‏إظهار الرسائل ذات التسميات تأملات فلسفية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تأملات فلسفية. إظهار كافة الرسائل

هل الانسان مجرد اله ؟

 



هل الانسان حقاً مجرد اله ؟ او بالمعنى الاصح هل الكائنات الحية عبارة عن مجموعة من الإسلاك والطاقة الكهربائية مثلها مثل الآلات ليس اكثر ؟ في الحقيقة من يقرا في تاريخ الفلسفة يجد ان مثل هذا السؤال راود الفلاسفة عبر العصور حتى ان الفيلسوف الفرنسي لا ميتري  Julien Offray de La Mettrie قد كتب كتاب تحت عنوان MAN A MACHINE وقال فيه الاتي

 

الإنسان آلة معقدة للغاية لدرجة أنه من المستحيل الحصول على فكرة واضحة عن هذه الآلة مسبقًا، ومن ثم يصبح من المستحيل تعريفها. لهذا السبب، كانت جميع التحقيقات التي أجراها أعظم الفلاسفة عبثًا عندما استخدموها a priori، أي عندما اعتمدوا على "أجنحة الروح"، إذا صح التعبير. لذلك، فإن الطريقة الوحيدة للوصول إلى أعلى درجات الاحتمالية بشأن طبيعة الإنسان هي من خلال a posteriori، أو من خلال محاولة فكّ ارتباط الروح عن أعضاء الجسد، حتى وإن كان من غير الممكن اكتشاف طبيعته بيقين تام.[1]

 

ففي ثنايات الكتاب كان لا ميتري يحاول ان يستخدم معرفته كطبيب لكي يثبت ان الروح ماهي الا خرافة وانه لا يوجد شيء غير مادي في الانسان ولكن على العكس فالكائن الحي هو مجرد مادة ليس اكثر مجرد اله يتحكم فيها العقل عن طريق نواقل عصبية بمعنى أوضح نستطيع ان نتخيل قول لا متري على النحو الاتي

 



 

فهذا هو الشكل الذي كان يحاول لا ميتري انه يقوله لنا ولكن هل هذا حقا هو الكائن الحي مجرد مادة ليس اله ليس اكثر ؟

في الحقيقة نحن لا نرفض اننا مادة فهذه هي طبيعتنا حتى التي قالها الكتاب المقدس ( وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ (سفر التكوين 2: 7) وقال فيها القديس غريغوريوس النزينزي:

 

"أخذ الله من غبار الأرض وشكل الإنسان." في هذا العالم، اكتشفت التأكيدين أنه لا شيء وأن الإنسان عظيم. إذا اعتبرت الطبيعة فقط، فهو لا شيء ولا قيمة له؛ لكن إذا نظرت إلى الشرف الذي تم معاملته به، فالإنسان شيء عظيم [2]

 

وأيضا اود ان أقول ان العلم الحالي لا يمكنه ان يؤكد لنا او ينفي وجود الروح بشكل او باخر وهذا امر طبيعي فالعلم قائم على دراستنا كبشر للواقع المادي المحيط بنا [3] ولكن هل هذا يعني اننا ننفي وجود الميتافيزيقيا ونتبع المنهج الخاص بلا ميتري ومن وافقه من الفلاسفة ؟ في الحقيقة هذا السؤال نستطيع الرد عليه بما أورده الفيلسوف اللاأدري برتراند راسل فيقول :

 

لقد أعلن معظم أساطين الطبيعة وعدد من علماء الأحياء البارزين في الأزمنة الحديثة أن تقدم العلم حديثاً قد أثبت بطلان المادية القديمة، ومال إلى تأييد حقائق الدين [4]

 

وهنا يجب ان نتسأل هل ننفي الميتافيزيقيا ونعتبر الانسان مجرد اله لمجرد ان العلم الذي يختص فقط بدراسة المادة لم يقدم دراسة بخصوص الروح ؟ كما ذكر راسل ان اساطين الطبيعة والعلماء البارزين نفوا النظرية المادية القديمة وهي من النوع الذي كان ينادي به لا ميتري ولكن نطرح أيضا السؤال الاتي هل نستطيع ان نفصل الميتافيزيقيا عنا ؟ ايمانويل كانط قد استفاض في الحديث عن هذه النقطة فيقول الاتي :

 

