ما معنى قول بولس ان المسيح مات وقام حسب
الكتب ؟؟ وعلى أي كتب نحن نتحدث أصلا ؟ من الانتقادات التي تطرح ضد هذا النص ( "فَإِنَّنِي
سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ
الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ،" (1 كو 15: 3) "وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي
الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ،" (1 كو 15: 4). . انه اين ذكر ان في
الكتب ان المسيح سوف يموت ويقوم حسب خطايا العالم ؟ بمعنى اليس هذا تزوير من بولس؟
والمسيح أيضا الم يقل المسيح "إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ
مَكْتُوبٌ عَنْهُ (إنجيل متى 26: 24) فاين يمكننا ان نجد هذا الكلام في الكتاب
المقدس ؟
في البداية يجب ان ننظر الي قول بولس ( فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ
فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ
خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ ) ينقسم هنا قول بولس الي مقطعين
الأول (فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ
أَنَا أَيْضًا )
الثاني ( أَنَّ
الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ وَأَنَّهُ دُفِنَ،
وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ )
في البداية حين ننظر الي الجزء الأول من قول بولس نجد بولس يشير ان تصريحه
هذا ليس من اختراعه ولكنه نقل لتقاليد قبله وهذا ما أكده أيضا النقاد في تفسيرهم
لهذا النص فنذكر سلسلة التفسير النقدية الشهيرة Word Biblical Commentary
يبدأ بولس في 3:15 تمهيده لتلاوة عقيدة القيامة
بالتأكيد على أصلها. وفقًا لمصادر موثوقة، تلقاها من آخرين بعد حوالي ثلاث سنوات
من صلب يسوع، على الأرجح خلال زيارته إلى القدس مباشرة بعد تحوله (أعمال 20:9–٣٠).
باستخدام اللغة التقليدية للطلاب الذين ينقلون تعاليم معلميهم الربانيين حرفيًا (Collins 1999:534) ، يتذكر بولس أن إحدى أولى وأهم التعليمات التي قدمها للكورنثيين
تضمنت الصيغة التقليدية الدقيقة المتعلقة بالقيامة، والتي كان على وشك أن يعيد
تكرارها لهم مرة أخرى [1]
وهذا أيضا ما أكده الناقد و عالم العهد الجديد
الامريكي Bruce
Chilton : "يجب أن تكون الدورة
البطرسية (Petrine
cycle) متاحة بالآرامية حوالي عام 35
ميلاديًا، في وقت كافٍ ليكون بولس على علم بها عند زيارته إلى القدس (غلاطية
1:18). لكن الاسم نفسه "بطرس" يشير إلى الترجمة المبكرة إلى اليونانية،
في ارتباطه بمجال النشاط الواسع الذي اشتغل فيه هذا الرسول. تضمنت الدورة البطرسية
بشكل أساسي الدعوة الأولى للتلاميذ الأوائل، شفاء ابنة يايرس، الاعتراف في قيصرية
فيليبي، التجلي، القربان المقدس (Eucharist)، والصراع في جثسيماني ) [2]
وغيرهم فالذي نقله بولس يعود الي الدائرة المسيحية الأولى
الذين هما تلاميذ يسوع وعائلته فهو يعترف ان ما نقله يرجع في الأصل الي اتباع يسوع
من عائلته وتلاميذه وشهود العيان على حياته
النقطة الثانية هي قول بولس ( أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ
خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ
الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ ) وهذا أيضا ما أشار له المسيح في كلامه ( "قَائِلًا:
إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي أَيْدِي أُنَاسٍ خُطَاةٍ،
وَيُصْلَبَ، وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يَقُومُ»." (لو 24: 7). ولكن أيضا هذه
الكتب التي قالت ذلك ؟
في البداية يجب ان ان نقسم النقاط الي الاتي ( مات المسيح من اجل خطايانا ,
دفن المسيح , قام المسيح ) يجب ان نأتي بهذه الثلاثية من الكتب
1 – موت المسيح لأجلنا حسب الكتب ( "لكِنَّ أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا،
وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ
اللهِ وَمَذْلُولًا." (إش 53: 4). رأى الحكماء اليهود أنّ إشعياء ٥٣ يتحدث عن
فرد، وليس جماعة: من الجدير تكرار أن ترجوم جوناثان يُفسر إشعياء ٥٣ كإشارة إلى
المسيا (المفرد) والتلمود أيضًا لا يفسر إشعياء ٥٣ كإشارة إلى أمة إسرائيل (ككل)،
ولكن فقط للأفراد داخلها. التلمود الأورشليمي" (مقال شكاليم Shekalim : ( يُطبق
الآية ٥٣: ١٢ على الرابي عكيفا Akiva
(مفرد)، بينما يطبق التلمود البابلي الآية ٥٣: ٤ على المسيا (مفرد) في مقالة
السنهدرين ۹۸ب، والآية ٥٣: ۱۰ على الصالحين
بشكل عام في مقالة بيراخوت Berakhot
هأ، والآية ٥٣: ١٢ على موسى (مفرد) في مقالة سوتاه ١٤ أ. مدراش رابا Rabba أيضًا يفسر الآية ٥:٥٣ بالإشارة إلى المسيا
(رابا راعوث ٢ : ١٤). اليالكوت شيموني يُطبق الآية ٥٢: ٣ على المسيا. [3]
ونجد التلمود يقول بصريح العبارة ( "وفيما يتعلق بالمسيح تسأل
الجمارا: ما اسمه؟ تقول مدرسة الحاخام شيلا: شيلوه هو اسمه، كما ورد:
""إلى أن يأتي شيلوه"" (تكوين 49: 10). وتقول مدرسة الحاخام
يناي: ينون هو اسمه، كما ورد: ""ليثبت اسمه إلى الأبد، وليستمر اسمه [ينون]
ما دامت الشمس، وليبارك الناس أنفسهم به"" (مزمور 72: 17). وتقول مدرسة
الحاخام حنينا: حنينا هو اسمه، كما ورد: ""لأني لا أعرض عليك نعمة
[حنينة]"" (إرميا 16: 13). ويقول بعضهم: مناحيم بن حزقيا هو اسمه، كما
ورد: ""لأن المعزي [منحيم] الذي ينبغي أن يخفف عن نفسي قد ابتعد
عني"" (مراثي 1: 16). ويقول الحاخامون: إن اسمه هو أبرص بيت الحاخام
يهوذا هاناسي، كما ورد: "لقد حمل أمراضنا وأوجاعنا، ولكننا حسبناه مصاباً
ومضروباً من الله ومذلولاً" (إشعياء 53: 4). [4]
2 – ان المسيح دفن حسب الكتب , نجد المسيح نفسه يشير بالفعل الي النبوة
التي قيلت عنه بخصوص الدفن "فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ
وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ
النَّبِيِّ." (مت 12: 39). لأَنَّهُ
كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال،
هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ
وَثَلاَثَ لَيَال." (مت 12: 40).فنجد ما ذكر عن يونان ( "وَأَمَّا
الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتًا عَظِيمًا لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ. فَكَانَ يُونَانُ فِي
جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ." (يون 1: 17) وهذا ما
فسره أيضا تلاميذ يسوع عنه ( "فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا تَأَلَّمَ مَرَّةً
وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ
يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتًا فِي الْجَسَدِ وَلكِنْ مُحْيىً فِي
الرُّوحِ،" (1 بط 3: 18).( "الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ
لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ،" (1 بط 3: 19).
"وَأَمَّا أَنَّهُ «صَعِدَ»، فَمَا هُوَ
إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلًا إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ
السُّفْلَى." (أف 4: 9). وهذا أيضا ما نجده في تفسير قول يسوع قلب الأرض ( في
المقطع الحالي τῇ καρδίᾳ
τῆς γῆς، "قلب الأرض" (أي، شيول، عالم
الأموات)، في أفضل الأحوال مجرد تلميح إلى ذلك. علاوة على ذلك، كان يونان في جوف
الحوت "ثلاثة أيام وثلاث ليال"، ومع ذلك قام يسوع من بين الأموات
"في اليوم الثالث [5] وهذا
أيضا ما اكدا في اشعياء 53 الذي ذكرنا مسبقا انه عن المسيا [6] "وَجُعِلَ
مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ، وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ
يَعْمَلْ ظُلْمًا، وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ." (إش 53: 9).
