‏إظهار الرسائل ذات التسميات الرد على الشبهات حول صلب المسيح. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الرد على الشبهات حول صلب المسيح. إظهار كافة الرسائل

هل حقاً المسيح مات وقام حسب الكتب ؟

 


ما معنى قول بولس ان المسيح مات وقام حسب الكتب ؟؟ وعلى أي كتب نحن نتحدث أصلا ؟ من الانتقادات التي تطرح ضد هذا النص ( "فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ،" (1 كو 15: 3) "وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ،" (1 كو 15: 4). . انه اين ذكر ان في الكتب ان المسيح سوف يموت ويقوم حسب خطايا العالم ؟ بمعنى اليس هذا تزوير من بولس؟ والمسيح أيضا الم يقل المسيح "إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ (إنجيل متى 26: 24) فاين يمكننا ان نجد هذا الكلام في الكتاب المقدس ؟

 

في البداية يجب ان ننظر الي قول بولس ( فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ ) ينقسم هنا قول بولس الي مقطعين

 

الأول (فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا )

الثاني ( أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ )

 

في البداية حين ننظر الي الجزء الأول من قول بولس نجد بولس يشير ان تصريحه هذا ليس من اختراعه ولكنه نقل لتقاليد قبله وهذا ما أكده أيضا النقاد في تفسيرهم لهذا النص فنذكر سلسلة التفسير النقدية الشهيرة Word Biblical Commentary

 

يبدأ بولس في 3:15 تمهيده لتلاوة عقيدة القيامة بالتأكيد على أصلها. وفقًا لمصادر موثوقة، تلقاها من آخرين بعد حوالي ثلاث سنوات من صلب يسوع، على الأرجح خلال زيارته إلى القدس مباشرة بعد تحوله (أعمال 20:9–٣٠). باستخدام اللغة التقليدية للطلاب الذين ينقلون تعاليم معلميهم الربانيين حرفيًا (Collins 1999:534) ، يتذكر بولس أن إحدى أولى وأهم التعليمات التي قدمها للكورنثيين تضمنت الصيغة التقليدية الدقيقة المتعلقة بالقيامة، والتي كان على وشك أن يعيد تكرارها لهم مرة أخرى  [1]

 

وهذا أيضا ما أكده الناقد و عالم العهد الجديد الامريكي Bruce Chilton : "يجب أن تكون الدورة البطرسية (Petrine cycle) متاحة بالآرامية حوالي عام 35 ميلاديًا، في وقت كافٍ ليكون بولس على علم بها عند زيارته إلى القدس (غلاطية 1:18). لكن الاسم نفسه "بطرس" يشير إلى الترجمة المبكرة إلى اليونانية، في ارتباطه بمجال النشاط الواسع الذي اشتغل فيه هذا الرسول. تضمنت الدورة البطرسية بشكل أساسي الدعوة الأولى للتلاميذ الأوائل، شفاء ابنة يايرس، الاعتراف في قيصرية فيليبي، التجلي، القربان المقدس (Eucharist)، والصراع في جثسيماني ) [2]

 

وغيرهم فالذي نقله بولس يعود الي الدائرة المسيحية الأولى الذين هما تلاميذ يسوع وعائلته فهو يعترف ان ما نقله يرجع في الأصل الي اتباع يسوع من عائلته وتلاميذه وشهود العيان على حياته

 

النقطة الثانية هي قول بولس ( أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ ) وهذا أيضا ما أشار له المسيح في كلامه ( "قَائِلًا: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ، وَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ»." (لو 24: 7). ولكن أيضا هذه الكتب التي قالت ذلك ؟

 

في البداية يجب ان ان نقسم النقاط الي الاتي ( مات المسيح من اجل خطايانا , دفن المسيح , قام المسيح ) يجب ان نأتي بهذه الثلاثية من الكتب

 

