‏إظهار الرسائل ذات التسميات الرد على الشبهات حول لاهوت المسيح. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات الرد على الشبهات حول لاهوت المسيح. إظهار كافة الرسائل

القديس كيرلس الكبير ونص خضوع الابن للاب ( وَمَتَى أُخْضِعَ لَهُ الْكُلُّ، فَحِينَئِذٍ الابْنُ نَفْسُهُ أَيْضًا سَيَخْضَعُ لِلَّذِي أَخْضَعَ لَهُ الْكُلَّ، كَيْ يَكُونَ اللهُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ." (1 كو 15: 28)

 




سلام ملك السلام عزيزي واهلا بك في مقال جديد وهذا مقال هو تفريغ لشرح القديس كيرلس  الكبير لنص خضوع الابن الذي يستخدمه الهراطقة لتشكيك في مساواة الابن بالاب في الجوهر الإلهي يقدم القديس كيرلس شرح و رد على المهاجمين المعترضين على لاهوت الابن وكذلك ازلية الابن بشرح للنص بأسلوب سليم وحتى لا تطيل المقدمة لندخل في الرد مباشرة

 

الرد

 

إن محاربي المسيح لا يدركون أنهم بهذه الأقوال يحاربون أيضاً تجديفهم. فلو قبلت فعلاً؟ أن يكون الابن أدنى من الآب، فلماذا تستعجل في تدعيم هذا الرأي قبل أن يخضع لأن بولس يقول: "حينئذ سيخضع"، فهو إذن يحدد الزمن الذي يحدث فيه هذا الأمر، أي في المستقبل، وبالتالي لا يظهر أنه خاضع الآن بالفعل. ثم كيف تظنونه ليس تجديفاً ما تقولونه من أن الابن لا يخضع الآن للآب، وإنه بطريقة ما يقف ضد ذاك الذي ولده؟ لأن من لا يخضع، إنما يفعل مشيئته هو. فإذا كان الأمر على هذا النحو، فما رأيكم فيما قاله المسيح: "لأني قد نزلت من السماء، ليس لأعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسلني" (يو 6: ٣٨)؟ ليتهم يقولون لنا – إذا كانوا قادرين على إدراك الكتب المقدسة – ما إذا كان تتميم مشيئة الآب لا يعني الخضوع؟ إذن. كيف يقال عمن يخضع الآن، إنه سوف يخضع حينذاك؟ ليتهم يسمعون إذن – عن حق "تضلون إذ لا تعرفون الكتب" (مت ۲۲: ۲۹) [1]

 

إذا كنتم تقبلون أن يكون الابن مخلوقاً ومصنوعاً، وبالتالي يخضع لهذه الأمور التي صارت، اخبرني إذن يا صاحب - وفق عدم تبصرك – إذا كان يمتلك جوهر العبد، فكيف لا يخضع الآن إلى آب الجميع، إذا كان المرنم يقول عن المخلوقات: "الكل عبيدك" (مز ۱۱۹: ۱۹)؟ نحن أمام أحد خيارين: إما أن نقول إن الآب لا يستطيع أن يخضع الابن له، دون أن يريد الابن ذلك، الأمر الذي يعني أن يكون الابن أسمى من الآب في حين أنه وفقاً لرأيكم هو الأدنى. وإما أن نقول إن الخضوع شيء حسن، لكن الابن لا يخضع الآن، طالما يقال عنه إنه سوف يخضع في المستقبل، وهو ما يمكنكم معه أن تحسبوه عليه خطية. فإذا كان ما قيل عنه من أبيه حقيقياً بأنه هو: "الذي لم يفعل خطية" (راجع 1 بط ۲: ٢٢، أش ٥٣: 9)، فليكن إذن هذا الحديث بعيداً عن أي سخف وعبث [2]

 

وكيف لا يكون واضحاً للجميع (وأنا هنا استخدم نفس كلامكم) أن المساوي يخضع في مرات كثيرة - من أجل التدبير - للمساوي له؟ ألا تصدقون أن الأنبياء روح واحدة؟ فكيف يقول بولس إن: "أرواح الأنبياء خاضعة للأنبياء" (1 کو 14: ۳۲)، بالرغم من أن لديهم نفس الجوهر ويشتركون في نفس الطبيعة؟ فلا الذين يخضعون، لهم طبيعة أدني، ولا أولئك الذين يخضع لهم لديهم طبيعة أسمى، أو أكبر). لأنه بالرغم من وحدة الجوهر التي تجمع كل البشر، إلا أن خضوعهم لبعضهم البعض ينتج آلافاً من الأمور الحسنه. وطالما أن هذا الأمر الحسن قد عين أيضاً لنا، وبطريقة ما، لا يخرجنا خارجاً عن حدود الطبيعة، فلماذا لا تتجنبوا هذا التجديف السخيف محافظين على مساواة الكلمة بالله (الآب)؟ [3]