3 – قام المسيح حسب الكتب , هنا نتسأل اين نجد ان المسيح سوف يقوم حسب
الكتب ؟ نجد نص هام في سفر المزامير يقول ( "لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي
فِي الْهَاوِيَةِ. لَنْ تَدَعَ تَقِيَّكَ يَرَى فَسَادًا." (مز 16: 10) ويفسرها المدراش
من يجعل جماعة تعمل الخير، لن تأتي منه خطيئة؛ ومن
يحث الجمهور على الخطيئة، لن يُعطى له وقت ولا فرصة للتوبة. من يجعل جماعة تعمل
الخير لن يكون سببًا للخطيئة أبدًا. لماذا؟ لأنه لا ينبغي أن يكون في جهنم، بينما
سيكون أتباعه في الفردوس؛ كما قيل (مز 16، 10) لأنك لن تترك نفسي في القبر. لن تدع
أتقيائك يرون الفساد؛ ومن يلهم الجمهور على الخطيئة، لن يُعطى له وقت ولا فرصة
للتوبة، - حتى لا يكون في الفردوس بينما سيكون أتباعه في جهنم؛ كما قيل (أمثال 28،
17) الرجل المثقل بحمل سفك دم الإنسان يهرب حتى إلى الجب : لن يدعموه. [7]
وهذا ما نجده قيل عن يسوع من قبل تلميذه بطرس ( "«أَيُّهَا
الرِّجَالُ الإِسْرَائِيلِيُّونَ اسْمَعُوا هذِهِ الأَقْوَالَ: يَسُوعُ
النَّاصِرِيُّ رَجُلٌ قَدْ تَبَرْهَنَ لَكُمْ مِنْ قِبَلِ اللهِ بِقُوَّاتٍ
وَعَجَائِبَ وَآيَاتٍ صَنَعَهَا اللهُ بِيَدِهِ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا أَنْتُمْ
أَيْضًا تَعْلَمُونَ." (أع 2: 22).
"هذَا أَخَذْتُمُوهُ
مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتُومَةِ وَعِلْمِهِ السَّابِقِ، وَبِأَيْدِي
أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ وَقَتَلْتُمُوهُ." (أع 2: 23).
"اَلَّذِي أَقَامَهُ اللهُ
نَاقِضًا أَوْجَاعَ الْمَوْتِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ مُمْكِنًا أَنْ يُمْسَكَ
مِنْهُ." (أع 2: 24). "لأَنَّ دَاوُدَ يَقُولُ فِيهِ: كُنْتُ أَرَى الرَّبَّ
أَمَامِي فِي كُلِّ حِينٍ، أَنَّهُ عَنْ يَمِينِي، لِكَيْ لاَ أَتَزَعْزَعَ."
(أع 2: 25). "لأَنَّكَ لَنْ تَتْرُكَ نَفْسِي فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ
تَدَعَ قُدُّوسَكَ يَرَى فَسَادًا." (أع 2: 27).
"أَيُّهَا الرِّجَالُ
الإِخْوَةُ، يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَارًا عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ دَاوُدَ
إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ، وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى هذَا الْيَوْمِ." (أع
2: 29). "سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ،
أَنَّهُ لَمْ تُتْرَكْ نَفْسُهُ فِي الْهَاوِيَةِ وَلاَ رَأَى جَسَدُهُ
فَسَادًا." (أع 2: 31). "فَيَسُوعُ هذَا أَقَامَهُ اللهُ، وَنَحْنُ جَمِيعًا شُهُودٌ
لِذلِكَ." (أع 2: 32).
فمن خلال دراسة ما قدمه الكتاب المقدس ثم تفسير
الكتاب المقدس من قبل الحاخامات ثم ما حدث ليسوع نجد فعلا ان المسيح مات من اجل
خطايانا ودفن وقام حسب الكتب
[1] Baker, W. (2009). 1 Corinthians. In Cornerstone Biblical
Commentary, Volume 15: 1 Corinthians, 2 Corinthians (213). Carol Stream, IL:
Tyndale House Publishers.
[2] Handbook for the Study of the Historical Jesus Volume 1 , P 140
[3] يشوع همشيخ – مسيا اليهود ومسيح المسيحيين –
ايتان بار – ص 50 , 51
[5] Hagner, D. A. (2002). Vol. 33A: Word Biblical Commentary : Matthew 1-13. Word Biblical Commentary
(354). Dallas: Word, Incorporated.