لقد كان عليَّ إذاً أن أضع العلم جانباً لكي أحصل على مكان للإيمان، وإن دوغمائية الميتافيزيقا - أعني غرورها ـ التي تدفعها إلى الاعتقاد بأنها قادرة على تحقيق تقدَّم فيها من دون نقد للعقل المحض، هي المصدر الحقيقي لكلِّ إلحادٍ معادٍ للأخلاقية - ودائماً ما يكون هذا الإلحاد شديد [التطرّف] دوغمائياً ـ فإذا لم يتعذر علينا إذاً أن تبقي للأجيال المقبلة إرثاً بميتافيزيقا منهجية مُسترشدة بنقد العقل المحض، فلن تكون هذه هدية قليلة الشأن، سواء نظرنا إلى ثقافة العقل التي تتم بدخوله الطريق الآمنة لعلم بشكل عام، مقارنة بطريقته في التخبط من دون مبادئ وتجوُّله الطائش خلوا من النقد، أو اعتبرنا] أيضاً الاستغلال الأفضل للوقت الناتج منه من جانب شبيبة متعطشة إلى المعرفة تجد في الدوغمائية المعتادة تشجيعاً مبكراً وقوياً [5]

 

فالموضوع ليس فقط يحصر في العقل المحض لان العقل المحض مصدر معرفته هي الحواس كما قال كانط في بقية كتابه فلو اتباعنا ما قاله ديكاردت في كتابه التأملات نستطيع ان نستخلص ان الانسان في ذاته يوجد ميل نحو الميتافيزيقيا يوجد شعور داخلي في الانسان يميل الي الشك ومن خلال الشك نصدق اننا موجودون فالموضوع ليس مجرد الاعتماد على ما تقدمه الحواس ولكن هناك ما هو اعمق يكمن في داخلنا

 

 

 



[1] Man a Machine by Julien Offray de La Mettrie (French-English Edition) Includes Frederick the Great's "Eulogy" on La Mettrie and extracts from La Mettrie's "The Natural History of the Soul" Philosophical and Historical Notes by Gertrude Carman Bussey, M.A., Wellesley College ) P . 89

[2] Hadwiga Hörner, ed. Gregorii Nysseni Opera Supplementum. Leiden: E. J. Brill, 1972. Louth, A., & Conti, M. (2001). Genesis 1-11. Ancient Christian Commentary on Scripture OT 1. Downers Grove, Ill.: InterVarsity Press.

[4]  النظرية العلمية - برتراند راسل – ترجمة عثمان نويه – ص 93

[5]  مقدمة الطبعة الثانية من كتاب نقد العقل المحض


الرد على الكاهن الملحد الفيلسوف الفرنسي جان ميسليية ( المقالة الاولى )


 



المقدمة


قبل الشروع في الرد على جان مسلييه يجب في البداية ان نتعرف عنه ولماذا كتبت في العنوان انه كاهن ملحد , كان جان ميسليية (1664-1729) قسًا وفيلسوفًا كاثوليكيًا فرنسيًا اشتهر على نطاق واسع بعمله بعد وفاته، وهو نقد عنيف للدين، وخاصة المسيحية، ومؤيد قوي للإلحاد والمادية. جعلته كتاباته، وخاصة مخطوطته Mémoire contre la religion (مذكرات ضد الدين)، التي تركها وراءه بعد وفاته، أحد أوائل الملحدين المعروفين في العالم الغربي الحديث والكتاب الذي لدينا منه هو كتاب بعنوان TESTAMENT ( العهد )

 

نقد أفكار ميسليية حول الأديان

 

في الفصل الأول من الكتاب بيعرض لنا ميسليية نظرته عن الأديان عموماً فهو يرى أن القادة يستغلون جهل الناس وسذاجتهم من أجل تعزيز سلطتهم وثرواتهم، ويؤكد أن رجال الدين يروجون للأكاذيب والخرافات ليس من أجل التنوير الروحي، بل لتحقيق مصالحهم الشخصية، مما يبقي الشعوب خاضعة ومستسلمة. ويشير إلى أن التحالف بين الدين والاستبداد السياسي يرسخ الظلم الاجتماعي والاقتصادي، حيث يدعم كل منهما الآخر في السيطرة على المجتمع. ونستطيع القول هنا ان هذه النظرة هي انعكاس للواقع الذي كان يراه ميسليية من رجال الدين والسياسيين في هذا الزمن

 

