في أي ساعة صلب السيد المسيح ؟


 

متى صلب المسيح وهل هناك تناقض في قصة صلب المسيح ؟ سنأخذ النصوص وندرسها سويًا ونرى هل هناك تناقض ام لا لذلك لنعرضالشبهة ثم نبداء بالرد


الشبهة



فمرقص في ترجمة الفانديك يقول الساعة الثالثة صلبوه "وكانت الساعة الثالثة فصلبوهمرقص 15: 25 ترجمة فانديك 

ويوحنا يقول في ترجمة الفانديك .. الساعة السادسة لم يكونوا بعد صلبوه "وَكَانَ اسْتِعْدَادُ الْفِصْحِ ، وَنَحْوُ السَّاعَةِالسَّادِسَةِفَقَالَ لِلْيَهُودِهُوَذَا مَلِكُكُمْ!. فَصَرَخُواخُذْهُخُذْهُ ! اصْلِبْهُقَالَ لَهُمْ بِيلاَطُسُأَأَصْلِبُ مَلِكَكُمْ؟ أَجَابَ رُؤَسَاءُالْكَهَنَةِلَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ!. فَحِينَئِذٍ أَسْلَمَهُ إِلَيْهِمْ لِيُصْلَبَيوحنا 19 : 14 - 16 ترجمة فانديك


الرد


لنعرف اولا ما معنى الساعة الثالثة والساعة السادسة 


( 1 ) كانت الساعة الثالثة هي التاسعة صباحًا والساعة السادسة هي الثانية عشرة ظهرًا 


اذا نجد ان انجيل مرقس يقول ان المسيح قد صلب في الساعة التاسعة صباحا ولكن يوحنا يقول الثانية عشر اذا من هو الصحيح هنا هلهو مرقس ام يوحنا ؟


فالبداية سنقول قد (((( علق المسيح على الصليب في الثانية عشرة ظهرًا كما قال يوحنا )))) وجزئية مرقس سوف ندرسها من داخلالاصحاح


وفي البداية يجب نؤكد ما قاله عالم النقد النصي بروس متزجر ان لكل كاتب انجيل اسلوبه الخاص ( 2 ) 

ما يحفظه الإنجيليون من أجلنا ليسوا استنساخ فوتوغرافية لجميع الكلمات وجميع أفعال يسوع، ولكن هناك شيء أكثر مثل أربعة صورتفسيريةكل من هذه الصور يقدم أبرز تمييز مميز لشخص يسوع وعمله وجمعت الاناجيل الاربعة معا فهي توفر وتمثل حساب متنوعومتوازن لما قاله يسوع 



والان لنعرف ماهو اسلوب انجيل مرقس ( 3 ) لم يكتب القديس مرقس لليهود كرجال متدينين ولا لليونان كرجال فلسفة وفكر، وإنما للرومانوهم رجال عمل، لذلك جاء السفر صغيرًا في حجمه بلا مقدمات، اهتم بإبراز السيد المسيح في أعماله المستمرة أكثر منه في عظاته أوخطاباته.



اذا فنجد ان انجيل مرقس يعتمد على شيئا الابراز والاختصار يتكلم بأختصار ويظهر اعمال بشكل مستمر وهذة الفكرة سنقوم بتطبيقهاعلى هذا الاصحاح من الانجيل 




وللوقت في الصباح تشاور رؤساء الكهنة والشيوخ والكتبة والمجمع كله، فأوثقوا يسوع ومضوا به وأسلموه إلىبيلاطس

فسأله بيلاطسأنت ملك اليهود؟ فأجاب وقال لهأنت تقول

وكان رؤساء الكهنة يشتكون عليه كثيرا

فسأله بيلاطس أيضا قائلاأما تجيب بشيء؟ انظر كم يشهدون عليك

فلم يجب يسوع أيضا بشيء حتى تعجب بيلاطس

وكان يطلق لهم في كل عيد أسيرا واحدا، من طلبوه

وكان المسمى باراباس موثقا مع رفقائه في الفتنة، الذين في الفتنة فعلوا قتلا

فصرخ الجمع وابتدأوا يطلبون أن يفعل كما كان دائما يفعل لهم

فأجابهم بيلاطس قائلاأتريدون أن أطلق لكم ملك اليهود

10 لأنه عرف أن رؤساء الكهنة كانوا قد أسلموه حسدا

11 فهيج رؤساء الكهنة الجمع لكي يطلق لهم بالحري باراباس

12 فأجاب بيلاطس أيضا وقال لهمفماذا تريدون أن أفعل بالذي تدعونهملك اليهود

13 فصرخوا أيضااصلبه

14 فقال لهم بيلاطسوأي شر عمل؟ فازدادوا جدا صراخااصلبه

15 فبيلاطس إذ كان يريد أن يعمل للجمع ما يرضيهم، أطلق لهم باراباس، وأسلم يسوع، بعدما جلده، ليصلب