 

الآب يفعل كل شيء بواسطة الابن، وهذا شكل من أشكال الخضوع، أي أنه يظهره على أنه يخضع لمشيئة الآب. فعندما قال الآب: "نعمل الإنسان" (تك 1: ٢٦)، أخذ الكلمة من الأرض طيناً وصنع هذا الذي تقرر. لأنه يقول: "كل شيء به كان" (يو 3:1). وحسناً يعلمنا بولس الرسول بأنه في الأزمنة الآتية سوف يصنع الله كل أيضاً بواسطة الابن، إذ يقول بكل حكمة: "ومتى أخضع له الكل، فحينئذ الابن نفسه أيضاً سيخضع للذي أخضع له الكل، كي يكون الله الكل في الكل" (1كو ١٥: ٢٨). أي كأنه يقول: لا يظنن أحد أننا سنكون نحن شركاء الآب في الحياة الآتية بطريقة مختلفة، لكن أيضاً بواسطة الابن. وتعبير "بواسطة الابن"، يعني الخضوع، دون أن يقلل ذلك أبداً مما يخص جوهر الابن، بل يعلن مقدماً بطريقة فائقة للعقل ولا نظير لها، وحدة الثالوث القدوس. لأنه لن يتمرد وقتذاك على ذاته، ولن يسبب بتغييرات فوضوية - إزعاجاً لهذا الذي هو غير متغير، بل في ذاك الوقت أيضاً، سيكون الآب بواسطة الابن الكل في الكل، حياة وعدم موت وفرحاً وقداسة وقوة، وكل ما أعطي كوعد للقديسين [4]

 

والذي هو خاضع الآن للآب، كيف يقال عنه إنه سوف يخضع بعد أزمنة، أو بالحري في الدهر الآتي؟ ألا يخضع الآن متمماً مشيئة الآب، مخلياً ذاتهكما هو مكتوب (أنظر فيلبي ٢: ٧) آخذاً شكل وهيئة عبد؛ لكي وهيئة عبد؛ لكي يتمم عمله، كما يقول هو ذاته (أنظر يو 17: 4)؟ أعتقد أن هذا واضح وضوحاً كاملاً للجميع، ويظهر حقاً بفحص الأمور. إذن كيف يقول لنا بولس العظيم إن الذي هو بالفعل خاضع الآن، سوف يخضع في المستقبل؟ ليتنا نفحص الشاهد بدقة: "ومتى أخضع له الكل، فحينئذ الابن نفسه أيضاً سيخضع للذي أخضع له الكل، كي يكون الله الكل في الكل" (1 کو 15: ۲۸). فماذا يريد أن يقول؟ المسيح أيضاً الآن خاضع للآب، لكن ليس في الكل، لكن فقط في هؤلاء الذين يؤمنون به (أنظر کو ١: ٢٢)، ولأجل هؤلاء قدم ذاته ذبيحة للآب كحمل بلا عيب، محتقراً الصليب والعار هكذا، ولأنه حررهم من كل خطية، قادهم أطهاراً وبلا دنس إلى الخالق. حسنا. عندما أبعد كل ضلال، وعرف ساكني المسكونة الإله الحقيقي، واعترفوا بالمسيح ملكاً وربا، خاضعين لوصاياه المخلصة، عندئذ، يكون الكل قد خضعوا، وسيخضع أيضاً هو لأجلنا، إلها ورباً ورئيس كهنة للكل، ومعطياً بواسطة ذاته للكل إمكانية أن يصيروا شركاء الآب الذي هو فيه. لأنه هكذا يصير الله الكل في الكل، بأن يكون في الكل بواسطة الابن كوسيط، ساكناً في كل واحد من أولئك الذين قد دعوا لكي يخلصهم [5]

 

لم يقل إن الابن سيخضع للآب، لكي يصير أدنى منه، بل لكي يصير الله الكل في الكل. هل  رأيت أنه يقدم الكلمة كوسيط بين الآب وبيننا؟ لأنه حينئذ سوف يكون أيضاً مع مانحاً ذاته لكل واحد حسب قياس النعمة، لكي نصير بواسطته شركاء الآب. طريقة الخضوع، بمعني أنه يخدم البركة التي يعطيها الآب ناقلا إياها بطريقة طبيعية بذاته لأولئك الذين قد دعوا للحياة الأبدية. هذا بالتأكيد لا يضع الابن خارج مكانته الطبيعة بتنازله لنا، لكنه حقاً يكون موجوداً على ما هو عليه، وسوف يخدم أيضاً حينذاك الآب مانحاً إيانا معرفة الله، بقدر ما نستطيع أن نتعلمه، ثم بعد ذلك يجب أن نفكر بكل هذا وبالآتي: عندما أخضعنا الآب للابن، لم يجعلنا شيئاً آخر من جهة الجوهر، ولا صرنا من جهة طبيعتنا مختلفين عن هذا الذي نحن عليه من البداية، بسبب الخضوع، لكنه جعل الخضوع يتم عن طريق تغيير الرأي وطرق المعرفة، هكذا الابن أيضاً، فبدون أن يخرج خارجاً عن حدود طبيعته (لأن الله لا يعرف التغير)، يعرف التغير)، خضع للآب، لكن وقتذاك سوف تكون هناك طريقة ما تظهر الابن بشكل عملي خاضعاً فقط بإرادته. ولكن خضوعه - على أية حال – لن يصير بتغيير في جوهره [6]