انما منذ القرن 16 ، فقدت المحاكم الإقطاعية في فرنسا مظاهـرهـا الإقطاعية . إذ بموجب مرسوم ( أورليان ( الصادر عام 1582 ، أصبح القضاة ملزمين بالخضوع لامتحان معين ثم يصار إلى قبولهم من قبل القضاة الملكيين . وقد قام كبار الأسياد ( أساقفة ، فرسان ) بتطبيق هذا المرسوم ، حيث كانوا يستخدمون لديهم قانونيين لا يقلون جدارة عن قانونيي الملك . بالمقابل ، كان صغار النبلاء اليريتانيين يعينون أحياناً قضاة جهلة ، عاجزين عن إرساء العدالة . بكل حال ، وفيما يخص الفقهاء المشترعين في النصف الثاني من القرن 16 ، فإنهم كانوا يحصلون على وكالة خاصة من القضاء الملكي : نذكر على سبيل المثال أن « جان بودوان » كان يعتبر أن القضاء هو بصورة أساسية حق ملكي ، كما معاصره « دار جنتریـه » يعتبره وكأنه مهمة تهدف إلى إرساء الراحة ورغد العيش . وفي القرن 17 ، يوجز المشترع البريطاني النظرية على النحو التالي : يناط القانون دائماً بالملك ، أما عملية نقله إلى الأسياد الإقطاعيين فلم تكن سوى تعبير عن قوة السلطة بالمقابل ، كان الفلاحون في هنغاريا ، عملياً ، خارج إطار السلطة الملكية ، وخاضعين لسلطة السيد الإقطاعي أو ممثل هذا الأخير : أي الوالي . إذ في كل قرية ، كان يوجد على رأس كل مجموعة قروية مسؤول هو القاضي . وهو فلاح يعينه السيد ومهمته تسوية القضايا البسيطة . وفي الواقع ، كان الوالي يجبي الأتاوى الإقطاعية ، وضريبة الدولة ويمارس القضاء بموجب أحكام القانون الثلاثي » ، الذي يعتبر أساس القانون العام ومنبع الإيديولوجيا الخاصة بطبقة النبلاء [1]

 

فمن خلال البيئة التي عاش بها ميسليية نستطيع ان نعرف لماذا قال هكذا عن الدين وفي الحقيقة انا لا اخالفه الراي كلياً لان الدين يمكن استخدامه كمخدر للشعوب كما قال ماركس ولكن هل يعني هذا ان الدين في ذاته سئ ؟ نحن لا نستطيع ان نقول عن عقيدة او فكرة انها سيئة قبل ان نفحصها ولكن حين نتحدث عن الدين عموماً في جوهره كمعتقد ليست به مشكلة وهذا يختلف طبعا عن فكرة مقارنة الأديان لأني اتحدث هنا عن تبني الانسان لمعتقدات دينية معينة بشكل عام ثم يمكننا حفص هذه المعتقدات للتأكد هل هي تصلح ان تبني الانسان ام هي أفكار هدامة ويجب مقاومتها فإذن ليست المشكلة في اعتناق عقائد دينية كما يقول ميلسيية ولكن المشكلة الحقيقية هي في طبيعة العقيدة نفسها

 

التعليق على نقد ميسليية ليسوع

 

فيقول ميسليية عن المسيح ( وأخيرًا، أنه كان أحمق، ومجنونًا، ومتعصبًا بائسًا، ووغدًا بائسًا. ومع ذلك، فإن أتباع المسيح ينسبون إلى هذه الشخصية الألوهية. إنها شخصية يعبدونها كمخلص محب وإلهي وابن كلي القدرة لإله كلي القدرة. ومن الواضح أنهم بهذا يجعلون أنفسهم أكثر سخرية واستحقاقًا للوم من الوثنيين الذين نسبوا الألوهية فقط إلى رجال عظماء ذوي شخصيات قوية وفضائل نادرة وفريدة من نوعها أو قدموا بعض الخدمات البارزة أو منفعة مهمة للجمهور. "ولذلك، فمن الواضح أن المسيحية لم تكن في البداية إلا تعصبًا حقيقيًا، بل وحتى تعصبًا دنيءًا وحقيرًا، حيث كانت في البداية مجرد طائفة من الناس الدنيءين والحقيرين الذين ادعوا أنهم يتبعون بشكل أعمى الأفكار والتخيلات والمبادئ والآراء الزائفة لمتعصب دنيء وحقير جاء من أمة دنيئة وحقيرة نجحت بالفعل في إقناع تلاميذها بما قاله بشأن ما يسمى بإعادة تأسيس مملكة إسرائيل وجميع الوعود الجميلة الأخرى التي قدمتها وأنهم سيسألونه عما إذا كانت ستتم قريبًا (أعمال الرسل 1: 6).