1 – موت المسيح لأجلنا حسب الكتب ( "لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولًا." (إش 53: 4). رأى الحكماء اليهود أنّ إشعياء ٥٣ يتحدث عن فرد، وليس جماعة: من الجدير تكرار أن ترجوم جوناثان يُفسر إشعياء ٥٣ كإشارة إلى المسيا (المفرد) والتلمود أيضًا لا يفسر إشعياء ٥٣ كإشارة إلى أمة إسرائيل (ككل)، ولكن فقط للأفراد داخلها. التلمود الأورشليمي" (مقال شكاليم Shekalim : ( يُطبق الآية ٥٣: ١٢ على الرابي عكيفا Akiva (مفرد)، بينما يطبق التلمود البابلي الآية ٥٣: ٤ على المسيا (مفرد) في مقالة السنهدرين ۹۸ب، والآية ٥٣: ۱۰ على الصالحين بشكل عام في مقالة بيراخوت Berakhot هأ، والآية ٥٣: ١٢ على موسى (مفرد) في مقالة سوتاه ١٤ أ. مدراش رابا Rabba أيضًا يفسر الآية ٥:٥٣ بالإشارة إلى المسيا (رابا راعوث ٢ : ١٤). اليالكوت شيموني يُطبق الآية ٥٢: ٣ على المسيا. [3]

 

ونجد التلمود يقول بصريح العبارة ( "وفيما يتعلق بالمسيح تسأل الجمارا: ما اسمه؟ تقول مدرسة الحاخام شيلا: شيلوه هو اسمه، كما ورد: ""إلى أن يأتي شيلوه"" (تكوين 49: 10). وتقول مدرسة الحاخام يناي: ينون هو اسمه، كما ورد: ""ليثبت اسمه إلى الأبد، وليستمر اسمه [ينون] ما دامت الشمس، وليبارك الناس أنفسهم به"" (مزمور 72: 17). وتقول مدرسة الحاخام حنينا: حنينا هو اسمه، كما ورد: ""لأني لا أعرض عليك نعمة [حنينة]"" (إرميا 16: 13). ويقول بعضهم: مناحيم بن حزقيا هو اسمه، كما ورد: ""لأن المعزي [منحيم] الذي ينبغي أن يخفف عن نفسي قد ابتعد عني"" (مراثي 1: 16). ويقول الحاخامون: إن اسمه هو أبرص بيت الحاخام يهوذا هاناسي، كما ورد: "لقد حمل أمراضنا وأوجاعنا، ولكننا حسبناه مصاباً ومضروباً من الله ومذلولاً" (إشعياء 53: 4). [4]

 

2 – ان المسيح دفن حسب الكتب , نجد المسيح نفسه يشير بالفعل الي النبوة التي قيلت عنه بخصوص الدفن "فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ." (مت 12: 39). لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال." (مت 12: 40).فنجد ما ذكر عن يونان ( "وَأَمَّا الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتًا عَظِيمًا لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ. فَكَانَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ." (يون 1: 17) وهذا ما فسره أيضا تلاميذ يسوع عنه ( "فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ،" (1 بط 3: 18).( "الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ،" (1 بط 3: 19). "وَأَمَّا أَنَّهُ «صَعِدَ»، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلًا إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى." (أف 4: 9). وهذا أيضا ما نجده في تفسير قول يسوع قلب الأرض ( في المقطع الحالي τῇ καρδίᾳ τῆς γῆς، "قلب الأرض" (أي، شيول، عالم الأموات)، في أفضل الأحوال مجرد تلميح إلى ذلك. علاوة على ذلك، كان يونان في جوف الحوت "ثلاثة أيام وثلاث ليال"، ومع ذلك قام يسوع من بين الأموات "في اليوم الثالث [5] وهذا أيضا ما اكدا في اشعياء 53 الذي ذكرنا مسبقا انه عن المسيا [6] "وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ." (إش 53: 9).