 

إن كان الابن قد صار أدنى من الآب، وأصبح مختلفاً عنه من جهة الطبيعة، وحدث أن خضع له في الوقت الذي حدده، طبقاً لما قاله بولس، دون أن يكون الآن، ألا يكون الابن مساوياً له الآن؟ وكيف لهذا الذي هو الآن مساو لذاك الذي ولده بحسب الطبيعة، يصير وقتذاك أدنى منه؟ لأنه إما أن يحدث فيه تغير ما ونقصان، عندئذ تسقط الإلوهية من الآن فصاعداً، ولأن هذا الكلام محض تحديف وهذيان، فإننا نقول: دعهم يشرحون لنا كيف يحدث هذا النقص. ولأن الابن لا يقل أبداً عن الآب من جهة الجوهر، فلا يمكن أن يقلل من ذلك خضوع الابن له [7]

 

 

هنا يكون انتهى كلام القديس كيرلس ولكن اريد ان اضيف شيء صغير

 

قال القديس كيرلس ( إن: "أرواح الأنبياء خاضعة للأنبياء" (1 کو 14: ۳۲)، بالرغم من أن لديهم نفس الجوهر ويشتركون في نفس الطبيعة؟ فلا الذين يخضعون، لهم طبيعة أدني، ولا أولئك الذين يخضع لهم لديهم طبيعة أسمى، أو أكبر). لأنه بالرغم من وحدة الجوهر التي تجمع كل البشر، إلا أن خضوعهم لبعضهم البعض ينتج آلافاً من الأمور الحسنه )

 

اذ قولنا ان الابن خضع للاب فهذه لا تشكل مشكلة لانه حسب نص انجيل يوحنا 1 والعدد 18 ان الابن من نفس طبيعة الاب

 

ألله لم يره أحد قط؛ ألإله، الابن الوحيد، الذي هو في حضن الآب ( يو1 : 18 الترجمة البوليسية ) و النص اليوناني استخدم ( μονογενὴς ) [8] والتي تعني المولود الوحيد [9]

 

فبتالي الابن يظل من نفس طبيعة الاب لانه مولود منه يقول القديس كيرلس أيضا : ولد منه بحسب الطبيعة، وهو في نفس الوقت أيضاً أزلي مثل الحرارة من النار، أو الرائحة من الورد [10]

 

فاذ خضع الابن لابيه لا يجعل الابن درجة اقل من طبيعة ابية البشرية لان الخضوع لا يعني بالضرورة ان يجعل الابن الذي له نفس طبيعة ابيه المولود منه اقل

 

ويؤكد القديس كيرلس أيضا ان خضوع الابن كان في تجسده لانه كما قال الكتاب اخذ الابن صورة عبد صائر في شبه الناس مع انه كان هو ذاته معادلا للاب [11] ولكن هذا التجسد لم يفصل طبيعة الابن عن الاب او يجعلها اقل منه

 

يقول القديس كيرلس أيضا : أجاب المسيح لفيلبس حين تحدث الآب؟: «ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب في» (يو ١٤: ١٠). بالتالي، يستحيل إطلاقاً أن يوجد الواحد من الاثنين بدون الآخر. بل حيث ندرك أن الآب كائن (وأيضاً بالطبع في كل مكان) هناك أيضاً لا محالة يكون الابن، وهناك حيث الابن كائن، يوجد هناك أيضاً الآب. فإن كان الابن حقاً شعاع الآب، والكلمة، وحكمة، وقوة، فكيف يمكن أن نعتقد -على الإطلاق- أن الآب بدون كلمة وقوة وحكمة؟ وكيف يمكن أيضاً أن ندرك حكمة الله وكلمته وقوته بدون الآب؟ [12]

 

في الأخير

 

الذين يهاجمون الايمان المسيحي هم فقط لا يعرفون الكتاب كما اكد القديس كيرلس الكبير باستشهاده بالنص المقدس فهم فقط بيحثوا على ما يؤكد كلامهم فقط حتى لو كان بالقص والتجديف على الله

 

واكتفي بهذا القدر

 