 

كما ذكرنا مسبقا ان الهجوم على المسيحية من قبل ميسليية كان الهدف منه هو اضعاف السلطة الدينية التي سيطرت على الوضع السياسي في البلد حتى لو كان كلامه متناقضاً فنجد ان ميسليية نفسه يمتدح تعاليم المسيح الذي اهانه

 

فيقول ميسليية ( لقد لاحظتم أيضًا أنني لم أكن متمسكًا كثيرًا بالمكاسب الدينية التي تأتي من عملي الكهنوتي، إذ كنت غالبًا ما أتجاهلها وأتخلى عنها عندما كان بإمكاني الاستفادة منها، ولم أكن أطلب المنافع أو أطالب بإقامة القداسات والتبرعات. كنت سأجد دومًا متعة أكبر في العطاء من الأخذ، لو كانت لدي الوسائل لأتبع ميولي؛ وفي العطاء، كنت سأميل دائمًا إلى مراعاة الفقراء أكثر من الأغنياء، متبعًا مبدأ المسيح الذي قال (كما ورد في رواية القديس بولس، أعمال 20: 35) إنه من الأفضل العطاء على الأخذ؛ وكذلك متبعًا نصيحة المسيح نفسه الذي أوصى من يعد وليمة ألا يدعو الأغنياء الذين لديهم القدرة على رد الجميل، بل الفقراء الذين لا يملكون ذلك (لوقا 14: 13). [2]


وغير ميسليية من الفلاسفة الذين مدحوا يسوع وتعاليمه فيقول فولتير أيضا

 

تدعو أقوال المسيح وأفعاله قاطبة إلى اللطف والصبر، والحلم. مثال على ذلك رب الأسرة الذي يفتح ذراعيه لابنه الضال، والعامل الذي وصل في آخر ساعة وتقاضى أجره بكامله أسوة بسواه، والسامري فاعل الخير. وقد برّر المسيح، بنفسه، لتلامذته عدم صيامهم، كما غفر للخاطئة، واكتفى بأن أوصى المرأة الزانية بالإخلاص لزوجها. بل تنازل فجارى المدعوين إلى عرس قانا الجليل واستجاب لإلحاحهم في طلب المزيد من الخمر مع أنهم كانوا انتشوا منه: فصنع معجزة من أجلهم بأن حوّل الماء إلى خمر. ولم يغضب حتى على يهوذا الذي سوف يخونه؛ وأمر بطرس بألا يُشهر سيفه أبداً في وجه أحد [3]

 

فهل شخص مثل المسيح الذي كان محب وحنون ويصنع الخير دائماً ( الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْرًا وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ،(سفر أعمال الرسل 10: 38) اصبح شخص شرير وسئ هذا الرجل المحب اصبح شخص سئ !!

 

لقد جعلهم يشعرون بالأمن والأمان، ولم يعد من الضروري الخوف من الأرواح الشريرة، أو الناس الأشرار، أو العواصف في البحيرة، ولم يكن عليهم أن يقلقوا كيف يلبسون، أو ماذا يأكلون، أو أن يخافوا من المرض، إنه لأمر رائع أن نعرف أن يسوع يطمئنهم ويشجعهم بكلمات مثل: "لا تخافوا" ، "لا تقلقوا" ، "افرحوا و تهللوا" (مر ٣٦:٥، ٦: ٥٠) ، (متى ٦: ٢٥ و ٢٧ و ۲۸ و ۳۱ و ٣٤)، (۲۹ و ۲۲)، (۱۰: ١٩ و ٢٦ و ۲۸ و ۳۱)، (۱٤ : ۲۷)، (لو ۱۲ : ۳۲) ، (يوحنا ١٦: ٣٣) ، وفي جميع النصوص المماثلة انظر أيضًا (مر ٤: ١٩ و ٤٠) ، (١٠: (٤٩) ، (لو ١٠ : ٤١). لم يشفهم يسوع ويغفر لهم خطاياهم فحسب، بل أزال خوفهم وخلصهم مما يقلقهم، فحضوره وسطهم يحررهم [4]

 

هل الشخص الذي يبذل نفسه من اجل الاخريين سئ ( "لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ»." (لو 19: 10). "لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ»." (مر 10: 45). ( "لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ." (يو 15: 13) "لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُهْلِكَ أَنْفُسَ النَّاسِ، بَلْ لِيُخَلِّصَ».." (لو 9: 56).. هل هذا ندعوه بهذه الاقوال التي قال به ميسليية عنه ؟ ان كنا سوف نقول هذا عن المسيح فماذا سوف نقول عن نيرون ؟ او الاباطرة الذين ابادوا الشعوب بالسيف من اجل توسيع ممالكهم ؟ أي ملك او امبراطور يبذل نفسه عن شعبه كما فعل المسيح ( "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ، وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ." (يو 10: 11) وفي النهاية يا صديقي ما علم به اتباع يسوع ينفي ان تكون المسيحية عقيدة تعصب

 

الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ،" (1 كو 13: 4)."وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ، وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ، وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلَسْتُ شَيْئًا." (1 كو 13: 2).وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي، وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ، وَلكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئًا." (1 كو 13: 3)."الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ،" (1 كو 13: 4). "وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّوءَ،" (1 كو 13: 5)."وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ،" (1 كو 13: 6)."وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ." (1 كو 13: 7) "اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ، وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي، وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ." (1 كو 13: 8).