 

3 – قام المسيح حسب الكتب , هنا نتسأل اين نجد ان المسيح سوف يقوم حسب الكتب ؟ نجد نص هام في سفر المزامير يقول ( "لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَادًا." (مز 16: 10) ويفسرها المدراش

 

من يجعل جماعة تعمل الخير، لن تأتي منه خطيئة؛ ومن يحث الجمهور على الخطيئة، لن يُعطى له وقت ولا فرصة للتوبة. من يجعل جماعة تعمل الخير لن يكون سببًا للخطيئة أبدًا. لماذا؟ لأنه لا ينبغي أن يكون في جهنم، بينما سيكون أتباعه في الفردوس؛ كما قيل (مز 16، 10) لأنك لن تترك نفسي في القبر. لن تدع أتقيائك يرون الفساد؛ ومن يلهم الجمهور على الخطيئة، لن يُعطى له وقت ولا فرصة للتوبة، - حتى لا يكون في الفردوس بينما سيكون أتباعه في جهنم؛ كما قيل (أمثال 28، 17) الرجل المثقل بحمل سفك دم الإنسان يهرب حتى إلى الجب : لن يدعموه. [7]

 

وهذا ما نجده قيل عن يسوع من قبل تلميذه بطرس ( "«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ أَيْضًا تَعْلَمُونَ." (أع 2: 22). "هذَا أَخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ." (أع 2: 23). "اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ مِنْهُ." (أع 2: 24). "لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ: كُنْتُ أَرَى الرَّبَّ أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، أَنَّهُ عَنْ يَمِينِي، لِكَيْ لاَ أَتَزَعْزَعَ." (أع 2: 25). "لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا." (أع 2: 27). "أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَارًا عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ، وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى هذَا الْيَوْمِ." (أع 2: 29). "سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ فَسَادًا." (أع 2: 31). "فَيَسُوعُ هذَا أَقَامَهُ اللهُ، وَنَحْنُ جَمِيعًا شُهُودٌ لِذلِكَ." (أع 2: 32).

 

فمن خلال دراسة ما قدمه الكتاب المقدس ثم تفسير الكتاب المقدس من قبل الحاخامات ثم ما حدث ليسوع نجد فعلا ان المسيح مات من اجل خطايانا ودفن وقام حسب الكتب

 

 



[1] Baker, W. (2009). 1 Corinthians. In Cornerstone Biblical Commentary, Volume 15: 1 Corinthians, 2 Corinthians (213). Carol Stream, IL: Tyndale House Publishers.

[2] Handbook for the Study of the Historical Jesus Volume 1 , P 140

[3]  يشوع همشيخ – مسيا اليهود ومسيح المسيحيين – ايتان بار – ص 50 , 51

[5] Hagner, D. A. (2002). Vol. 33A: Word Biblical Commentary  : Matthew 1-13. Word Biblical Commentary (354). Dallas: Word, Incorporated.


ماذا قال اليهود عن اشعياء 53

 



كلنا نعلم عزيزي القارئ ان الاصحاح الثالث والخمسون من كتاب اشعياء النبي نبوة واضحة جدا عن المسيح تكفيرا عن الخطايا على سبيل ما ذكر في النبوة

 

لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولًا." (إش 53: 4) وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا." (إش 53: 5)

 

فالتفسير المسيحي لها انها عن صلب المسيح بلا شك ولكن يأتي السؤال الأهم هنا كيف فسرها اليهود انفسهم ؟

 

في الواقع يحاول اليهود بشتى الطرق التشويش على نبوات المسيح في العهد القديم عن طريق أساليب تفاسير ملتوية

 

في الواقع ، في العصور الوسطى وما بعدها ، لعب إشعياء 53 دورًا رئيسيًا في كل من الدفاعيات والجدل اليهودي والمسيحي.  ركز معظم هذا النقاش على ما إذا كان الخادم هو إسرائيل أم المسيح.  لقد رأينا بالفعل أنه يمكن العثور على التفسير الذي يقول اسرائيل في أوقات سابقة جنبًا إلى جنب مع التفسير الذي يقول المسيح .  لكن في العصور الوسطى ، جعل راشي وابن عزرا وديفيد كمحي (المعروف باسمه المختصر راداك) التفسير الذي يقول اسرائيل "سريع الانتشار" في القرن الحادي عشر وماتلاه  اليوم هذا هو التفسير المعتاد داخل المجتمع اليهودي المتدين. يشير جويل رمباوم إلى هذا التحول في تركيز التفسير اليهودي[1]

 