وللرب المجد الدائم امين



[1] الكنوز- ترجمة الدكتور جورج عوض  – المقال 29 – الفقرة 2

[2]  المصدر السابق – فقرة 3

[3] المصدر السابق – فقرة 5

[4]  المصدر السابق – فقرة 7

[5]  المصدر السابق – الفقرة 8

 

تعليق صغير من المترجم : الكلمة تجسد وصار خادماً للأقداس الحقيقية، وهذا ما أكد علية القديس كيرلس في موضع آخر، قائلاً: "لقد عين عمانوئيل حقاً كمشرع، ورئيس كهنة لأجلنا بواسطة الله الآب مقدماً ذاته ذبيحة لأجلنا (انظر عب 9: ١٤)؛ لأن الناموس، كما يقول بولس الطوباوي: "يقيم أناساً بهم ضعف رؤساء كهنة. وأما كلمة القسم التي بعد الناموس فتقيم ابناً مكملاً إلى الأبد" (عب 7: ٢٨). إذن، فقد نزل الكلمة من السماء وصار مشابهاً لنا، خادماً للأقداس والخيمة الحقيقية التي أقامها الرب، وليس أي إنسان". السجود والعبادة بالروح والحق، المرجع السابق، الجزء السادس، المقالة العاشرة ص 34

 

الهامش الثاني للفقرة 8

 

[6] المصدر السابق – فقرة 9

[7]  المصدر السابق – فقرة 10

[8] Nestle Greek New Testament 1904 Θεὸν οὐδεὶς ἑώρακεν πώποτε· μονογενὴς Θεὸς ὁ ὢν εἰς τὸν κόλπον τοῦ Πατρὸς, ἐκεῖνος ἐξηγήσατο

[9] Strong's 3439

[10] الكنوز  - الفصل  ٥ – الفقرة  ٢٥

[11] "الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلًا للهِ." (في 2: 6). "لكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ." (في 2: 7)

 

[12] ضد الذين يتصورون ان لله هيئة بشرية - الفصل 18


هل المسيح مخلوق - دراسة لنص بكر كل خليقة

 


هي لنقوم بعمل دراسة لنص الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ." (كو 1: 15). ونرى هل هو حقا يجعل المسيح مجردمخلوق ام له معنى لاهوتي كبير 


في البداية سنأخذ النص باللغة اليونانية 



ς στιν εκν το Θεο το οράτου, πρωτότοκος πάσης κτίσεως [1] 



سنأخذ القسم الاول من النص ( ς στιν εκν το Θεο το οράτου ) هو يكون متماثل للغير المرئي الله او حسب ماذكر فيالنص ( الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ ) وهذا النص يتفق مع نص العبرانين : الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ،وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي،" (عب 1: 3). ونص انجيل يوحنا : ألله لم يره أحد قط؛ ألإله، الابن الوحيد، الذي هو في حضن الآب ( يو1 : 18 الترجمة البوليسية ) ونص اخر من فمالمسيح : وَلاَ أَحَدٌ يَعْرِفُ الآبَ إِلاَّ الابْنُ (مت 11: 27


فنرى في بداية النص ان المسيح هو رسم جوهر الاب وهو الذي يعرف ولا احد يعرفه غير الابن والذي يخبر عنه ونزى الاب فيه هو الابن لذلكقال المسيح : اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ (يو 14: 9فالنص نفسه منذ بدايته يتحدث عن لاهوت الابن وانه رسم جوهر الاب



يقول القديس امبروسيوس : إذ هو نفسه صورة الله غير المنظور غير الفاسدفليشرق عليكم كما في مرآة الناموساعترف به في الناموسحتى يمكنك أن تعرفه في الإنجيل [2]


اوريجانوس العظيم : لنتبصر أولًا وقبل شيءٍ ما هي الأشياء التي تدعي صورًا في الحديث البشري العاديأحيانًا يستخدم تعبير"صورةعلى رسم أو نحت على مادة ما مثل الخشب أو الحجارةأحيانًا يُقال عن الطفل إنه صورة الوالد (أو الوالدةعندما يحمل شبهًالملامح والده في كل جانب... بخصوص ابن الله الذي نتحدث عنه الآنفإن الصورة يمكن أن تقارن بالتوضيح الثاني هنافهو الصورة غيرالمنظورة لله غير المنظور [3]


القديس اغسطينوس :   يمكن أن توجد صورة بين الآباء والأبناء ومساواة وتشابه لو كان فارق السن غير قائملأن تشابه الطفل يأتي منالوالد حتى يُدعي بحق صورة... على أي الأحوال في الله لا يوجد عامل الزمن، فلا يمكن تصور إن الله ولد الابن في زمن هذا الذي خلالهأوجد الأزمنةلهذا ليس فقط الابن صورته لأنه منه (الله), والشبه لأجل الصورةبل والمساواة عظيمة هكذا حيث لا يوجد أي تمييز مؤقت يقفحائلًا بينهما [4]


ويقول القديس إيريناؤس :  إذًا الآب هو الرب والابن هو الرب والآب هو الله والابن هو الله لأن المولود من الله هو الله وهكذا يظهر إلهواحد في جوهر وقوة كيانه [5]


ويقول وليم ماكدونالد : يوصف الرب هنا بأنه صورة الله غير المنظور ينقل فكرة أن الرب يسوع مكننا من رؤية ما هو شكل الله الله روحولذلك فهو غير مرئي لكن في شخص المسيح ، جعل الله نفسه مرئيًا للعيون الفانية بهذا المعنى ، فإن الرب يسوع هو صورة الله غيرالمنظور من رآه فقد رأى الآب [6]


ونضع نصوص العهد القديم التي تقول لا احد مثل الله 


إرميا10 عدد6: لا مثل لك يا رب عظيم انت وعظيم اسمك في الجبروت ، إشعياء46 عدد5:  بمن تشبهونني وتسووننيوتمثلونني لنتشابه ، وفي إشعياء 45 عددكما يلي :انا الرب وليس آخر.لا اله سواي.نطّقتك وانت لم تعرفني ، مزمور 89 عدد6:  لانه من في السماء يعادل الرب.من يشبه الرب بين ابناء اللهإشعياء40 عدد25  : فبمن تشبهونني فأساويه يقولالقدوس ، إشعياء40 عدد18: فبمن تشبهون الله وأي شبه تعادلون به


فالله لا احد مثل سوى الله نفسه اي ان المسيح هو رسم جوهر الله ومثل الله لانه هو الله 



القسم الثاني من النص يقول : ( πρωτότοκος πάσης κτίσεως ) كلمة بكر هنا ( πρωτότοκος ) بمعنى اول مولود [7] وجأت الكلمة فيالكثير من الاعداد في الكتاب المقدس سنأخذ منها مثالين او ثلاثة


"وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَوَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ." (مت 1: 25)


RP Byzantine Majority Text 2005
κα οκ γίνωσκεν ατν ως ο τεκεν τν υἱὸν ατς τν  ((( πρωτότοκον )))  κα κάλεσεν τ νομα ατοησον


فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ." (لو 2: 7)



Westcott and Hort 1881
κα τεκεν τν υἱὸν ατς τν (( πρωτότοκον ))) κα σπαργάνωσεν ατν κα νέκλινεν ατν ν φάτν, διότι οκ ν ατος τόπος ν τ καταλύματι


لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ." (رو 8: 29)


Greek Orthodox Church 1904
τι ος προέγνω, κα προώρισε συμμόρφους τς εκόνος το υο ατο, ες τ εναι ατν (( πρωτότοκον )) ν πολλος δελφος


فالمقصود من لفظ البكر هو ان يكون فوق ان يكون هو الرأس نفسه لان المسيح بالجسد رأس البشرية : ألستم تعلمون أن أجسادكم هيأعضاء المسيح ؟ ” ( اكو 15:6 )  وأما أنتم فجسد المسيح وأعضاؤه أفراد ” ( 1 كو 27:12 ) . إذن المسيح هو رأس لنا كما أنه رأسالكنيسة 


مفهوم ”البكر“ في العهد القديم:


ولكي نفهم معنى كلمة ”البكر“ التي يستعملها بولس الرسول هنا، علينا أن نرجع لمعنى هذه الكلمة كما تَرِد في العهد القديم:

1 – ”البكر“ في العهد القديم يعني الابن المولود أولاً، حتى وإن سبقه أخوات في الولادة، فالبكر يكون من الذكور فقطهذا الطفل الذكرالبكر يكون له مكانة رائدة في الأسرة، ويتبوأ مكان الصدارة في العائلة عند وفاة الوالد، وله الحق في نصيب اثنين في الميراث.

2 - كان ”البكر“ يُعتبر مِلْكاً خاصاً لله: «قدِّس لي كل بكر، كل فاتح رحم من بني إسرائيل، من الناس ومن البهائم، إنه لي» (خر 13: 2).