 

وكما يعلم القديس يوحنا ذهبي الفم ( ماذا بخصوص أعدائنا الوثنيين؟ أما يجوز لنا أن نبغضهم؟ لا! نحن لا نبغضهم، بل نبغض تعليمهم. لا الشخص بل سلوكه الشرير وفكره الفاسد ) [5] فنحن لا نبغض او نكره احد وهذه من اعظم تعاليم المسيحية ( "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ،" (مت 5: 44) ولكن كلام ميسليية هو ملئ بالكره والبغض اتجاه اليهود واتجاه المسيحية

 

نقد ميسليية للايمان والرد على النقد

 

يرى ميسليية ان الإيمان هو أيضًا مصدر وسبب للمتاعب الأبدية والانقسامات بين البشر" كيف أن الإيمان، وخاصة في سياق الأديان المختلفة، يؤدي إلى الصراعات والانقسامات المستمرة بين الناس. يوضح ميسلييه أن الإيمان الأعمى والاعتقادات الراسخة تُنتج تناقضات ومشاكل لا حصر لها، حيث ينقسم الناس إلى معسكرات مختلفة بناءً على معتقداتهم، مما يؤدي إلى النزاعات والحروب والاضطهادات

 

في الحقيقة انا اتفق واختلف معه فيما طرح فموضوع الاختلاف والصراعات على الدين او الايمان بمعتقد ما اما يكون في اصله تعصب وبهذا نستطيع ان نتفق مع ميسليية في نقده لهذا المعتقد او ان يكون المعتقد خالي من التعصب وبتالي يكون السبب في هذا هو الانسان نفسه فنحن نستطيع ان نلقي الضوء على مثال في العهد الجديد عن مثل هكذا امر

 

"وَدَاخَلَهُمْ فِكْرٌ مَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ أَعْظَمَ فِيهِمْ؟" (لو 9: 46). "فَعَلِمَ يَسُوعُ فِكْرَ قَلْبِهِمْ، وَأَخَذَ وَلَدًا وَأَقَامَهُ عِنْدَهُ،" (لو 9: 47). "وَقَالَ لَهُمْ: «مَنْ قَبِلَ هذَا الْوَلَدَ بِاسْمِي يَقْبَلُنِي، وَمَنْ قَبِلَنِي يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي، لأَنَّ الأَصْغَرَ فِيكُمْ جَمِيعًا هُوَ يَكُونُ عَظِيمًا»." (لو 9: 48). "فَأجَابَ يُوحَنَّا وَقَالَ: «يَا مُعَلِّمُ، رَأَيْنَا وَاحِدًا يُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ بِاسْمِكَ فَمَنَعْنَاهُ، لأَنَّهُ لَيْسَ يَتْبَعُ مَعَنَا»." (لو 9: 49). "فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ تَمْنَعُوهُ، لأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا»." (لو 9: 50).

 

يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: يليق بنا أن نستخدم اللطف في اِستئصال المرض، فإن من يُصلح حاله خلال الخوف من آخر، يعود بسرعة فيسقط في الشرّ [6]

 

فالاختلاف هو امر طبيعي بين الناس ومن قال ياميسليية اننا مبرمجين على ان نسير كلنا على نفس المنهج كل شخص له قناعته وافكاره وكل شخص يختلف عن الاخر ولكن السؤال الحقيقي هنا هل يصح ان نقول ان مفهوم الاختلاف في ذاته شر او ان الشر يأتي من الفكرة ذاتها ومن أفعال الانسان ؟

 

يتبع في الجزء القادم



[1] موسوعة تاريخ أوروبا العام – المجلد الثاني – ص 357

[2] TESTAMENT  Memoir of the Thoughts and Sentiments of Jean Meslieh Jean Meslier The First English Translation ofthe Complete Work ( By Michael Shreve with a preface by Michel Onfray ) P , 40

[3]  رسالة في التسامح  - الفصل ١٤

[4]  يسوع قبل المسيحية – البرت نولان الدومينيكاني - ص ٨٩ ، ٩٠

[5]  In 1 Cor., hom., 35:2.

[6] In Matt. hom 24:2. 

خلق العالم بين سفر التكوين وفلسفة باروخ إسبينوزا

 



من الأمور التي لا تخفى علينا في العصر الحالي هو ان كوننا حادث أي مخلوق وليس ازلياً ولكن كان قديماً الموضوع يختلف عن الان فنجد لورانس كراوس Lawrence Krauss يخبرنا عن هذه النقطة فيقول :

 

فبالنسبة إلى المجتمع العلمي في عام 1917 كان الكون استاتيكيا وأبديًا، ويتكون من مجرة واحدة، هي درب التبانة Milky Way التي نعيش فيها، ويحيطها فضاء واسع ولانهائي ومظلم وفارغ في النهاية، هذا ما يمكن أن تظنه، حين تتطلع نحو السماء في الليل بعينيك، أو بتليسكوب صغير؛ وفي ذلك الوقت لم يكن هناك سبب للشك في هذا. [1]

 

ولكن الذي قدمه اينشتاين كان بمثابة صدمة للمجتمع العلم على حد كلام لورانس فقد غير اينشتاين الفكر السائد بخصوص ازلية الكون وهذا أيضا على حد كلام لورانس

 

إن اكتشاف أن الكون ليس استاتيكيا بل، على الأحرى، في تمدد، له دلالة فلسفية ودينية عميقة؛ لأنه يطرح أن لكوننا بداية، تنطوي على خلق والخلق يثير العواطف. وفي حين أن فكرة الانفجار الكبير استغرقت عدة عقود، بعد اكتشاف كوننا المتمدد في العام 1929 لكي تحقق التوكيد الإمبريقي المستقل، فقد بشَّر بها البابا بيوس الثاني عشر Pope Pius XII في عام 1951 كدليل على صحة سفر التكوين. فكما قال: يبدو أن علم العصر الحالي بقفزة واحدة رجوعا عبر القرون، قد نجح في أن يشهد على اللحظة الجليلة لـ (ليكن النور - Fiat Lux) حين انفجر مع المادة من اللاشيء بحر النور والشعاع، وانفصلت العناصر، وتمخضت وكوَّنت ملايين المجرات. لهذا، مع هذه الصلابة التي تميز الأدلة الفيزيائية، أكد (العلم) على إمكان الكون، والاستنباط صحيح الأساس أيضًا في ما يخص العهد الذي خرج فيه العالم من بين يدي الخالق من ثم كان الخلق. نقول: لهذا يوجد خالق. لهذا فإن الله موجود!».[2]

 

وهذا هو مختصر الموضوع حسب نظرة العلم الحديث ان الكون له بداية ولكن ماهي النظرية الدينية والفلسفية لهذا الموضوع ؟ أحببت في هذا المقال ان انظر من خلال اعين الكتاب المقدس والفيلسوف باروخ إسبينوزا وهذا له سببين ان الأول انا اؤمن به والثاني من يقرأ حياته يعلم انه كان متعمقاً في الكتاب المقدس العبري ( العهد القديم ) بحكم انه يهودي

اود في البداية البدء مع الكتاب المقدس ونرى ماذا يقدم بخصوص هذا الموضوع , نجد في الكتاب المقدس هذا النص الواضح ( "فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ." (تك 1: 1) في الدراسة اللغوية للنص نجد انه في البداية يحدثنا لا عن اله شخصي ولكن عن ما يسمى اله عموماً

 

بالمعنى الدقيق للكلمة، فإن كلمة אלהים هي اسم، أي أنه يمكن استخدامها لأي إله. وهي ليست اسمًا شخصيًا، مثل يهوه، أو إيل شداي، أو مردوخ، أو كيموش. ومع ذلك، وكما هو الحال مع الكلمة الإنجليزية "God"، فإنها غالبًا ما تعمل تقريبًا كاسم خاص. بالتأكيد في هذا الإصحاح، كلمة אלהים هي كلمة أكثر ملاءمة للاستخدام من יהוה (الرب): فهي تعني أن الله هو الخالق السيادي للكون كله، وليس فقط إله إسرائيل الشخصي [3]  

 