ولكن امام تلك النبوة القوية جدا لم يستطع اليهود ان يلوا النص ويغيروا المقصد منه فهناك الكثير من اليهود فسروها على انها على المسيح المنتظر كما سوف نرى في النصوص الاتية من هذا المقال لذلك حتى لا تطيل المقدمة لنبدأ في عرض الاثبات

 

 

اول شيء ترجوم يوناثان [2] يقول الترجوم : هوذا عبدي المسيح ينجح. يكون عاليا وينمو ويكون قويا جدا: كما نظر إليه بيت إسرائيل في أيام كثيرة

 

ثانيا التلمود [3] يقول : المسيح ما اسمه ؟ يقول الحاخامات هو اسمه ، كما جاء في قوله: إن أمراضنا تحملها وآلامنا تحملها.  لكننا حسبناه مجروحًا ومضروبًا من الله ومذللاً

 

ثالثا المدراش [4] يقول : الملك المسيا: تعال الى هنا اقترب الى العرش. ويأكلون من الخبز أي خبز الملكوت. واغمس لقمتك في الخل فهذا يشير إلى التأديبات ، كما يقال: ولكنه جرح من أجل تعدينا ، مجروحًا من أجل آثامنا

 

ويقول في مكان اخر : يشير إلى المسيا بن داود ، كما هو مكتوب ، انظروا الرجل الذي اسمه الفرع ؛ حيث يفسر يوناثان ، هوذا الرجل المسيح ؛ فيقال: رجل أوجاع

 

ويقول في اقتباس قوي : أخرج القدوس روح المسيح وقال له. هل أنت على استعداد لأن تخلق وتخلص أبنائي بعد 6000 سنة؟ فقال انا. أجاب الله ، إذا كان الأمر كذلك ، فعليك أن تأخذ على نفسك التأديبات لتزيل إثمهم ، كما هو مكتوب ، حقاً أمراضنا حملها أجاب المسيح ، سوف آخذهم بفرح

 

وهنا نجد اقتباس خطير للمدراش يؤكد انه بعد 6000 سنة من الخلق أي اذا حسبنها حسب سجل انساب الكتاب المقدس يكون في يسوع المسيح الذي حمل اوجاعنا

 

رابعا أسرار الحاخام سيمون بن يوهاي [5] سوف يموت إسيا بن أفرايم ، وينوح عليه إسرائيل. وبعد ذلك سيعلن لهم القدوس المسيح ابن داود الذي سيرغب إسرائيل في رجمه قائلاً. انت تتكلم كذبا. لقد قُتل المسيح بالفعل ، وليس هناك مسيح آخر يقوم وهكذا سيحتقرونه ، كما هو مكتوب ، محتقر من الناس

 

خامسا يقول ابن عزرا [6] لكن الكثيرين قد شرحوا ذلك عن المسيح ، لأن حاخاماتنا قالوا - أنه في اليوم الذي خرب فيه الحرم ، المسيح المنتظر ولد

 

ويقول الحاخام يعقوب بن روبن [7] : ويتشفع في سبيل المذنبين. لديك في هذه الآيات ، من الرسالة الأولى إلى الرسالة الأخيرة ، دليل واضح وبراءة اختراع مثل ظهر اليوم على أن ما نؤكده بشأن مسيحنا لا جدال فيه ؛ لا داعي إذن لقول المزيد ، وشرح كيف تكشف كل آية منفصلة عن بعض الغموض في حياته ، وتعلن بوضوح جميع الأعمال الرئيسية التي قام بها ، أو كيف لم تسقط كلمة واحدة على أساس كل الشهادة التي قدمها النبي

 

في الواقع يكفي ما قدم هنا من شهادة هناك المزيد ولكننا يكفي ما كتب وتحديدا شهادة ابن عزرا الذي قال ان كثير من الحاخامات فسروها على انها تتكلم عن المسيح

 

وله المجد الدائم امين

 

 

المصدر المستخدم

 

The Fifty-third chapter of Isaiah according to the Jewish interpreters by Neubauer, AdolfDriver, S. R. (Samuel Rolles )  1877  



 

[1] Joel E. Rembaum, “The Development of a Jewish Exegetical Tradition Regarding Isaiah 53,” Harvard Theological Review, July 1982, 292.