3 – كانت البكورية أو حق الابن الأكبر ترجع إلى الوالد نفسه وليس إلى مجرد ترتيب الولادة للأطفال، وكان من حق الوالد أن يسحب حقوقالبكورية من الابن الأكبر ويعطيها لطفل آخر من أولادهفمثلاً في سفر التكوين (تك 25: 29-34) كان من حق الابن الأكبر أن يبيع بكوريتهلأخيه الأصغر منه، كما فعل عيسو وباع حق البكورية لأخيه يعقوب، ومع ذلك لم يعترف أبوهما إسحق بهذا الأمر وطلب من عيسو أن يصنعله وليمة صيد حتى يأكل ثم يُباركه، متغاضياً عن الاتفاق الذي تم بين عيسو ويعقوب (تك 27: 19). وفي الجيل التالي لهذه الواقعة، لم يمنحيعقوب ابنه الأكبر رأوبين حق البكورية، بل أعطاها ليوسف ابن زوجته المحبوبة راحيلوقد أفصح عن ذلك علانية عندما صنع ليوسف قميصاًملوناً لتمييزه على باقي إخوته (تك 37: 3-4)، وبهذا التمييز أعطى يعقوب ليوسف حق البكورية مما أثار ضده غيرة إخوته، خاصة عندماأعطى يوسف لإخوته الانطباع برئاسته عليهم بواسطة الأحلام التي كان يقصها عليهموحتى يوسف نفسه المعتَبَر أنه بكر عندما قدَّم ولديهلأبيه يعقوب ليُباركهما، قدَّم يعقوب الابن الأصغر على الابن الأكبر (تك 48: 13-20).

4 – مرة أخرى نجد في العهد القديم أن كلمة ”بكر“ أحياناً لا تُطلَق على الابن المولود طبيعياً أولاً، بل الابن الذي سوف يصير قائداً أو مميزاًعندما طلب الله من إبراهيم أن يُقدِّم له إسحق محرقة، قال له: «خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحق» (تك 22: 2)، مع أنه لم يكن وحيده، ولكنالمقصود هنا بالابن الوحيد، وبالتالي الابن البكر، الابن المحبوبوفي سفر ميخا وسفر زكريا نجد أن المقصود بالابن البكر الابن المحبوب منوالديه أو العزيز جداً لديهم: «بِمَ أتقدم إلى الرب وأنحني للإله العلي؟... هل أُعطي بكري (أي ابني المحبوبعن معصيتي، ثمرة جسدي عنخطية نفسي» (ميخا 6: 7،6)، «وأفيض على بيت داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرُّعات، فينظرون إليَّ، الذي طعنوه، وينوحونعليه كنائح على بكره (أي ابنه المحبوب)» (زك 12: 10).

5 – معنى آخر يقابلنا في العهد القديم لمفهوم البكر، وذلك عندما دعا الله إسرائيل بأنه ابنه البكر، وذلك في حديثه مع موسى النبي: «فتقوللفرعونهكذا يقول الربإسرائيل ابني البكر» (خر 4: 22)، وهو نفس المعنى الذي كرره بعد ذلك إرميا النبي: «لأني صرت لإسرائيل أباً،وأفرايم هو بكري» (إر 31: 9). والمعنى الوارد في هاتين الآيتين، والذي لم يتكرر في العهد القديم بعد ذلك، لا نجد أي تلميح أن الله قد ولدإسرائيل، لكنه يقصد أن إسرائيل هو الشعب رقم واحد أو الشعب المفضَّل أو المختار لديهأو الشعب القريب إلى قلبه، مَن يخطئ نحو هذاالشعب فكأنه يسيء إلى الله نفسه، ومِن ثمَّ عليه أن يتحمل عقوبة خطئهففي سفر الخروج عندما رفض فرعون أن يُطلِق إسرائيل، قال الرب: «أطلق ابني ليعبدني، فأبيتَ أن تُطلقه، ها أنا أقتل ابنك البكر» (خر 4: 23).

6 – أخيراً، نجد أن الملك الذي سيملك على كرسي داود سوف يُسمَّى ”الابن البكر“: «هو يدعوني أبي أنت، إلهي وصخرة خلاصي، أناأيضاً أجعله بكراً، أعلى من ملوك الأرض» (مز 89: 27،26). واضح هنا أيضاً أنه لا يوجد ولادة حسب الجسد لهذا الابن البكر، لكن اللهسوف يجعله بكراً له، أي سيجعله أعلى من كل ملوك الأرضفالابن البكر هنا يعني مكان الصدارة والكرامة والمجد الذي سيحتله الملكالداودي [8]



ويقول القديس اثناسيوس : الله الذي كان للناس خالقاً، صار لهم فيما بعد أباً، بسبب كلمته الذي سكن فيهمأما بخصوصالكلمة، فالأمر معكوس، فالله وهو آب له بالطبيعة، صار له فيما بعد خالقاً وصانعاً، حين لَبِسَ الكلمة جسداً مخلوقاًومصنوعاً وصار إنساناً... فحينما لَبِسَ الكلمة جسداً مخلوقاً وصار مُشابهاً لنا من جهة الجسد، فقد صار من اللائق أنيُدعَى أخاً“ لنا وبكراً “ لنافمع أنه قد صار من بعدنا ولأجلنا إنساناً وأخاً لنا بسبب مشابهة جسده لأجسادنا، لكنه معذلك يُدعى ويكون بالفعل بِكْراً لنالأنه بينما كان جميع الناس هالكين بسبب معصية آدم، فإن جسده، كأولٍ بين جميعالأجساد الأخرى، قد نجا وتحرَّر لأنه كان جسداً ”للكلمة“ نفسه؛ ومن بعده نحن أيضاً لمَّا نصير جسداً واحداً معه نخلُصأيضاً على مثاله... فإنه هو ”الابن الوحيد“ بسبب ولادته من الآب، وهو ”البكر“ بسبب تنازله إلى خليقته، واتخاذه إخوةكثيرين له [ 9 ] 


ويقول القديس كيرلس الكبير : بسبب محبة الآب لخلائقه، قد دعا الابنُ نفسَه بكراً لكل خليقة (1كو 1: 15). فهو بكر من أجلنا نحن، حتىتصير الخليقة كلها كأنها مطعَّمةً فيه، كما في أصل جديد غير مستهدَف للموت، فتنبت من جديد من الكائن الأزلي نفسه [10]


ويقول ذهبي الفم : ليتنا لا نمسك فقط بالمسيح بل لنلتصق به، لأننا إن افترقنا عنه فإننا نهلك، كما يقول: «الذين يبعدونعنك يهلكون» (مز 73: 27). فلنلتصق إذاً به، لنلتصق به بأعمالنا، لأنه يقول: ”الذي يحفظ وصاياي فهو الذي يثبت فيَّ“ (انظر يو14: 21). وهو يوحِّدنا به بأمثلة كثيرةفانظرإنه هو الرأس ونحن الجسدفهل يمكن أن توجد أية فجوة بين الرأسوالجسد؟ إنه هو الأساس ونحن البناءهو الكرمة ونحن الأغصانهو العريس ونحن العروسهو الراعي ونحن الخرافهو الطريق ونحن السائرون فيهنحن الهيكل وهو الساكن فيناهو ”البكر“ ونحن إخوته. هو الوارث ونحن شركاؤه فيالميراثهو الحياة ونحن الأحياءهو القيامة ونحن القائمونهو النور ونحن المستنيرونكل هذه تفيد الاتحاد ولا تتركفرصة لوجود أقل فجوة بيننا وبينه [11]


ويقول القمص انطونيوس فكري : بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ = كلمة بكر في اليونانية تشير لمعنى المولود الأول، فالمسيح أو الابن هو مولود من الآبوليس مخلوق، التعبير لا يعني أول خلق اللهوكلمة بِكْر تعني رأس أو بداءة أو مُبدِئ كل خليقة الله، فكل شيء به كان وبغيره لم يكن شيءمما كان(يو1: 3) والخليقة مخلوقة وليست مولودةونسمع بعد ذلك أنه هو الخالق، فكيف يكون خالقًا ومخلوقًا في الوقت نفسه الْكُلُّ بِهِ.وإذا كان هو خالق الكل "وكل شيء به كانفهل خلق نفسه؟ وهو "قوة الله وحكمة الله(1كو1: 24) فهل الله كان بدون حكمة ثم خلق لنفسهحكمة؟!

فإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّالفاء تشرح وتفسر معنى قوله بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ أي لأنه هو الخالق فهو بكر كل خليقةهذه العبارةتساوي "به كان كل شيء(يو3:1) وقوله فيه يعني بواسطته BY HIM، وجاءت الترجمة الإنجليزية لهذه الآية "به كان كل شيءهكذا = "All things were made through Him".

وعن طريقه خرجت الخليقة، فهو البداية ومنه فاضت الحياة فهو له قدرته وسلطانه على جميع الأشياء فهو الذي أوجدهاوهكذا قال الرسول: "الله خالق الجميع بيسوع المسيح(أف 9:3) + (عب 2:1).

الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ = المسيح ابن الله هو الذي خلق الكل "به كان كل شيء وبغيره لم يكن شيء مما كان(يو1: 3) وهذه تساوي الكل بهقد خُلِق .

وله قد خُلق = وهدف الخلقة مجد الله كما قيل في إشعياء "بكل من دعي باسمي ولمجدي خلقته وجبلته وصنعته(إش43: 7) أي إظهارمجد الله وإنعكاس مجد الله على خليقتهوالله خلق الإنسان ليفرح فيسبحه، وليحيا الإنسان أبديا في حياة فرح وتهليل بالله.

وبالخطية فسدت الخليقة وماتت، ولكن قصد الله لا يمكن أن يبطل أو يوقفه شيء.

وَلَهُ قَدْ خُلِقَ = وتجسد ابن الله ليعيد الصورة كما أرادها الله، وليتمجد اسم الله . وكان أن تجسد المسيح ليجمع من قبلوه في جسد واحد هورأسه، وهذا الجسد أي الكنيسة تقدم الخضوع لله (1كو15: 28).

الابن هو الأول والآخِر أي الأزلي والأبدي، لا بداية له ولا نهاية لهوهو البداية والنهاية (رؤ1: 8) بدأ في الزمن يخلق الخليقة وذلك ليتمجدالله فكان البداية، ولما فسدت الخليقة تجسد ليعيدها كما قصد الله منذ البدء أي لتمجد الله فصار النهاية.

خلقنا الابن ولما انفصلنا بالخطية جاء وتجسد ليتحد بجنسنا الإنساني ويصير رأسا لهذا الجسد (الخلقة الثانية). والابن بلاهوته متحدبالآب، والمسيح بتجسده قيل "أدخل البكر إلى العالم(عب1: 6) صار بناسوته متحدا بطبيعتنا الإنسانيةالمسيح هو الابن الوحيد الجنس،له طبيعة واحدة من طبيعتين، الطبيعة اللاهوتية والطبيعة الناسوتيةولذلك قال المسيح "أنا فيهم وأنت فيَّ (يو17: 23) وقال "في ذلك اليومتعلمون إني أنا في أبي، وأنتم فيَّ، وأنا فيكم(يو14: 20)هو في الآب بلاهوته وهو متحد بنا بناسوته، وأعطانا حياته المقامة من الأمواتنحيا بهافالابن بتجسده وحدنا في جسدهولأنه هو بكر الآب [بكر في الإنجليزية = first born] فهو المولود من الآب بلاهوته أزليا، هو ابنالله بالطبيعةوبإتحاد ابن الله بنا صيَّرنا أبناء لله، وعلمنا أن نصلي "أبانا الذي في السموات"، وقال لمريم المجدلية "اذهبي إلى اخوتيوقولي لهمإني أصعد إلى أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم". (يو20: 17)وهذا معنى أنه بكر كل خليقة، هو خالق الخليقة الأولى (آدموهورأس الخليقة الجديدة التي صار لها البنوة لله، صار هو "بكرًا بين إخوة كثيرين(رو8: 29).  صار هو رأس الخليقة الثانية = رأس الجسد،الكنيسة (آية18) وكان هذا سبب سرور الآب حين أعادنا المسيح بفدائه لنكون أبناء لله فقال الآب "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت(مت3: 17) [12]



فهذا النص هو نص خريستولجي قوي :  الموضوع الأساسي لهذه الترنيمة هو وساطة المسيح ، أولاً في الخليقة ، ثم في المصالحة تستحضر العناوين في أول سطرين من كل مقطع صورة الحكمة - "صورة" (حك 7:26) ، "بدايةو "بكر" (أمثال 8:22 ؛ سير 1: 4) - الذي كان حاضرًا مع الله  منذ الأزل (حكمة 9: 4 ، 9) ، ومشارك في الخلق (أمثال 3’:19 ؛ 8: 30  ؛ حكمة 8: 5 ،  مز 104: 24) العباراتمليئة بالعمق ، لكنها لا تقدم فهمًا لا لبس فيه لشخص المسيح ورسالته [13] فهي ترنيمة خريستولوجية : الترنيمة الكريستولوجية [14]


اذا من خلال دراسة النص نجد انه نص خريستولوجي يتكلم في مقطعه الاول عن ان المسيح هو رسم الجوهر الالهي ويتكلم عن لاهوته ثمبعد ذلك يتكلم عن انه رأس كل الخليقة لانه هو خالقها ثم تكلم عن تجسده في صورة الانسان واتخذ جسد مخلوق :  لأن الكلمة ـ منذ البدءـ عندما خَلَقَ المخلوقات، تنازل إلى مستواها حتى يتيسر لها أن تأتى إلى الوجودلأن المخلوقات ما كان ممكنًا لها أنتحتمل طبيعته ـ التى هى بهاء الآب الخالص ـ لو لم يتنازل ويعضدها ويمسك بها ويحضرها إلى الوجود بسبب محبةالآب للبشر.( القديس اثناسيوس الرسولي



واكتفي بهذا القدر وللرب المجد الدائم امين


_______________________________


[1] Nestle Greek New Testament 1904


[2] Letters, 20.


[3] De principiis, 1:2:6.


[4] Three Different Questions, 74


[5] Irenaeus Against Heresies III Chapter IX


[6] “BELIEVER’S BIBLE COMMENTARY WILLIAM MACDONALD ) P. 6098


[7] Strong's G4416


[8] تفسير رهبان دير ابو مقار 


[9] ضد الأريوسيين 2: 62،61


[10] الكنز في الثالوث 25


[11] العظة الثامنة في تفسير 1كو 3: 11


[12] تفسير القمص انطونيوس فكر ( كولوسي 1 : 15 )


[13] THE OXFORD BIBLE COMMENTARY EDITORS John Barton, Oriel and Laing Professor of the Interpretation of Holy Scripture, University of Oxford John Muddiman, Fellow of Mansfield College, Oxford ) P . 1194 


[14] the oxford bible commentary The Pauline Epistles edited by JOHNMUDDIMAN and JOHNBARTON ) P. 208