ברא أي "خلق" أولاً يجب ملاحظة أن الاله، إله إسرائيل، هو دائمًا موضوع " ברא "الخلق . الخلق لا يُنْسَب أبدًا إلى الآلهة الوثنية. ثانيًا، لا يذكر النص أبدًا ما يخلق الله منه. ثالثًا، المنتجات الأكثر شيوعًا للخلق هي الإنسان والجديد غير المتوقع الذي نادرًا ما يتم ذكره هو وحوش البحر والجبال والحيوانات أنه على الرغم من أن كلمة "ברא" لا تشير إلى الخلق من العدم، إلا أنها تحافظ على نفس الفكرة، وهي "خلق الله بلا جهد، وحر تمامًا وغير مقيد، وسيادته. لم يتم ذكر ما خلقه الله منه أبدًا". إن حقيقة أن الله خلق العالم من العدم أمر مفهوم بالتأكيد من خلال مقاطع أخرى من العهد القديم تتحدث عن خلقه لكل شيء بكلمته ووجوده قبل العالم (مز 148: 5؛ أمثال 8: 22-27) [4]

 

فمن خلال الدراسة اللغوية و التاريخية للنص نجد ان النص في البداية يتحدث عن اله بشكل عام ثم بعد ذلك يحدد ان الخالق هو اله إسرائيل تحديداً والمثير ان اله إسرائيل يخلق بكلمته كما جاء في المزمور ( "لِتُسَبِّحِ اسْمَ الرَّبِّ لأَنَّهُ أَمَرَ فَخُلِقَتْ،" (مز 148: 5).او حسب الامثال ( "«اَلرَّبُّ قَنَانِي أَوَّلَ طَرِيقِهِ، مِنْ قَبْلِ أَعْمَالِهِ، مُنْذُ الْقِدَمِ." (أم 8: 22) [5]. "مُنْذُ الأَزَلِ مُسِحْتُ، مُنْذُ الْبَدْءِ، مُنْذُ أَوَائِلِ الأَرْضِ." (أم 8: 23). "إِذْ لَمْ يَكُنْ غَمْرٌ أُبْدِئْتُ. إِذْ لَمْ تَكُنْ يَنَابِيعُ كَثِيرَةُ الْمِيَاهِ." (أم 8: 24). "مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقَرَّرَتِ الْجِبَالُ، قَبْلَ التِّلاَلِ أُبْدِئْتُ." (أم 8: 25). "إِذْ لَمْ يَكُنْ قَدْ صَنَعَ الأَرْضَ بَعْدُ وَلاَ الْبَرَارِيَّ وَلاَ أَوَّلَ أَعْفَارِ الْمَسْكُونَةِ." (أم 8: 26). "لَمَّا ثَبَّتَ السَّمَاوَاتِ كُنْتُ هُنَاكَ أَنَا. لَمَّا رَسَمَ دَائِرَةً عَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ." (أم 8: 27).ونحن نعلم ان الكلمة هو يسوع المسيح ( "فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ." (يو 1: 1) [6]. "هذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللهِ." (يو 1: 2). "كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ." (يو 1: 3).

 

على العموم حتى لا نشت عن الموضوع , حسب ما لدينا في سفر التكوين ان الكون خلق من اله وهذا الاله هو اله إسرائيل وهذا الاله خلق الكون من اللاشئ وأيضا هذا كان تفسير علماء اليهود في الرد على ان الله ليس بخالق ولكنه صانع صنع العالم من مدة قديمة

 

على أية حال، فإن التعاليم المباشرة للربانيين rabbis هي دائماً، مع النتيجة القائلة إن خلق العالم كان من لاشيء. يمكن أن نذكر هنا فقرة ذات دلالة خاصة. فجوابًا على تحدى واحد من الناس يوصف بأنه "فيلسوف" احتج بأن بعض ألفاظ سفر التكوين (۱ :۲) تشير إلى أشياء قديمة سابقة على الوجود خلق منها العالم، يقتبس الربى الذي يواجه هذا التحدى آيات من "الكتاب المقدس" ليبيّن أن الأشياء التى زعم الفيلسوف أنها قديمة وسابقة على الوجود ومع أنه من غير الواضح ما إذا كان الربي قد اعترف هي في الحقيقة مخلوقة. بأنها سابقة للوجود re-existent لكنه أنكر فحسب كونها أزلية eternal مع الله أو أنه أنكر الأمرين معا أى كونها سابقة للوجود وأزلية ، فإنه من الواضح تماما أنه كان مصراً على ما يسميه خلقا من عدم ex nihilo . وعلى أية حال، فإنه لا يوجد تعبير مطابق حرفيا للتعبير اليوناني ἐξ οὐδενός أو للتعبير "اللاتيني de ex nihilo أو ex nihilo صاغه الربيون لكي يعبروا به عن اعتقادهم بأن الخلق كان من لا شيء.[7]

 

وكان أيضا الجانب المسيحي يؤمن ان هذا النص يتحدث عن الخلق من اللاشئ وهذا نجده في الكثير من كتابات اباء الكنيسة ونأخذ منها على سبيل المثال ما ذكره كيرلس الكبير

 

إن الله بكل تأكيد هو الذي خلق الملائكة ورؤساء الملائكة، والعروش، والسلطانيين والقوات والرؤساء ومعهم أيضاً السرافيم، خلقهم من العدم ἐξ οὐκ ὄντων [8]

 

فنجد انه من خلال النظرة الكتابية الكون مخلوق من اللاشئ

 

والان لنلقي نظرة على الكون عند باروخ إسبينوزا, في الحقيقة مشكلة إسبينوزا انه لم ينفي ان الكون حادث فحسب بل قال ان الكون هو الاله نفسه

 

ويقول «كوليروس بعكس هذه الآراء تمامًا؛ فكتاب «الأخلاق» يبدأ في رأيه أولا بداية رائعة: «ومن ذا الذي يشك، حين يقرأ هذه البداية البديعة في أن فيلسوفا مسيحيا هو الذي يتحدث؟ ولكن عندما يختبر المرء ما يقوله اسپينوزا عن الله اختبارًا دقيقا، «يجد أن إلهه ليس إلا شبحًا، وإلها خياليًا، هو أبعد ما يكون عن الله فهو يستبيح لنفسه استخدام اسم الله وفهمه بمعنى لم يعرفه أحد من المسيحيين حتى اليوم.» وهكذا يفسر كوليروس إله اسپينوزا بأنه «ليس سوى الطبيعة - التي هي لا متناهية حقا، ولكنها جسمية ومادية - منظورًا إليها في كليتها وبجميع أحوالها» [9]

 

ولكن مشكلة إسبينوزا انه اقر بالفعل ان كل ما هو غير قادر على الوجود من ذاته هو عاجز فيقول اسبينوزا

 

في عدم القدرة على الوجود عجز وعلى العكس، في القدرة عليه قوّة (كما هو معلوم بذاته. وبالتالي فإذا كانت الكائنات المتناهية هي وحدها الموجودة بالضرورة في اللحظة الحاضرة، فالكائنات المتناهية ستكون أقدر من الكائن اللامتناهي إطلاقاً. بيد أن ذلك (كما هو معلوم بذاته) محال. وإما إذا أنه لا يوجد شيء، وإما أنه بالضرورة كائن لامتناه إطلاقاً. والحال أننا نوجد إما في ذواتنا وإما في شيء آخر موجود بالضرورة. (راجع البديهية 1 والقضية (7)، إذاً فالكائن اللامتناهي إطلاقاً، أعني بناء على القضية (6) الله، واجب موجود. [10]

 

فبتالي ان قلنا ان الكون حادث اذا فالكون حسب ما قدم إسبينوزا في شرحه عاجز على ان يكون الهاً باي شكل من الاشكال لانه من شروط الاله ان يكون واجب الوجود أي موجود بدون خلق وهنا نجد مشاكل عند اله اسبينوزا الذي هو الطبيعة المخلوقة ونجد اله الكتاب المقدس يستحق ان يصبح اله الحق لانه هو الخالق واجب الوجود

 

 



[1]  كون من لا شيء – لورانس كراوس – ترجمة غادة الحلواني – ص 26

[2] المصدر السابق – ص 29

[3] Wenham, G. J. (2002). Vol. 1: Word Biblical Commentary  : Genesis 1-15. Word Biblical Commentary (15). Dallas: Word, Incorporated

[4] Wenham, G. J. (2002). Vol. 1: Word Biblical Commentary  : Genesis 1-15. Word Biblical Commentary (14). Dallas: Word, Incorporated.

[5]  بمناسبة هل كان يتحدث النص عن خلق المسيح لم لا كان لي رد في هذا الموضوع مسبقاً ( https://t.me/epshoi12/24 )

[6]  يرجى مراجعة أيضا الملف الاتي بخصوص هل كان الكلمة الله ام الهاً ( https://t.me/epshoi12/20 )

[7] فلسفة المتكلمين – المجلد الثاني – ص 490

[8]  جلافيرا – المقالة الأولى على سفر التكوين – الوجود او العدم للإنسان القابل للسقوط

[9]  إسبينوزا - فؤاد ذكريا - ص ١٠٧

[10]  علم الاخلاق – باروخ إسبينوزا – القضية 11 , البرهان الثالث