 

[2] يعد ترجوم يوناثان أحد أهم مصادرنا لفهم كيفية قراءة اليهود للكتاب المقدس العبري وتفسيره واستخدامه في أواخر العصور القديمة وفي الأجيال اللاحقة: تم الاستشهاد به على نطاق واسع في الأدب الحاخامي والمعلقين في العصور الوسطى (راشد ، كيمحي ، إلخ) و استمر في لعب دور في ليتورجيا الكنيس والدراسة. من خلال دراسة مفصلة لمخطوطات القرون الوسطى الباقية من Targum Samuel والتي تم إنتاجها في وحول إيطاليا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا ، يشرح هذا الكتاب كيف ولماذا تغير نص ترجوم يوناثان بمرور الوقت. يستكشف علاقة هذه المخطوطات بالترجمات القديمة للكتاب المقدس العبري (مثل السبعينية ، فولجاتا ، بيشيتا)

 

 The Transmission of Targum Jonathan in the West: A Study of Italian and Ashkenazi Manuscripts of the Targum to Samuel

 

[3] اسم عبري معناه "تعليم". يقسم هذا الكتاب إلى قسمين "المشنة" وهو الموضوع و"الجمارة" وهي التفسير. فالمشنة "التكرار" عبارة عن مجموعة من تقاليد اليهود المختلفة مع بعض الآيات من الكتاب المقدس. واليهود يزعمون بأن هذه التقاليد أعطيت لموسى حين كان على الجبل ثم تداولها هرون واليعازر ويشوع وسلموها للأنبياء، ثم انتقلت عن الأنبياء إلى أعضاء المجمع العظيم وخلفائهم حتى القرن الثاني بعد المسيح حينما جمعها الحاخام يهوذا وكتبها. ومن ثم صار هذا الشخص يعتبر عندهم جامعًا للمشنة والجمارة "التعليم" وهي مجموعة من المناظرات والتعاليم والتفاسير التي جرت في المدارس العالية بعد انتهاء المشنة. والتفاسير المسطرة مع المشنة نوعان يعرف أولهما بلتمود أورشليم وقد كتب بين القرن الثالث والخامس والذين كتبوه هم حاخمو طبرية، ويعرف الثاني بتلمود بابل وقد كتب في القرن الخامس. والتلمود يساعدنا كثيرًا فينا كثيرًا في درس تعاليم المسيح فإنه يفسر بعض الإشارات والاستعارات الموجودة فيها، مثلًا غسل الأيدي وقال المسيح للفريسيين أنهم يبطلون كلام الله بتقليدهم (مر 7: 1 - 13) ( راجع دائرة المعارف الكتابية –تلمود )

 

[4] هي سلسلة مجموعة من التعليقات القديمة على كل أجزاء التناخ بتنظيم وتقسيم مختلفين من مجموعة إلى أخرى فكل جزء من كتاب في المدراش يمكن أن يكون قصيرا جدا وبعضه يصل في القصر إلى كلمات قليلة أو جملة واحدة ويوجد بعض من اجزاء من المدراش في التلمود

 

https://www.dictionary.com/browse/midrash

 

[5] أسرار الحاخام سيمون بن يوهاي هي نهاية العالم اليهودية في منتصف القرن الثامن ، والتي تقدم تفسيرًا يهوديًا مسيانيًا

 

https://pages.charlotte.edu/john-reeves/research-projects/trajectories-in-near-eastern-apocalyptic/nistarot-secrets-of-r-shimon-b-yohai-2/

 

[6] الحاخام إبراهيم بن مئير ابن عزرا (بالعبرية: אברהם בן מאיר אבן עזרא، يعرف أيضا فقط بابن عزرا وباللغات الأوروبية يعرف بأبنيزرا - Abenezra)، عاش ما بين 1092 م و1167 م وهو واحد من أكثر علماء اليهود وأدبائهم شهرة في العصور الوسطى

 

 

[7] ان يعقوب بن روبن حاخامًا إسبانيًا ومُجادلًا من القرن الثاني عشر