16 فمضى به العسكر إلى داخل الدار، التي هي دار الولاية، وجمعوا كل الكتيبة

17 وألبسوه أرجوانا، وضفروا إكليلا من شوك ووضعوه عليه

18 وابتدأوا يسلمون عليه قائلينالسلام يا ملك اليهود

19 وكانوا يضربونه على رأسه بقصبة، ويبصقون عليه، ثم يسجدون له جاثين على ركبهم

20 وبعدما استهزأوا به ، نزعوا عنه الأرجوان وألبسوه ثيابه، ثم خرجوا به ليصلبوه

21 فسخروا رجلا مجتازا كان آتيا من الحقل، وهو سمعان القيرواني أبو ألكسندرس وروفس، ليحمل صليبه

22 وجاءوا به إلى موضع جلجثة الذي تفسيره موضع جمجمة

23 وأعطوه خمرا ممزوجة بمر ليشرب، فلم يقبل

24 ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليهاماذا يأخذ كل واحد



يسرد لنا مرقس هنا قصة الصليب بطريقة لابراز عمل المسيح في مقدمة الاصحاح الي ان وصل الي هنا فهذة جزئية مهمة جدا 


((((( ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليهاماذا يأخذ كل واحد ))))


اذا نجد انه هنا ذكر كل القصة ووصل الي انه صلب واقترعوا على ثيابه وبعد ذلك يبداء الكتاب في ذكر قصة جديدة بقوله وفي الانتقالالسريع في سرد حدث اخر 



25 وكانت الساعة الثالثة فصلبوه

26 وكان عنوان علته مكتوباملك اليهود

27 وصلبوا معه لصين، واحدا عن يمينه وآخر عن يساره

28 فتم الكتاب القائلوأحصي مع أثمة

29 وكان المجتازون يجدفون عليه، وهم يهزون رؤوسهم قائلينآه يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة أيام

30 خلص نفسك وانزل عن الصليب

31 وكذلك رؤساء الكهنة وهم مستهزئون فيما بينهم مع الكتبة، قالواخلص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها

32 لينزل الآن المسيح ملك إسرائيل عن الصليب، لنرى ونؤمنواللذان صلبا معه كانا يعيرانه

33 ولما كانت الساعة السادسة، كانت ظلمة على الأرض كلها إلى الساعة التاسعة





فنجد هنا كاتب الاصحاح يقول ( وكانت الساعة الثالثة فصلبوه ) مع انه في نفس الوقت قد قال الكاتب في العدد الذي قبله ( ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليهاماذا يأخذ كل واحد ) فمن المستحيل ان يصلب مرتين اذا نحن لدينا احتمالين 


الاول هو انها قصة جديد كما ذكرنا اعلاه انه بدء قصة جديدة


الثاني هو انه لم يبداء قصة جديدة بال انه يؤكد ان ما حدث هنا كله بداء في التاسعة صباحا اي هو لم يعلق علىالصليب في التاسعة صباحًا بال بدأت رحلت صلبه في التاسعة صباحًا 



الاحتمال الاول سيكون ضعيفًا لاننا إذًا وجدنا انه يتكلم عن نفس القصة ي تتابع الاحداث ولا يذكر احداث اخرى 


انما الاحتمال الثاني ان مرقس بعد ان ذكر كل هذ يختم بقوله انه حدث في الساعة التاسعة اي ان رحلته كلها بدأت في الساعة التاسعة قبلان يعلق هو امر وارد واكد عليه العلماء




( 4 ) وكانت الساعة الثالثة فصلبوه وقت الذبيحة اليومية للصباح ، التي كان ينبغي أن يكون عندها الكهنة ؛  والوقت الذي يبدأ فيهالسنهدريم عادة بالجلوس  السنهدريم من ذبيحة الصباح اليومية إلى ذبيحة المساء اليوميةلكن هذه حالة غير عادية ، وهم في عجلة منأمرهم لقتل يسوع ، كانوا جالسين طوال الليل ؛  وفي وقت مبكر من الصباح أصدروا حكم الإعدام عليه ، والذي كانوا سينفذونه في الوقتالذي اعتادوا فيه الجلوسكان هذا حوالي الساعة التاسعة صباحًا ، ويستغرق الوقت ما بين ذلك وحتى الساعة الثانية عشرة ظهراً 



