصارى !

 

ذكرنا في المقال السابق : ( يذكر لنا المؤرخ جواد علي : ولم تكن اليهودية ، الديانة السماوية الوحيدة التي وجدت لها سبيلا الى جزيرة العرب ، بل وجدت ديانة سماوية أخرى طريقاً لها الى العرب ، هـي الديانة النصرانية . وهي ديانة أحدث عهداً من الديانة الأولى ، لأنها قامت بعدها ، ونشأت على أسسها ومبادئها ، ولكنها كانت أوسع أفقاً وتفكيراً من الأولى . فبينما حبست اليهودية نفسها في بني اسرائيل ، وجعلت إلهها إله بني اسرائيل شعب الله المختار ، جعلت النصرانية ديانتها ديانة عالمية جاءت لجميع البشر . وبينما قيدت اليهودية أبناءها بقيود تكاد تضبط حركاتهم وسكناتهم ، وفرضت عليهم فروضاً ثقيلة ، نجد النصرانية أكثر تساهلا ً وتسامحا ، فلم تقيد أبناءها بقيود شديدة ، ولم تفرض عليهم أحكاما اشترطت عليهم وجوب تنفيذها . وقد قام رجال الدين النصارى منذ أول نشأتها بالتبشير بها ، وبنشرها بين الشعوب ، وبذلك تميزت عن اليهودية التي جمدت ، واقتصرت على بني إسرائيل 

 

ويؤكد انها كانت ديانة تبشيرية ( . وقد قام رجال الدين النصارى منذ أول نشأتها بالتبشير بها ، وبنشرها بين الشعوب )

 

فلم تكن الديانة جامدة في شبه الجزيرة وكانت تلك القصص معروفة بين النصارى العرب وأيضا اليهود ولو قولنا ان اليهودية جمدت فالنصرانية أساسها التبشير والانتشار )

 

 

وكما اكد جواد علي فوق ( العرب رقيق نصراني كان يقرأ ويكتب ويفسر للناس ما جاء في التوراة والأناجيل ، ويقص عليهم قصصاً نصرانياً ويتحدث اليهم عن النصرانية )

 

وفي كل هذا يهمنا ان يكون هناك من يعرف تلك القصص وبهذا يظل السؤال قائما ( فنجد هنا الاتي تناقض القران مع نفسه ويكذب اهل القريش الذي هم بالفعل اكدوا انهم يعرفوا تلك القصص والخطأ التاريخي الذي سقط فيه القران )


وسيتبع المزيد في المقال القادم


[1]  الطوفان في المصادر السومرية – البابلية – الاشورية – العبرانية – ص 25

[2] المرجع السابق

[3]  تاريخ القران – ص 9

[4] Shahîd, “Byzantium in S. Arabia,” 31

[5] المواجهة بين المسيحية الشرقية والإسلام المبكر – ص 22

[6] ابوكريفى العهد الجديد – إبراهيم سالم الطرزي – ص 49

[7]  المرجع السابق

[8] أسباب النزول – سورة الكهف

[9] البداية والنهاية – الجزء الثاني – ذو القرنين

[10]  قصص الأنبياء – الفصل الأول – ذكر موسى الكليم

[11] المفصل الجزء السادس – ص 587

[12] اليعقوبي – 1 – 298

[13] النصرانية وآدابها بين عرب الجاهلية – ص 118

[14] المرجع السابق


1 تعليقات

  1. شرح مفصل ودقيق باركك الرب
    معلومات تفي القاريء الباحث عن الحق
    نعمة المسيح وسلامه معكم ومعنا أجمعين

    ردحذف
أحدث أقدم