( 5 ) وكانت الساعة الثالثة فصلبوه الساعة الثالثة ستكون الساعة التاسعة حرفيًا لكننا نجتمع من الإصدار 33 أن ربنا كان على صليبهحيًا في الساعة السادسة أي الساعة الثانية عشرة يبدو أن أبسط طريقة لحل الصعوبة الزمنية هيقسم اليهود يومهم إلى أربعة أجزاء ،أطلقوا عليها اسم ساعات ، أي الجزء الأول من ستة إلى تسعة ؛  الثالث من تسعة الى اثني عشر السادس من اثني عشر الى ثلاثة والتاسع من ثلاثة الى ستة ثم في الساعة الثالثة أي بين التاسعة والثانية عشرة صلبوه ؛  ومن الساعة السادسة إلى الساعة التاسعة كانفي الواقع على صليبه.  



( 6 ) يقول القديس يوحنا والتقليد أن الصلب كان نحو الساعة السادسة (التي تبدأ في الثانية عشرة ظهرا - يو 19: 14)، أما مرقس بقولههنا الساعة الثالثة (التي تبدأ في التاسعة صباحا)، فهو بذلك يعني إجراءات بدء الصلب، والتي أخذت بعض الوقت، والأرجح أن الصليبانتصب كاملا قبل الساعة السادسة يقليل، قرب نهاية الساعة الثالثة.

ويلاحظ أنه بالنسبة للتوقيت اليهودي لا توجد فواصل بين الساعة الثالثة والساعة السادسة، فنهاية الأولى هي بداية الثانية، مثل الفرق بينالصباح والظهر في توقيتنا الحالي.



( 7 ) أحداث الصلب (تسليم بيلاطس للسيد في يد اليهودالحكم بالصلبالجلدالإهاناتكتابة اللوح/اقتسام الجند لثيابه/محاورةاللصينإستهزاء العابرينإعتراض المجتازينصلب المسيح على الصليبهذه الأحداث بدأت في الساعة الثالثة وإنتهت في الساعةالسادسةوالظلمة حدثت في الساعة السادسة واستمرت حتى الساعة التاسعةوغالبًا فقد قصد مرقس أن هذه الأحداث بدأت بصدورالحكم الذي صدر في خلال الساعة الثالثةويوحنا يشير بقوله نحو الساعة السادسة أن الأحداث التي يشير إليها كانت في نهاية الساعةالثالثة وقد اقتربنا من الساعة السادسةأماّ قول القديس مرقس فصلبوه فيشير لصدور الحكم ضد السيد بالصلب وبداية الأحداث وإتفاققرار بيلاطس مع إرادة اليهود في الصلب.




اذا نستطيع ان نقول


اولا مرقس بداء الاحداث كلها ليبرز عمل المسيح الكفاري


ثانيًا كتبها بأختصار كعادته


ثالثًا بعد ان انتهى اكد ان كل هذا حصل من بداية الساعة الثالثة وحتى وضع نهاية القصة بقوله في الاصحاح 24 


وَلَمَّا صَلَبُوهُ اقْتَسَمُوا ثِيَابَهُ مُقْتَرِعِينَ عَلَيْهَامَاذَا يَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ؟" (مر 15: 24).

 

فمن المستحيل ان يصلب مرتين 


واكتفي بهذا القدر وللرب المجد الدائم امين 


____________________________________


( 1 ) راجع الترجمة العربية المشتركة على النص 


( 2 ) The New  Testament: Its Background, Growth, and Content Third Edition Revised and Enlarged Bruce M. Metzger ,p. 78 


( 3 ) مقدمة انجيل مرقس تادرس يعقوب ملطي 


( 4 ) Gill's Exposition Mark 15


( 5 ) Pulpit Commentary Mark 15 



( 6 ) شرح الكتاب المقدس - الموسوعة الكنسية لتفسير العهد الجديدكنيسة مارمرقس بمصر الجديدة شرح لكل آيةمرقس 15 


( 7 ) آلام المسيح والقيامة | دراسة في الأناجيل الأربعة - القمص أنطونيوس فكري يوم الجمعة من أحداث أسبوع الآلام: 5- صلب يسوع المسيح

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق